«حداد.. فران.. ميكانيكى.. حلاق.. وبائع عرقسوق».. أصحاب العمائم الأزهرية يعملون بمهن مختلفة للحصول على مصدر رزق!

خطباء المكافأة: رواتبنا لا تتعدى الـ ١٤٠ جنيهًا.. ونعاني ظلمًا شديدًا

318

يعيش خطباء المكافأة غير المعينين بوزارة الأوقاف، حالة من السخط والتخبط، لرفض الوزارة تعيينهم، حيث أكدوا عزمهم على تنظيم وقفات احتجاجية أمام مدينة الانتاج الاعلامي، للمطالبة بحقهم فى التعيين، وتعنت الوزارة ضدهم، على أن تكون هذه بداية لتصعيد الموقف الذي بات أمرًا ضروريًا لم يستطيعوا التهاون فيه أو الإفراط به “علي حسب تعبيرهم”، الأمر الذي جعلهم يعلنون تقديمهم لعدد من الشكاوى للجهاز المركزي للمحاسبات، الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وزارة التخطيط، ووزارة الداخلية، ومجلس الوزراء، مجلس النواب، الأمن الوطني، الرقابة الإدارية، النائب العام، رئاسة الجمهورية، مشيخة الأزهر الشريف، دار الإفتاء، وأخيرًا بلاغ للنائب العام، لتظل أزمة الخطباء قائمة وسط تحديات عديدة.

وأكدوا أن التنظيم والإدارة، منح 3000 درجة مالية لوزارة الأوقاف، لتعيين خطباء جدد، بعد أن قاموا بسلسة من الاحتجاجات والإضرابات فى أماكن مختلفة وسط القاهرة، الأمر الذي أيده الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، والدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور عمر حمروش أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، والدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية، والنائب سعيد حساسين، إلى جانب تضامن 400 نائب آخر، ولتقنين الوضع تم عمل مسابقة سورية شكلية لإنهاء الأمر، فقام الوزير بعمل مسابقة عامة وليست لخطباء المكافأة فقط تقدم إليها نحو 28 ألفًا نجح 300، ثم بعد ذلك قام بعمل إعلان ثانى تكميلي للإعلان رقم 1 لسنة 2016 تقدم نحو 8 آلاف ونجح 600، وتكميلي ثالث نجح 300 ليصل المجموع إلى 1200، وتكميلي رابع، وتكميلي خامس، وخامس مرحلة أولي، وخامس مرحلة ثانية، وخامس مرحلة ثالثة، وكل إعلان بشروط تعجيزية تقدم إجمالي 70 ألف خريج جامعة الأزهر من حملة الماجستير والدكتوراه والاوائل وامتيازات وجيد جدًا وخطباء المكافأة نجح حتى الآن 2300 فقط وباقي 700 درجة حتى الآن من 3 سنوات.
وأوضحوا، أن الوزارة لم تستطع أن تختار من الـ 70 ألف خريج من جامعة الأزهر الشريف 3000 إمام وخطيب للدرجات المالية، مؤكدين أنه من المفترض ان يتم تعيين 12 ألف إمام وخطيب و3000 خطيب مكافأة، بإجمالي 15 ألف إمام وخطيب، خلال الأربع سنوات السابقة، من عام 2016 حتى الآن، لسد الفجوة الكبيرة فى كل محافظات الجمهورية، خاصة القرى والنجوع والمناطق الحدودية كشمال سيناء ومطروح.
وأشاروا، إلى أنه رغم تصاعد الأزمة وعلم الوزارة بما نمر به من ظروف اقتصادية طاحنة، وعملنا بمهن مختلفة لا تليق بالدعوة، كالفران، الميكانيكي، الفاعل، الحداد، الحلاق، وبائع عرقسوس وغيرها من المهن، أعلنت عن فتح باب التقدم للخطابة بالمكافأة لمدرسي المعاهد الأزهرية من خريجي جامعة الأزهر الشريف بجميع كلياتها، بدلًا من أن تقوم برفع رواتبنا وتحقيق مطلبنا، فلماذا يتم ذلك وسط المناداة والمطالبة بتعييننا؟، إلى جانب إعلانها عن مسابقة خاصة لخطباء المكافأة بقيام صلاة المغرب والعشاء والفجر بمقابل 300جنيه فى الشهر، بالإضافة لاختبارنا تحريري وشفوي فى القاهرة.
وأضاف الخطباء، أن عدد الأئمة المعينين يبلغ 53 ألف إمام، وعدد خطباء المكافأة ٢٨ ألف خطيب مكافأة، وغير المعينين بالقطاع العام 3000، ومن نجح فى المسابقة من عام 2016 حتي الآن 2300، منهم 600 فقط من خطباء مكافأة، ومن نجح فى تحسين مستوى من ٢٨ ألف خطيب مكافأة إجمالي 1333، فضلا عن عدد المساجد التى تبلغ نحو 150 ألف مسجد، وعدد الزوايا 70 ألف زاوية، وتساءلوا: كيف تسيطر الوزارة على المساجد والزوايا وعدد الأئمة 53 ألفًا فقط، ومنهم المعار لدول خارجية ومنهم من اقترب لسن المعاش ومنهم من خرج بالفعل إلى المعاش؟، رغم تصريحات الوزير المتكررة فى وسائل الإعلام المختلفة عن سيطرة الوزارة الكاملة على المساجد والزوايا، وهي عكس الأرقام المعلنة منها، إلا أن هناك مساجد وزوايا كثيرة يعتليها غير الأزهريين، فكيف يعتلي خريجو الأزهر الشريف جميع المنابر وسط هذه الأعداد؟.
مهن لا تليق بالدعوة
وقال محمد إبراهيم، خطيب بالمكافأة، إنهم يتقاضون رواتب مهينة يخجلون من الإعلان عنها وهي لا تتعدي الــ140 جنيهًا، أي ثمن كيلو ونصف ليمون فى الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن أحد الخطباء تقوم المساجد بجمع تبرعات له نظرًا لتدني ظروفة الاقتصادية، خاصة أن لديه طفل يعاني من مرض السرطان، ولم يجد مصدر رزق ليعالجه فى ظل ارتفاع سعر الدواء، إلى جانب خطيب أخر يعمل بائع عرقسوق، وهو حاصل على ليسانس شريعة، ويقوم بدفع فواتير الكهرباء والمياه والإيجار بمبلغ يتعدى الــ 800 جنيه شهريًا، ويعمل فى هذه المهنة فى الصيف فقط، وطوال الشتاء يعاني من ضيق الحال، فضلًا عن حالات أخري لا ينظر إليها المعنيون بالأمر، مؤكدًا أن الخطباء تواجههم تحديات عديدة ويعانوا من ظلم شديد، وهم خريجو المؤهلات العليا من الكليات الشرعية، ومطالبهم ليست كبيرة.
وتساءل إبراهيم، عن الهدف من الاختبارات الخاصة بالتحسين المادى؟ مؤكدًا انها اختبارات روتينية، والنجاح بها ليس نزيهًا خاصة بعد اجتياز عدد كبير ممن لا يحفظون القرآن كاملا، مشددا على ضرورة تيسير أمتحانات الائمة خاصة خطباء المكافأة لسد العجز بالطريق الصحيح وسيطرة الازهريين على جميع المنابر.
خطباء البحيرة
وفى السياق ذاته، أعلن نحو 716 خطيبًا بالمكافأة بمحافظة البحيرة، عدم حصولهم على مكافأة شهر يونيه من العام الماضي حتى الآن، حيث أن إدارة ابوحمص أول تشمل 400 خطيب، وإدارة ثان 316، وهذه المكافأة تبلغ240 لغير المحسن، و550 للمحسن، خاصة أن هذا شهر شمل ليه خمس خطب إلى جانب خطبة العيد، مشددين على ضرورة أن تسرع الوزارة بإعطائهم حقوقهم أسوة بزملائهم فى دمنهور وكفر الدوار الذين واجهتهم هذه المشكلة.
اجتياز الدورات
بينما قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن الوزارة تعلن كل ثلاثة أشهر عن عمل مسابقات للتحسين المادى، والعلمى، للخطيب، لافتًا إلى أن الخطيب المجتهد يسعى للارتقاء بمستواه سواء علميًا أو ماديًا من خلال اجتياز الدورات التدريبة والاجتهاد لها، لافتا إلى أن للجميع الحق المشاركة بها، مؤكدًا لم يتم تعيين أي خطيب إلا إذا أجتاز الدورات المشار إليها، حتى يصبح متمكنا وقادرا على الإمامة والإلقاء مثل زملائه الذين تم تعينهم.
وعن الشروط التعجيزية أكد طايع، أنها ليست شروط تعجيزية أو أسئلة من منهج جديد، ولكنها وضعت لتقييم الخطيب الذي يمتلك علما من الذي لا يقوم بتطوير نفسه، فجميعهم بمستويات ودرجات مختلفة، فالإمام لابد وأن يكون قادرًا على إلقاء الخطب والدروس، وأن يكون أيضًا على دراية وعلم بكل ما يخص الشأن الإسلامي.
وأضاف طايع، أن خطباء المكافأة يتم تقسيمهم حسب مؤهلاتهم العلمية لعدة أقسام، منها استاذ جامعى أحيل للمعاش، ويخطب الجمعة مقابل 200 جنيه، موظفين فى وظائف حكومية، أي خريجي كليات الشريعة والقانون، وأخيرًا مؤهلات غير مالية “المؤهل العالي”، وهو خريج جامعة الأزهر ولا يعمل، فيحصل على 40 جنيهًا مقابل الخطبة الواحدة، باجمالي 160 جنيهًا، أي 80 دقيقة فى الشهر وتقدر بــ20 دقيقة فقط فى الجمعة الواحدة، يقضيها الخطيب فى العبادة والعمل الدعوى والتقرب إلى الله.
وأشار، إلى أن الخطيب من خريجي الأزهر، كان يحصل منذ البداية على 40 جنيهًا، وتم رفعه إلى 60، ومن ثم إلى 140، ويليها 160، واخيرًا 300 جنيه، موضحًا أن الوزارة لم تحتاج لخطيب المكافأة وقتًا طويلا ولكنها بحاجة إليه لدقائق معدودة اسبوعيًا، الأمر الذي يجعل الوزارة لم تعترض على عملهم بأماكن أخرى، مؤكدًا لهم مطلق الحرية بالعمل فى مهن مختلفة للكسب بمصدر دخل يعيشون منه.

التعليقات متوقفه