مصر تنتظر اجتماعًا لوزراء الرى والخارجية مع السودان وإثيوبيا

■ السفير جمال بيومى: على الجميع تخطى التمسك بالمرونة.. وما يردد عن الصواريخ الاسرائيلية «كلام فارغ»

195

فى تطور جديد بملف سد النهضة الاثيوبى، تنتظر مصر عقد اجتماع سداسى بحضور وزراء الرى والخارجية لدول حوض النيل الثلاث خلال ايام، وذلك بعدما سملت القاهرة “اول امس” وجهة نظرها ورؤيتها بشأن قواعد ملء وتشغيل السد للجانب الاثيوبى، حيث قام دكتور “محمد عبد العاطى”وزير الرى بتسليم الرد الى وزير المياه والرى والكهرباء الإثيوبى خلال جلسة مباحثات بينهما بمقر وزارة المياه الاثيوبية، تمهيدا لعقد هذا الاجتماع، جاء هذا التطور بعدما تم تأجيل الاجتماعات بين الاطراف الثلاثة على مستوى وزراء الرى اكثر من مرة خلال الشهور الماضية وبسبب الاحداث الاخيرة التى شهدتها السودان، حيث اعلنت القاهرة استضافتها لاجتماع، ابريل الماضى ولم يعقد، وكان ذلك لاستكمال المباحثات للخروج من تعثر المفاوضات المعنية بالجوانب الفنية للسد، والتوصل لاتفاق مرض وتفاهم مشترك بين جميع الأطراف، حول البنود والنقاط العالقة بإدارة السد وسنوات التخزين والملء وأساليب تشغيل وإدارة بحيرة السد.
من جانبه، اكد السفير” جمال بيومى”، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ضروة استمرار التعاون المباشر بين الرئاسة والخارجية والمخابرات فيما يخص هذا الملف، بالاضافة الى وزارة الموارد المائية والرى، مشيرا الى انه قد تم الاتفاق على رد القاهرة فيما يخص رؤيتها لنقاط الخلاف بين هذه الاطراف، بينما تولت “الرى” بالنيابة عن مصر تقديمه وتسليمه الى اثيوبيا، موضحا انه من المهم ان يكون الكل على بينه مما يدور، لانه عندما انفردت “ الرى” بالتصرف فى الملف، خرجت الابعاد السياسية للموضوع من سيطرتنا وانتهينا الى خلاف واضح مع اثيوبيا، وبناء عليه كان من الضرورى ان تكون جميع الاطراف المعنية بالملف على علم بما يدور وما يتم تبادله مع اثيوبيا، مشيرا الى ان تواجد الرئاسة فى الصورة مهم، لان الروؤساء يوضحون الطريق العام للمفاوضات، اضافة الى التعهد بألا يضار اى طرف من هذا السد مع الحفاظ على الحقوق المائية لكل الدول، موضحا ان الوضع فى نهر النيل يقول ان جميع الدول الموجودة على نهر النيل ماعدا السودان ومصر، كلها دول لا تجتاج لمياه النيل لانها بلاد امطار.
اوضح” بيومى” ان مشكلة سد النهضة تتخلص فى امرين هما، الاول انه يحجز مياه بقدر توليد كهرباء، ولكن اثيوبيا جاءت فى مرحلة بسبب “العناد السياسى” وقامت بمضاعفة كمية المياه التى سيتم احتجازها وهذا يؤثر على حصتنا لمده خمس سنوات، بالاضافة الى ان الخبراء اكدوا ان هذه المضاعفة تمثل خطرا على السودان ودلتا النيل فى حالة عدم تحمل التربة الطفلية لهذه الكمية، وهنا طالبت مصر بأن يكون ملء السد على سبع سنوات وليس ثلاث حتى لا يؤثر علينا، مضيفا ان المشكلة الثانية هى ان اثيوبيا اعلنت ان سبب اقامتها لهذا السد هو توليد الكهرباء وهذا يعنى ضرورة وصول المياه لمصر حتى تولد هذه الطاقة الكهربائية، ولذلك اقترحنا ان يكون الى جانب الفتحات الخمسة المسئولة عن توليد الكهرباء، توجد فتحتان اخرتان فى حالة عدم توليد الكهرباء تمنحنا المياه ولكن الجانب الاثيوبى رفض وبشدة هذا الاقتراح بسبب تراكمات وخلافات سياسية فى اذهانهم لان اثيوبيا على مر التاريخ تتناحر مع مصر فى امور كثيرة، رغم ان ما نريده طلبات فنية بحتة، حيث وجود فتحات تسرب المياه لمصر دون الارتباط بتوليد الكهرباء من عدمه، لانه اذا افترضنا ان اثيوبيا قامت بتعطيل السد لاى سبب ما مثل الصيانه سيتم وقتها حجز المياه عن مصر، وهو ما نرفضه، متنميا ان تتخطى جميع الاطراف هذا العند السياسى.
اما فيما يخص التقرير الذى تم تسريبه من موقع “ديبكا” الاستخباري الإسرائيلى والذى يشير الى نشر اسرائيل منظومة صواريخ حول سد النهضة، اكد “ بيومى” انها انباء غير صحيحة و” كلام فارغ” لانه يخالف المنطق، مشددا على انه لا مصلحة لاسرائيل من اقلال الحصة المائية المصرية، موضحا انه لو حدث ذلك من حقنا وقتها القاء اللوم على اسرائيل التى تعرف جيدا انه فى حالة نشر مثل هذه الصواريخ سوف تعتبر مصر ذلك عملا معاديا ويخالف معاهدة السلام التى تنص على عدم اقامة اى تحالفات ضد مصر او اسرائيل فى اطار المعاهدة، وبناء عليه كل ما يثار لا اساس له من الصحة بل من مصلحة اسرائيل ان تصل المياه الى مصر ولا تمس حصتها المائية.

التعليقات متوقفه