ماجدة موريس تكتب :حكايا الأزرق

491

ماجدة موريس

علي الشاشة الصغيرة بدا البحر ساحرا،واسعا،لا ينافسه أي شئ ،منشآت مثلا او معدات،فقط الناس ،العائلات. وأطفالها في تعبير يأخذ القلب عن علاقة أرض الله بمن يسكنها،صورة شبيهة ببحر الاسكندرية في الماضي ،قبل ان يتحول الي صراع بين البشر والحجر ،وتقسيمات متنامية لصالح من يدفع للوصول اليه،الصورة الساحرة دفعتني للتوقف امام القناة( قناة فلسطين) التي كان برنامجها(حكايا الازرق ) استراحة لما بعده من برامج وحوارات وتظاهرات في شوارع القدس والخليل وغيرها من المدن بسبب موت الشاب بسام السايح،ورفض سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسليم جثمانه لأسرته لدفنه، والاحتفاظ بها لفترة في تطوير جديد للانتهاكات والعقوبات علي الشعب الفلسطيني ،بسام كان صحفيا وتم اعتقاله،وأسره لسنوات ،وفي الاسر أصيب بالمرض،وبالإهمال في رعايته طبيا حتي توفي،وها هي سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه في الوقت الذي كان الأهل فيها يحتشدون لوداعه الي المقر الاخير،ومن شهادات الناس الذين خرجوا غاضبين. رافضين هذا نسمع أسماء أخري جري عليها ما جري لبسام قبله مثل ( عمر عبد الكريم )الذي توفي ايضا في معتقل الأسري ،واحتفظوا بجثمانه ،كيف ولماذا،لا احد يعرف،ولكنه الاحتلال الذي يحتجز ٢٢١أسيرا ،ويموت منهم ٦٥انسانا بسبب الإهمال الطبي وسوء المعاملة وهناك أرقام أخري ولكنني أتوقف هنا عند الجديد علينا وعلي العالم،ان ترفض،وتعطل سلطة ما دفن جثمان شاب بعد موته،في تصعيد لأشكال الانتقام من أبناء الشعب الفلسطيني ،موتي وأحياء ،صحيح انه توجد حملة الان في مدن عديدة في العالم تطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق دولي حول ما يحدث في السجون الاسرائيلية تجاه الأسري الذين استشهدوا داخل هذه السجون، كما توجد وثيقة بخمس لغات خرجت من تجمع عالمي للسلام تطالب دول العالم برفض الاحتلال ودعم الفلسطينيين في وطنهم ،إلا أنه -بالمقابل- هناك يوجد تسارع في حركة المستوطنين الاسرائيليين للاستيلاء علي بيوت الفلسطينيين في الضفة والقدس والخليل وحيث لم ينتظر هؤلاء حكم المحكمة العليا في بيت يطالبون به ،وهجموا عليه وأخذوه بالقوة الديمقراطية!!،(كما قالت الصور والڤيديوهات )وهدموا منزلا آخر لعائلة عريقة يضايقهم وجودها،وربما أسمها،ومستمرون في البناء علي الاراضي والأماكن المخصصة لأهل البلد بعد النكبة،في حالة من السعار المدعوم بالقوة المسلحة والاعتقالات الدائمة.

وحوار المستر يان

علي نفس القناة ،بعدساعات ،حوار مهم من بلچيكا حول ما يحدث في الارض المحتلة ،من خلال برنامج (أصدقاء فلسطين) وضيف أوروبي هو (يان ڤيرمون) الأمين العام للاتحاد الدولي للمحامين الديموقراطيين،والذي يحاصره مقدم البرنامج بأسئلته وهو يعدد ما قدمه وتقدمه قوي دولية متعددة للدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال،ويؤكد الرجل في نهاية الحوار انه علي كل القوي (سماها قوي وليست دول) أن لا تتوقف عن استخدام كل الوسائل،التي استخدمتها من قبل ،الي جانب الوسائط الحديثة للوصول الي كل مكان ،وكل انسان،باختصار،وضع الرجل آمالا كبيرة علي وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي لتوسيع شبكة المعرفة والدعم والتعاطف مع القضية الفلسطينية،مؤكدا علي انه أمر يحتاج لسنوات وأجيال،(وربما يشهد ابناؤنا عودة الحقوق الفلسطينية ،فالحقوق لا بد ان تعود)،السؤال الاخير في كل هذا،لماذا لا تقدم قنواتنا التليفزيونية بعض مما ذكرته،خاصة ان قنوات اخري غير عربية،تهتم بما يحدث في فلسطين المحتلة لانه شأن عالمي وليس عربيا فقط،ولأنه ولأنه،ولانه.

التعليقات متوقفه