بعد انتشار ظاهرة حوادث السيارات .. هل نجحت الدولة في إدارة ملف الطرق الداخلية بالمحافظات؟

409

 

كتبت – سلمى إسماعيل

 

مؤخرًا لقى عدد من المواطنين مصرعهم بسبب انتشار ظاهرة حوادث الطرق على مستوى محافظات مصر، وتحديدًا مع بداية الأسبوع الماضي، فعلى الطريق الصحراوي الغربي لمحافظة أسوان لقى 7 أشخاص مصرعهم وأصيب 15 آخرين نتيجة حادث تصادم سيارة «ميكروباص» وأخرى «ملاكي»، فيما أصيب 6 أشخاص من أسرة واحدة نتيجة اصطدام سيارتين بالطريق الزراعي السريع بمحافظة البحيرة، فضلًا عن وفاة شخصان وإصابة 2 آخرين إثر انقلاب سيارة بطريق أسيوط الغربي أمام قرية الباسل، بينما لقي 3 أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون، إثر حادث تصادم أعلى محور 26 يوليو.

«المرور في مصر عبارة عن مثلث ثلاثي الأضلاع هما الطريق والسائق والمركبة، وفي حالة وجود خلل في أى من الأضلاع الثلاثة تقع العديد من الحوادث، فهناك بعض الحوادث يكون السائق هو المتسبب الرئيسي فيها، وأحيانًا يكون الطريق أو السيارات» … بهذه الكلمات أوضح النائب شديد أبو هندية عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب أسباب تكرار حوادث الطرق.

وأشار شديد أبو هندية إلي أنه هناك سوء إدارة لملف المحافظات في مصر، الأمر الذي ينتج عنه إهدار لأرواح المواطنين بسبب تكرار حوادث الطرق.

 

ملف الطرق الداخلية للمحافظات بحاجة إلى إعادة النظر بشكل كلي

وتابع، أن ملف الطرق الداخلية للمحافظات بحاجة إلى إعادة النظر بشكل كلي، لأنه من الضروري متابعة الحالة الصحية للسائقين عن صدور التراخيص، فضلًا عن رصف وصيانة الطرق، والمتابعات المرورية على الطرق الداخلية في المحافظات.

 

وأكد على أنه لن يتم النهوض بملف المحافظات طالما هناك قلة في الموارد المالية المخصصة للمحليات في الموازنة العامة للدولة، وسوء إدارة للملف من قبل الجهات المختصة.

في سياق متصل قال النائب طلعت خليل عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن ملف تطوير الطرق الداخلية للمحافظات يرتبط ارتباطًا وثيقًا بملف الإدارة المحلية الذي يعتبر من أخطر الملفات التي تمس المواطن مباشرة خاصة أن موظفين  المحليات يتعاملون مباشرة مع المواطنين وسط حالة من تدني أجورهم جميعًا فقد بلغت أجور المحليات 9.5 مليار جنيه على جميع المحافظات والقرى ومدن.

وأوضح طلعت خليل في تصريحات خاصة لـ«جريدة الأهالي»  أنه لا يقعل أن مدير إدارات هندسية في أحد الأحياء مرتبه لم يتجاوز الـ 3 آلاف جينه، والنتيجة حدوث مخالفات وحوادث يترتبط عليها إهدار أرواح المواطنين.

انتشار حوادث الطرق يعكس فشل الدولة لإدارة ملف المحليات 

في سياق متصل يقول النائب محمد عطا سليم عضو لجنة الطاقة والبيئة،  إن تكرار حوادث الطرق يعكس  فشل الدولة في إدارة ملف المحليات، فضلًا عن سوء تقدرها إلي هذا الملف في الموازنة العامة لدولة 2019-2020.

وأوضح ” عطا سليم” لـ«جريدة الأهالي» أن السبب الرئيسي في حوادث الطرق هو عدم تمهيد الطريق نفسه، لافتًا إلي أن الحكومة  لا تقوم بصيانة الطرق بعد تدشينها الأمر الذي يؤدي لتهالكها مبكرًا

وأشار “سليم” إلى تجربة دولة الأردن بمنح ضمان خمس سنين للمقاول الذي نفذ الطريق حتى تقوم الشركة المنفذة بمتابعة الطرق وصيانتها بشكل دوري، لافتًا إلى أن محافظ الأسكندرية اتخذ هذه الخطوة لكن بضمان 3 سنوات فقط.


 طرق الصعيد متهالكة بشكل يؤدى بحياة مواطن كل ساعة

وتابع : « أن طرق الصعيد متهالكة بشكل قد يؤدى بحياة مواطن كل ساعة، فطريق سوهاج تصميمه لا يتناسب مع حجم النقل الثقيل الذي يمر عليه من المحاجر وغيرها، الأمر الذي يؤدى لمرونة الأسفلت نتيجة ارتفاع درجة الحرارة ومن ثم انقلاب السيارات، والغريب أن وزارة النقل والتنمية المحلية لديهم متخصصين في هذا الأمر لكن لم يطابقوا مواصفات الطرق باستخدامتها».

وأضاف أن تهالك الطرق بشكل سريع كارثة ذو حددين أولهما إهدار مال عام، وثانيًا إهدار لأرواح المواطنين .

التعليقات متوقفه