أزمة الأوقاف وخطباء المكافأة الوزارة: نحتاجكم 80 دقيقة شهرياً..والخطباء : فاقد الشىء لا يعطية

1٬288

تظل قضية خطباء المكافأة ومطالبهم بالتعيين واحدة من أبرز التحديات التى تواجه وزارة الأوقاف، خاصة بعد استمرارها لسنوات عدة، حيث تسعى الأوقاف كمؤسسة دينية أن ترقى بالمستوى المادى والعلمى للأئمة، وذلك من خلال الدورات والمسابقات المتتالية التى تعلن عنها، ومن جهة أخرى حق الخطباء خريجى الأزهر الشريف، أن يتم تعينهم وفق لمؤهلاتهم العلمية، على أن يجدوا أجرا عادلا، فضلا عن انتشارهم فى جميع الزوايا والمساجد وعدم السماح لغير الأزهريين بالسيطرة عليها، الأمر الذى جعلهم يعلنون عن تقديمهم لعدد من الشكاوى لـ لجهاز المركزى للمحاسبات، الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، وزارة التخطيط، وزارة الداخلية، مجلس الوزراء، مجلس النواب، الأمن الوطني، الرقابة الإدارية، النائب العام، رئاسة الجمهورية، مشيخة الأزهر الشريف، دار الإفتاء، وأخيرًا بلاغ للنائب العام.
وقال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن خطباء المكافأة يتم تقسيهم حسب مؤهلاتهم العلمية لعدة أقسام، منها استاذ جامعى أحيل للمعاش، ويخطب الجمعة مقابل 200 جنيه، موظفين فى وظائف حكومية، أى خريجى الكليات الشريعة والقانون، وأخيرًا مؤهلات غير مالية «المؤهل العالي»، وهو خريج جامعة الأزهر ولا يعمل، فيحصل على 40 جنيهًا مقابل الخطبة الواحدة، باجمالى 160 جنيها، أى 80 دقيقة فى الشهر، وتقدر بــ 20 دقيقة فقط فى الجمعة الواحدة، يقضيها الخطيب فى العبادة والعمل الدعوى والتقرب إلى الله.
وأكد أن الخطيب خريجى الأزهر، كان يحصل منذ البداية على 40 جنيهًا، وتم رفعه إلى 60، ومن ثم إلى 140، ويليها 160، واخيرًا 300 جنيه، موضحًا أن الوزارة لم تحتاج لخطيب المكافأة إلا 80 دقيقة فقط فى الشهر، مشيرًا إلى أن الأوقاف لم تعترض على عمل خطباء المكافأة بأماكن أخرى، فلهم مطلق الحرية بالعمل فى مهن مختلفة.
وأضاف طايع، أن الوزارة تقوم كل ثلاثة أشهر بعمل مسابقات للتحسين المادي، والتحسين العلمى للخطيب، موضحًا أن الخطيب المجتهد يسعى للارتقاء بمستواه علميًا وماديًا بالدورات التدريبة والمسابقات، وللجميع الحق فى المشاركة بها، مؤكدًا يتم تعيين أى خطيب إلا إذا أجتاز الدورات المشار إليها، حتى يصبح متمكن وقادر على الإمامة مثل الذين تم تعينهم.
بينما أكد خطيب المكافأة، علاء الحمراوي، أن هناك تحديات كثيرة تواجه خطباء المكافأة لاحت بها وزارة الاوقاف مايقرب من ثلاث سنوات لمحاولة حلها الا انها باتت حلول لا تسمن ولا تغنى من جوع، الأمر الذى ازداد تعقيدًا وسوءً على الخطباء، خاصة بعد الإمتحانات التى خاضوها على مدار الثلاث سنوات الماضية تحت مسميات مختلفه لم يجنى منها إلا اهدار الوقت والمال، لافتًا إلى أن هناك بعض الائمة المعينين لدى الوزارة لم ترق إلى الآن للمستوى المطلوب الذى يجب أن يتسم به رجل الوعظ والارشاد من اجل ان يصل بهذا الدين الى القلب والعقل معًا حتى يقدر على مواجهة الافكار المتطرفة بالقرآن والسنة النبوية. وأوضح أن هناك تحديات عدة تواجه الدعوة أيضا منها: ضعف الإمام الثابت فى القدرة على الالقاء فوق المنابر وهو واضح فى قراءتهم داخل المحاريب بسبب دورات التدريبية التى أصبحت أمرًا روتينيًا لمن يحضره فضلا عن المتخلفين من الحضور. ثانيًا: انشغال خطيب المكافأه بامر تثبيته على درجة ماليه أكثر من انشغاله بالدعوه وذلك بسبب تقاضيه مبلغ لا يساوى شيئا بجانب ما تمر به البلاد من غلاء وظروف قاسية نعيشها جميعًا، يريدون جميعهم حياة كريمة تليق بهم كعلماء، الأمر الذى نتج عنه عجز الائمة والخطباء عن الافتاء ومنفعة الناس وضياع هيبة عالم الدين بين الناس، وضعف المنابر عن القيام بوظيفتها الا وهى التأثير فى قلب المستمع، قائلا: «فاقد الشيئ لا يعطيه». وشدد الحمراوي، على ضرورة عمل دورة تدريبية لمدة شهرين على مستوى عال فى كافة مجالات العلم الشرعى والثقافى وهي: «قران، حديث، سيره، فقه، عقيده، سياسه شرعية، تاريخ، مفاهيم حديثه، واساليب دعوة حديثة»، الأمر الذى يتسع به ادراك وعقل الامام والخطيب، كونها تشمل مناهج ثابته وشامله وكافيه لإستخراج إمام عصرى ومتميز، وبعد الانتهاء من هذه الدورة يمتحن فيها كل من خطيب المكافأه والائمة المثبتين. وتابع، إذا اجتاز الخطيب هذه الدورات يصبح إماما ثابتا؟ وإذا رسب يظل كما هو، ولكنه سيكون قد اكتسب خبره علمية ومهنية منها لا تقل نسبتها عن 45%، وبذلك ليس من حقه المطالبه بالتثبيت على درجة مالية، حتى يخوضها مرة اخرى، وإذا إجتازها الامام الثابت يصبح على درجة علمية تمكنه من القيام بوظيفته على وجه صحيح ومتميز وان رسب يبقى كما هو دون زيادات اوبدلات، وليس من حقه طلب الزيادة فى الاجور او البدلات المساعدة مالم ينجح فيها حتى يخوضها مرة اخرى، على أن تتم تلك الدورات فى كافة المحافظات والامتحانات فى القاهرة، بحيث تكون الامتحانات شفوية حتى تقاس اللغه والمخارج، اما التحريرية تقاس بالقدرة على الكتابة، وتقام الدورة كل عامين على الاقل، على ان يكون الحضور اجبارى على الجميع.
وأستكمل، أن الاموال المنفقه على الامتحانات القائمة طوال العام بدون سبب وبغير فائده، تصرف للأئمة كرواتب وحوافز مساعده، إلى جانب التشديد على الائمة ومراقبتهم فى ذلك فلا يسمح لغيره بالصعود على المنابر أو دخول المحراب الا من اجازه الازهر الشريف بالوعظ او اجازه بقراءة القران، ولا يسمح لغير الائمة والمجازين بالدعوة او امامة الناس فى المحراب لاى سبب كان.
وتابع الحمراوي، أن الهدف من تلك الدورات هو تعليم الامام والارتقاء بمستواه العلمي، وان يجد الائمة ما يكفيهم عن الانشغال بمهن اخرى غير الدعوه، حتى تضمن الوزارة ان يسير الامام على المنهج الوسطى القائم على سماحة الاسلام ونشر الدين بين العامة بوسطيه وحنيفية، إلى جانب إنقاذ العقول التى سيطر عليها اصحاب الافكار المتطرفه، فضلاً عن إنهاء أزمة الخطباء مع الوزارة، واخيرًا السيطرة الكاملة على المساجد لتقوم بما أنشأت من اجله وهى عمارة القلوب والعقول.

التعليقات متوقفه