رئيس حزب التجمع :نحن الحزب الاول الذى نزل الشارع ضد الإخوان المسلمين فى حين كانت قوى سياسية تلومنا وتطالبنا بالصبر على “محمد مرسي”

1٬128

كتب – أحمد مجدى:
قال سيد عبد العال رئيس حزب التجمع، خلال اجتماعه مع لجنة أمانة القاهرة بالحزب، بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو، إن مهمة الحزب فى الفترة المقبلة، هى الإجابة عن مجموعة من الاسئلة المتعلقة بالفترة الانتقالية، وهى لماذا انتهج الحزب مساندة 30 يونيو؟، وهل كان من المفترض أن يصل إلى الحكم؟، ولماذا لم يحدث ذلك؟، وهل يتفهم من يحكمون الدور الذى لعبه الحزب فى مساندة الثورة على الإخوان؟، وهل التجمع له تأثير فى الفترة الانتقالية أم لا؟، وكلها اسئلة تحتاج الى جهد فى التفكير من اعضاء الحزب، وقراءة للبرنامج الانتقالى الذى أعده المؤتمر العام الثامن للحزب، ومن خلال ذلك سيتم تحديد موقفنا من السلطة والفترة الانتقالية بشكل واضح، وعن كيفية مواجهة الأمور التى نعترض عليها ومساندة الأمور التى تتوافق مع رؤى حزبنا. وتابع «عبد العال»، أنه قبل 25 يناير، كان التجمع لديه الرؤية الواضحة أن سلطة مبارك هى تحالف بين قوى الفساد من جانب ومحاولة إعطاء الشرعية للفساد والجماعات المتأسلمة، وتحالف خفى مع جماعة الإخوان المسلمين، واستمر موقف التجمع كما هو فى 25 يناير وأعلن الحزب أنه لا تغيير سيتم إلا برحيل مبارك من السلطة، ثم نجد طريقة لادارة الدولة ما بعد مبارك. ولكن فى 30 يونيو اختلفت رؤيتنا، فنحن حشدنا كل تاريخنا وتراثنا، من اول لحظة لمواجهة الإخوان المسلمين، وحلفائهم، ومن تعاونوا معهم، ومازلنا نفعل ذلك، وتشهد على ذلك مظاهرات 24 اغسطس من حزب التجمع منفردًا ضد مرسى كرئيس فى ميدان التحرير والتى قابلها الإخوان بالعنف ضد شبابنا ولكننا رغم ذلك اوضحنا موقفنا واثبتنا ان التجمع لم ولن يرضى بالإخوان المسلمين كفصيل يحكم مصر، وأى حسابات عاقلة وسياسية كانت سوف تتأنى فى مواجهة الإخوان لكننا لم نفعل، وهناك الكثير من القوى المدنية، عاتبونا ولامونا على تسرعنا فى مواجهة الإخوان، ولكننا كنا نرى منذ اليوم الأول إن هناك خطورة على الدولة نفسها ووجودها فى وجود هذه الجماعات فى الحكم.
وأضاف «عبد العال»، أن التجمع وحتى اللحظة لم يغير موقفه ولا رؤيته لجماعة الإخوان، ولكن هناك متغير عميق جدا حدث على ارض الواقع وهو تبنى الدولة المصرية بأكملها رؤية حزب التجمع التى ناضل من أجلها على مدار 43 سنة، وهنا تظهر العلاقة بيننا وبين الدولة المصرية، فى الموقف المشترك من جماعات الاسلام السياسي، وضرورة الحفاظ على سلامة الدولة المصرية، وذلك ما يفسر اتفاقنا واحتلافنا احيانًا مع الدولة ويفسر ايضًا ان هناك تحالفا قائما على تبنى موقف حزبنا فى الاساس، وموقفنا من السلطة الحاكمة ليس موقف تطابق إلا فى رؤية الحفاظ على سلامة الدولة المصرية، ولكننا نختلف مع البرنامج السياسى والاقتصادى والاجتماعي، ونعارضه وبشدة من خلال ادوات المعارضة السلمية المشروعة، من خلال الدفاع عن العمال فى حقهم، والمهنيين، والفلاحين، وحق التظاهر، والاعتصام، ولن نتوقف عن خوض الصراع الاجتماعي، ولكن يبقى السؤال، هل الصراع الاجتماعى بنفس الصورة والمنطق التى عشناها سابقًا؟، الإجابة لا فالأسباب هى نفسها، ولكن الأدوات اختلفت، وأصبح الحوار هو المطلوب لا الصدام، ومن ناحية اخرى ربطنا بين أفكار وتراث حزبنا والواقع فنحن لا نتحدث عن طبقة عاملة وهى ليست موجودة بشكلها القديم، ولا نتكلم عن الفلاحين بدون ان نعرف ما هى مشاكلهم الحالية، والتى اختلفت كثيرًا عن السابق، فنحن الان نتحدث عن كل الفئات من واقع مشاكلهم الحالية، ونحن الان لا نختلف مع السلطة لحسم الصراع الاجتماعى فوريًا، ولكننا نتقارب ونتباعد على اساس حسم الصراع السياسي، وهو ما يتطلب اولًا سلامة الدولة وهو ما نسميه فى البرنامج الانتقالى حسم التناقض السياسي، قبل التحدث عن التناقض الاجتماعي. وأردف رئيس حزب التجمع، أن حسم التناقض السياسى الذى يطالب به التجمع، هو القضاء على قوى الثورى المضادة المتملثة فى الإخوان المسلمين، وتيار الاسلام السياسي، وحلفائهم، وكل من يرى فيهم انهم قوى سياسية أخطات، وليست مجموعات اجرامية، ومن وراء كل هؤلاء استعمار عالمي، وأجهزة مخابرات عالمية نعرفها جميعًا، ولذلك يأتى فى تصورنا حسم الصراع السياسى قبل التحدث عن الصراع الاجتماعي، والطبقي.
وتابع قائُلاً: إن هناك فسادًا فى داخل الدولة المصرية يمثل زريعة لهذه المخططات المهددة لسلامة الدولة، كما ان هناك غياب رقابة على الاسواق تساهم فى زيادة حالة التخبط والتى ينتج عنها الغضب الاجتماعي، وهناك بطالة بأعداد كبيرة وتتحدث الحكومة عن ان الاعداد قلت ونكتشف ان الموضوع هو عمالة مؤقتة فى المشروعات التى تبنيها الدولة، وهل حديثنا عن هذه التحديات والامور والسلبيات من الممكن ان تضايق حليفًا أى كان؟، لا يخصنا ذلك، لأننا فى الاساس نهدف الى الحفاظ على الدولة بغض النظر عن السلطة الحاكمة، ولذلك نتقارب ونتباعد فى الكثير من المواقف، ونواجه فى الكثير من القضايا من خلال ادواتنا البرلمانية وبياناتنا ومؤتمراتنا، ونحن نحتاج الحريات السياسية فى الاساس لمواجهة الثورة المضادة، ولا يوجد افضل من حزب التجمع لتقديم الإجابة على سؤال كيفية التعامل مع الجمهور، هل نتعامل معاه على طريق التحريض والتظاهر، وإتاحة الفرصة الى جماعات متسللة إرهابية لها اهداف اخرى، اعتقد ان طريقتنا يجب ان تكون مباشرة عبر التحدث مع الناس فى مشاكلهم الحياتية، وتنظيمهم، والتضامن مع العمال فى المصانع داخل مصانعهم، ولا نساعد على خروجهم من مصنعهم للتظاهر، لان ذلك ينهى قضيتهم ويضيع حقه، وحولته من مطالب حقه، الى متظاهر سياسى فى واقع معقد، ولكننا نساعده على فهم اتجاهه الصحيح، والجهات التى يجب ان يحدثها، والكلام عن حرية التظاهر لا يجب ان ياتى بدون الوعى بأن هناك خصم يتربص بالدولة وبالسلم الاجتماعي.
واختتم «عبد العال» حديثه: إن هناك من يزايدون على الحزب ومواقفه، عبر مراهقة ثورية، ونحن الحزب الاول الذى نزل الشارع ضد الإخوان المسلمين، فى حين كانت القوى السياسية تلومنا، وتطالبنا بالصبر على مرسي، ومنها من تحالفت مع الإخوان جهرًا وسرًا ومنها من تطالب برجوعهم للحياة السياسية وغيرها من الامور التى يعلمونها ونعلمها.

التعليقات متوقفه