“الأهالي” تستمع إلى العمال ضحايا المشروع القومي لتغذية المدارس : “رواتبنا متدنية ..ووزارة الزراعة ترفض تثبيتنا .. ونفسنا نموت علشان مش قادرين  نحقق مطالب اولادنا..ونستغيث بالرئيس “

804

تحقيق  هبة الكوراني:

عقب الوقفة الإحتجاجية التي نظمها عمال مصانع المشروع القومي لتغذية المدارس التابع لوزارة الزراعة في الاسبوع الماضي للمطالبة بالتثبيت ورفع الرواتب ،تواصلت جريدة الأهالي مع هؤلاء الضحايا للإستماع إلى مطالبهم لتوصيلها كاملة إلى صناع القرار ..وكان  “العاملون بمصانع المشروع القومي التابع لوزارة الزراعة”، قد نظموا خلال الايام الماضية وقفات إحتجاجية رمزية سواء أمام مقر وزارة الزراعة أو داخل المصانع إحتجاجا على عدم الإستجابة لمطالبهم بالتثبيت طبقا للوائح والنظم والقوانيين، فقد نظموا وقفات سابقة أكدوا خلالها على مطالبهم المشروعة حفاظا على حقوق 6000 عامل في 15 مصنعا منذ عام 1998 ،وأنهم يتقاضون رواتب تبلغ 900 جنيه لكل عامل شهريا..وفي بيان لهم ناشد العمال الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل لتنفيذ مطالبهم وتثبيتهم وتنفيذ قرار الحد الأدوني للأجور عليهم لضمان حياة كريمة لهم ولأسرهم ..وكان هؤلاء العمال قد أرسلوا مذكرات وشكاوي إلى الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي تتضمن نفس المطالب .
وقامت «الآهالي» بالاستماع لشكاوى العاملين بالمشروع القومي لتغذية المدارس..
“كنت بتمنى الموت جدًا لما ابنى طلب منى لعبة ومعرفتش اجبهاله علشان سعرها كان غالي كنت بقول ساعتها ياريت الأرض تنشق وتبلعني” بهذه الكلمات الحزينة بدأت بها حديثها إحدي العاملات بالمشروع القومي لتغذية المدارس بمحافظة المنوفية، تدعي أسماء الصادق التى تبلغ من العمر 33 سنة، متزوجة ويوجد لديها طفلين الآول 7 سنين والآخير 3 سنين.
وتضيف الصادق، أثناء حديثها للـ«الاهالي»، إنها تعاني من مرض السكر التى اكتشفته مؤخرًا، وتقوم بالمتابعة مع الدكتور مرتين فقط في السنة وذلك بسبب قلة دخلها من المشروع البالغ 900 جنيه، لذلك يمكن القول بأن هذا المرتب لايكفي أى شيء لسد كافة احتياجهم خاصة أنها تجلب الدواء من التأمين الصحي “أنسولين وفيتامينات” ومع العلم أن الانسولين المصري لايقوم بدوره على أكمل وجه على عكس الانسولين المستورد هذا بالاضافة إلى بقية الادوية.
وتابعت قائلة: غير إحتياجات الأطفال من أكل ولبس، في مرة من المرات طلب مني ابني شراء لعبة له وعندما توجهت لصاحب المحل لشرائها وجدتها بـ١٥٠جنيه، قلت في نفسي هو المرتب فيه كام ١٥٠، ولكنه مثله مثل بقية الاطفال في حاجة للعب، هذا بالاضافة إلى حالتى السيئة من المرض خاصة أنه يحدث لي حالات إغماء كثيرة في معظم الاوقات فأرفض رفضًا باتًا الذهاب للدكاترة المصاريف اللى هصرفها ولادي أولى بيها، ففي بعض الآوقات نقوم بالإستلاف لسداد باقي مصاريف الآطفال كما أن هناك عدد كبير من العمال يأخذون قروض من بنك مصر لقضاء احتياجاتهم.

يوضح أحد العاملين بالمشروع القومي لتغذية المدارس، يدعي مختار فايز، إنه يعمل بالمشروع منذ سنة 2008، فمنذ ذلك الوقت حتى الآن يتقاضي مرتب لايتعدى الـ1000 جنيه أى إنه مبلغ 930 جنيه فمع حلول سنة 2014 مرت عليهم ظروف صعبة بسبب المرتب وارتفاع الاسعار التى شهدتها البلاد منذ ذلك الوقت حتى الان، مشيرًا إلى أنه يوجد لديه أربع أولاد في مراحل تعليمية مختلفة وأنهم في أم الحاجة لدروس خصوصية والاب والام بالاضافة لفواتير المياة والكهرباء وإيجار أقل شيء 900 جنيه.
وتابع قائلاً أثناء حديثه لـ«الاهالي»، إحنا مش عارفين نعيش بالمرتب ده في ظل ارتفاع الاسعار مش عارف ادخل عيالي دروس خصوصية لما ادفع 100 جنيه في كل حصة اجيب مين انا بقيت بشحت الفلوس من طوب الارض علشان اخلى عيالي مبسوطين احنا نفسنا بس حد يحس بينا حتى لو هيعلو المرتب 100 أو 200 جنيه نفسنا نعيش زى بقيت الخلق نلبس ونفرح عيالنا ميكنش نقصهم حاجة نفسي ابقي ميت مطمن على مستقبل عيالي، للأسف عمر ما حد هيحس بينا إذا كان وزير الزراعة المفروض المشروع تابع لوزارة الزراعة يوضح إن عمال المشروع مش على قوته وانهم صناديق مشكلتهم مع الي ماسك المشروع وتواصلوا معاة وتم الرد انة هيرد علينا خلال اسبوع لا حياة لمن تنادى وحسبي الله ونعم الوكيل فى كل ظالم”.
وشاركته في الرأي إحدي العاملات بالمشروع بمحافظة طنطا، تدعي شيرين طه، قائلًا: “الناس بتموت من الجوع”، والمشروع يدار بطريقة خفية، وغير معروف أسباب التستر على الإداة، متسائلة أين الدولة من محاربة الفساد المنتشر في المشروع أم أنها كانت مجرد شعارات، مع العلم أنه مشروع قومي، وتتخطى ميزانيته مليار جنيه، كما أن العاملين به لا يندرجوا تحت أي مسمى أو قطاع وظيفي، كما أنهم محرومين من كافة الامتيازات سواء علاوات، أوحوافز، أوالمكافآت التي يتمتع بها أي عامل، أوموظف بالقطاع الحكومي، أو الخاص.
وقالت إحدى العاملات بالمشروع، “إحنا خلاص ضعنا، ومفيش أمل لعيالنا، ولاحتى لبكرة، نفسنا نفرح أولادنا زيهم ليه كده”، مشيرة إلى أن جميع العمال بالمشروع، يريدون معاملة حسنة، مثلما يعامل أبناء العاملين بالإدارة، وليس معاملة “الكلاب”، خصوصًا أن أحلامهم تتمثل في التثبيت، وصرف راتب عادل يغطي احتياجاتهم الأساسية، وخصوصًا في ظل ارتفاع الأسعار؛ حيث أنه لايستطيع أي موظف أن يعيش بمرتب يبلغ قدره 900 جنيه.
وفي النهاية أوضح العمال إنهم حصلوا على وعود كثيرة على أمل أنها تنفذ، ولكنهم لم يحصدوا سوى المماطلة، واختلاق وعود جديدة، متسائلين: إلي متى سيظلون يستمعون لوعود وهمية لن تتحقق، والكل يسأل أين تثبيت الدفعة الأولى، وأخبار الدفعة الثانية، وأين مكافآة الإنتاج، والعلاوة، ولكن من الواضح أن غداً سوف يأتى على الناس التى لها صوت في البلد، وليس الغلابة ممن لا يجيدون قوت يومهم ويستدينون لإطعام ابنائهم، موضحاين أن المرتب 933 لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يقدم أي شيء لنساء تقوم بتربية ابناء يتامي.

التعليقات متوقفه