مستشفى بنى مزار العام  بالمنيا تتحول لبركة مياه ..مواطنون لـ”الأهالي” :”الغلابة بتموت كل يوم ..و تعبنا من كتر الكلام مع النواب والمسؤولين و لا حياة لمن تنادى”

1٬716

تقرير شروق الخطيب :

بعد محاولات عديدة من أبناء مركز بنى مزار بالمنيا باءت جميعها بالفشل لتوصيل معاناتهم للمسئوليين ، و بعد وفاة الطالبة ميار عمر أبو حريقة بسبب عدم توافر أنبوبة تنفس أكسجين فى احدى المراكز الصحية و تدنى الخدمات الصحية فى مركز بنى مزار التابع لمحافظة المنيا . أطلق أهالى و أبناء بنى مزار هاشتاج ” بنى مزار من غير مستشفى ” للاستغاثة بمن يهمه الأمر و محاولة وقف هذه المهزلة و البدء فى إعادة بناء المستشفى للتخلص من معاناة الفقراء و الحد من ازهاق الأرواح . الجدير بالذكر أن مركز بنى مزار يضم 40 قرية و كانت مستشفى بنى مزار العام سابقا تخدم أكثر من 750 ألف مواطن فى المنطقة الشمالية بمحافظة المنيا ، و قد كان من المقرر إعادة بناء مستشفى بنى مزار العام الحكومية سابقا بعد قرار وزير الصحة السابق د / أحمد عماد الدين بهدم المستشفى بحجة إعادة البناء و التجديد و ازالة 7 مستشفيات أخرى فى محافظة المنيا ، و لكن يبقى الأمل دون جدوى فتحولت المستشفى إلى بركة مياه كما هو موضح بالصورة منذ 3 سنوات و حتى الآن . دون الاستماع إلى معاناة الفقراء و المرضى فضلا عن تدنى الخدمات الطبية فى باقى المراكز الصحية و عدم استطاعة المواطنين تحمل تكاليف المستشفيات الخاصة ، فيبقى المواطنون بين المرض و المعاناة و الموت .. و يتسائلون : متى سينظر إليهم بعين الرحمة ؟ متى سيتم بناء المستشفى مرة أخرى و ينتهى الكابوس ؟ ..

“ميار عمر أبو حريقة عندها 20 سنة طالبة فى الكلية من قرية الشيخ فضل تبع مركز بنى مزار بمحافظة المنيا كانت راجعة من الامتحان جالها ضيق تنفس و ماتت علشان مفيش جهاز تنفس أكسجين و ملحقوش حتى يوصلوا بيها لمستسفى خاصة” .. هكذا بدء حسام احمد من قرية طمبو مركز بنى مزار ، كلمات الحزن و الألم و يستكمل .. ( مفيش مستشفى حكومية من 3 سنين الناس الغلابة بتموت كل يوم ) .

و عند إستماع الأهالى لشكاوى المواطنين يقول ” محمد رضا ” من مركز بنى مزار : ( احنا تعبنا من كتر الكلام مع النواب و لا حياة لمن تنادى بعد ما هدموا المستشفى كل ما نتكلم مع حد من النواب بقالنا 3 سنين بيقولوا مفيش ميزانية ، طيب هدموها ليه ؟! طلع اعتماد البناء و احنا قاعدين مستنين و مفيش حاجة بتم ، و يستكمل حديثه للأهالى : المشكلة ان الناس مش معاها فلوس تروح مستشفيات خاصة ده غير ان المراكز الصحية غير مجهزة لاستقبال مرضى ، و بدءوا فى غلق بعض المستشفيات التخصصى زى مستشفى الفايد بيقولوا مخالفة و مبنية على أرض زراعية مع انها مفتوحة من سنة .. طيب ليه فتحوها كل ده و هى مخالفة اصلا ؟! و ليه هدموا المستشفى الحكومى و هما عارفين ان مفيش ميزانية ؟! كانوا سابوها للغلابة تتعالج الناس عندنا بتعانى احنا مفيش عندنا مستشفى حكومية مفيش غير مستشفى مصر المحبة التخصصى و دى غالية جدا .. الناس الفقيرة تروح فين و تعمل ايه ؟! ) .

و يذكر محمد فتحى والد الطفل زياد فى شرق المحطة بنى مزار : ابنى وقع من على المرجيحة و حصله ارتجاج فى المخ و بنتعذب علشان مفيش مستشفى حكومية و الخاص غالى جدا . و ينهى الحديث ” أحمد عبد الهادى ” من مركز بنى مزار :  احنا باختصار عدد كبير من القرى فى مركز بنى مزار بقالنا 3 سنين بدون مستشفى و كل فترة بناخد وعود من المسئولين دون فائدة و بنتمنى صوتنا يوصل ، احنا عندنا مستشفيات خاصة و عيادات خاصة لا تخدم إلا الأغنياء ، لا يوجد الا مستشفى طوارئ فقط فى قرية الشيخ و بعيدة جدا عن باقى القرى و ليس بها أى خدمات حتى السرنجة أبسط حاجة مش موجودة و كل يوم بشوف معاناة الناس ، 3 سنين مأساة و معاناة حقيقية للفقراء ، حتى الوحدات الصحية الموجودة فى بعض القرى مغلقة و لا تعمل ، تخيلى حضرتك مريض محتاج لعملية كبيرة أو عناية مركزة يروح فين ؟ الأطباء مش مهتمين غير بعياداتهم الخاصة نظرا لضعف رواتبهم و احنا إللى بندفع الثمن من أرواحنا و أرواح اولادنا ، و ينهى كلامه : تخيلى ان بعض القرى اقرب مركز طبى ليهم بيستغرق من ساعة و نصف لساعتين للوصول يكون المريض توفى ” . و بعد استعراض الأزمة و شكاوى أبناء بنى مزار يبقى التساؤل الأهم : من سيحاسب على أرواح هؤلاء المواطنين فى ظل غياب سبل الخدمات الصحية الآدمية التى تكفل للمواطنين حياة كريمة ؟!

التعليقات متوقفه