رئيس الإتحاد العام لنقابات عمال سوريا جمال القادري في حوار مع جريدة الأهالي: نقف بالمرصاد ضد كل محاولات تفكيك الحركة العمالية العربية أو تصفية الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب

960

*”إتحادنا” يؤمن بالحوار وإختلافنا لا يفسد للود قضية ..ونمارس عملنا النقابي بعيدا عن المصالح الشخصية

*دفعنا فاتورة عالية من دماء عمالنا آلاف الشهداء و الجرحى الذين سببت لهم جراحهم إعاقات دائمة

*لم نتلقى “فلسا” واحدا من الدولة ونستثمر مواردنا وأصولنا بشكل ممتاز.. وندفع 4 مليارات ونصف ليرة سنويا إلى أهالي العمال ضحايا الحرب

*القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى ونرفض التطبيع أو التعاون مع العدو الإسرائيلي تحت أي مسمى

*أثبتت سورية أن الاستسلام للمشيئة “الإمبريالية – الصهيو أمريكية” ليست قدراً محتوماً وأن إرادة الشعوب الحية تصنع المعجزات .

*”الأسد” يثمن الدور الكبير الذي لعبه العمال السوريون في الدفاع عن البلاد في مواجهة التنظيمات الإرهابية

*هناك رسائل واضحة ومباشرة للملتقى الدولي التضامني الثالث مع عمال وشعب سوريا ضد الحصار والإرهاب.

*إنتخاباتنا العمالية تبدأ أول أكتوبر القادم ..وتنظيمنا العمالي يتمتع بقدر كبير من الحرية والديمقراطية والوعي بقضايا وهموم الوطن

*حوار عبدالوهاب خضر:

(.. الرجل الذي تحاورت معه أمس الأربعاء في العاصمة السورية دمشق ،منعته رئيسة الدورة 104 لمؤتمر العمل الدولي بالأمم المتحدة بجنيف عام 2015 من إلقاء كلمته ،رغم أنها كانت اخر الكلمات المبرمجة في قائمة الجلسة الصباحية ، وانه لم يتجاوز الوقت القانوني المسموح به على المنصة ،الا ان السيدة الرئيسة أظهرت استياءها من محتوى الكلمة منذ بدايتها .. وبدأت في تحذيره  بالضغط على الجرس المخصص لذلك ، كما حاولت اكثر من مرة ارباكه ومقاطعته،عندما كان يتحدث عن الإحتلال الإسرائيلي والصمود السوري في وجه العدوان ..الرجل الذي تحاورت معه أمس قاد تنظيمه النقابي والعمالي في فترة نصنفها بأنها من أحلك الفترات التي مرت بها بلاده ،إلى التعفف والشموخ والوحدة كالبنيان المرصوص خلف القيادة كجنود في معركتين “مواجهة الإرهاب ..والعمل والإنتاج”،متسلحين بالثقة والنصر رغم العواصف والـ4000 عامل شهيد، رافعين شعار “لن يعمى وطن قائدة طبيب عيون “..الرجل الذي تحاورت معه أمس يؤمن بالمثل القائل :” إن ما يؤلم الشجرة ليس ضربة الفأس،إنما يؤلمها حقاً أن يد الفأس من خشب الشجرة” ،فسبح ضد التيار ،وواجه مخططات وفتن الخارج التي هزت حركات عمالية في بلدان مجاورة،فكان تنظيمه العمالي هو الأقوى والأكثر تنظيما، وتماسكا ،وأضحت الفأس ويدها والشجرة أصدقاء..الرجل الذي تحاورت معه أمس هو على دين رئيسه -فلا تتعجب عزيزي القارئ عندما تجد صورة “الأسد”في شوراع دمشق ويرفرفر أمامها العلم الفلسطيني – فضيفي في هذا الحوار الصحفي لا تغيب عن كلماته هموم الوطن بأكمله ،وتأكيده على اهمية الصحوة والارتقاء بالأمة إلى مستوى التحديات التي تواجهنا جميعا ومناقشة سبل تطوير العمل العربي المشترك ليواكب ما تطمح إليه شعوبنا ومعالجة أسباب تعثر التنمية الاقتصادية والاجتماعية مشددا  في كل خطبه العمالية على ضرورة تقديم فرص العمل للشباب وعدم تفضيل العمالة الأجنبية الوافدة وتسخير مواردنا لتنمية بلداننا ..هو الرفيق جمال القادري رئيس الإتحاد العام لنقابات العمال في سوريا ،وعضو مجلس الشعب ،والقيادي البارز في حزب البعث …فكان هذا الحوار:..)

*مخططات مشبوهة:

عندما إلتقيته في مكتبه بدمشق صباح يوم الأربعاء الموافق 11-9-2019 قلت له :”الحركة النقابية العمالية أمانة في رقبتك” ..إبتسم وقال :”رقبتي سدادة” ..وإستكمل كلامه وبكل فخر قائلا أن سوريا تحتضن المقر الرئيسي للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب،والذي تأسس منذ أكثر من نصف قرن من الزمان ليقود الطبقة العاملة العربية إلى التحرر ،وإلى الوحدة ..وأكد على إيمانه الكامل بشعار “قوتنا في وحدتنا ” موضحا أن المخطط الخارجي الذي جاء مع بداية العام 2010 إلى البلدان العربية تحت مسمى “الربيع العربي” لا يهدف فقط إلى تفكيك الجيوش ،وضرب الإقتصاد ،بل أيضا إلى ضرب الطبقة العاملة والحركة النقابية العربية ،وهو ما دافعت سوريا عنه ببسالة ،ومارست كل ما تستطيع من تحركات للحفاظ على الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في مواجهة قوى نقابية أخرى في داخل بلدان عربية وخارجها تنفذ أجندات الهستدروت الإسرائيلي ،ومراكز نقابية دولية إستعمارية مشبوهة ،موضحا أن الإتحاد العام لنقابات عمال سورية يرفض التعاون أو مد يده إلى كل نقابي عمالي أو شخص يقوم بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي تحت أي مسمى ،موضحا أن القضية الفلسطينية هي القضية الأم والأولى ،متعهدا بالإستمرار في الحفاظ على كيان الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من المكائد والمخططات المشبوهة التي تحاك ضده في كل الأوقات قائلا:”نقف بالمرصاد ضد كل محاولات تفكيك الحركة العمالية العربية أو تصفية الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب”..وإستطرد القادري في كلامه معي قائلا :”إن الحفاظ على الوحدة النقابية العربية مسؤولية كل الشرفاء وأن التعاون والتشاور معهم مستمر خاصة مع الاتحادات النقابية العربية العضوة في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من مصر والعراق ولبنان وفلسطين والجزائر والكويت والبحرين والسودان وليبيا،إضافة إلى التعاون المستمر مع الاتحاد العالمي للنقابات برئاسة جورج مافريكوس ،ومنظمة الوحدة النقابية الأفريقية برئاسة أرزقي مزهود ،وايضا مع منظمتي العمل العربية والدولية، وهناك مبادرات مستمرة لترسيخ الوحدة  النقابية العربية خاصة في فلسطين لمواجهة العدو وأعوانه وأيضا للتكتل والتنسيق في المحافل العربية والدولية ضد دعاة التفكك “..

*التماسك والوحدة:

سألته مازحا :ما هو نوع الطعام الذي تاكلونه حتى نجحتم في التماسك والوحدة العمالية داخل سوريا رغم العواصف والأعاصير..في الوقت الذي إستسلمت بلدان مجاورة للتعددية النقابية المشئومة ؟..فبدا على وجهه الفخر والإعتزاز بعماله البالغ عددهم 900 الف عضو في التنظيم النقابي ،وقال :هذا أمر طبيعي ،فنحن تنظيم عمالي ديمقراطي نتمتع بقدر كبير من الحرية والديمقراطية ،نؤمن بالحوار ،ولا نتخذ قرارا واحدا إلا بموافقة الأغلبية ،كما أن الإختلاف بيننا لا يفسد للود قضية ،وتنتهى كل الخلافات على طاولة الحوار ،ونمارس عملنا دفاعا عن الوطن والعمال بلا أي مكاسب شخصية ،وندير مواردنا بشكل جيد وعن طريق متخصصين ،حتى وصلنا إلى أن قيادات سياسية في الدولة تسألنا في تعجب كيف تمارسون كل هذا النشاط والدعم للعمال وأنتم لا تحصلون على “فلس” واحد من الدولة أو أي جهة أخرى ،فإتحادتنا يستثمر موارده بجدارة حيث نمتلك مواقع ووحدات إنتاجية في صناعة الأحذية والملابس وأيضا المطابع تخصص جزء من دخلها لصندوق التكافل الذي تأسس لدعم أهالي العمال شهداء الحرب ضد الإرهاب ،موضحا أن “الإتحاد” يدعم هؤلاء جميعا بما يقارب الـ4 مليارات ليرة سورية سنويا ..

*رسائل ملتقى التضامن:

سألته عن رسائل الملتقى النقابي العمالي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية في مواجهة الارهاب والحصار الاقتصادي المنعقد يومي 8 و9 من الشهر الجاري بدمشق بحضور 100 منظمة حول العالم قال إلى جانب كونها رسالة تضامن بالغة الدلالات مع أبناء سورية، هي في الوقت نفسه رسالة إلى المعتدين المتغطرسين ممن دربوا، ومولوا ،واستجلبوا الإرهاب من أربع جهات الأرض إلى سورية ، لتنفيذ أجنداتهم القذرة، والى أولئك الذين يفرضون الحصار والعقوبات والإجراءات القسرية أحادية الجانب على سورية وشعبها , ضاربين بشرعة الأمم المتحدة عرض الحائط في محاولة يائسة لكسر إرادة هذا الشعب العظيم في الصمود والدفاع عن وطنه . وأضاف أنها رسالة أيضا لكل هؤلاء المتدخلين في العدوان على سورية لنقول لهم  لن تحصلوا من عدوانكم وحصاركم إلا الخزي والعار ، لأن شعباً عركته التجارب، وصقلته المحن ،كالشعب العربي السوري، فلم تزده إلا صلابة وعنفواناً وإصراراً على مواجهة الإرهاب … لن تزده مؤامراتهم وأحقادهم وإجرامهم وحصارهم … إلا إيماناً بوطنه … والتفافاً حول جيشه البطل … الذي دك ولا يزال معاقل الإرهاب ومن يقف خلفه … واصطفافاً خلف القائد المظفر بشار الأسد … الذي أصبح رمزاً لكل سوري شريف … رمزاً لوحدة سورية … ولكرامة السوريين … رمزاً استطاع بحكمته وشجاعته وصلابته … أن يجنب سورية الأخطار التي أرادها أعداءها لها … رمزاً قاد سورية وشعبها إلى الصمود في وجه قوى عظمى… سخرت إمكانياتها المادية والإعلامية والعسكرية وأدواتها الرخيصة لإسقاطها وفشلت… أثبتت سورية بشعبها وجيشها وقيادتها ودعم حلفائها وكل الشرفاء في العالم … إن الاستسلام للمشيئة الإمبريالية – الصهيو أمريكية – ليست قدراً محتوماً، وإن إرادة الشعوب الحية تصنع المعجزات .

*لقاء”الأسد:

سألته :حدثني عن لقاء الوفد المشارك في الملتقى مع الرئيس بشار الأسد؟..أجاب :التقى الرئيس وفدا من المشاركين في الملتقى النقابي العمالي الدولي الثالث للتضامن مع عمال وشعب سوريا.وأكد الأسد أهمية اللقاء مع النقابات والمنظمات العمالية الممثلة لشريحة العمال مؤكدا أهمية هذه الشريحة في أي مجتمع كونها تعبر عن الهوية الوطنية والقومية في أي بلد.وأشار الرئيس  إلى الخلل الكبير في التوازن الموجود في العالم لأن القوى المنتجة وعلى الرغم من أنها هي الشريحة الأكبر إلا أنها ليست شريكة في صنع القرار.كما تطرق الأسد إلى الدور الكبير الذي لعبه العمال السوريون عبر تاريخها والذي تكرس بشكل جلي في الدفاع عن البلاد في مواجهة التنظيمات الإرهابية.وفي الأخير، أجاب الرئيس عن أسئلة ومداخلات الحضور الذين عبروا عن ثقتهم بانتصار سوريا على الإرهاب وأشادوا بالنضال الذي خاضه الشعب السوري من أجل الحفاظ على وحدة بلده وحضارته، مؤكدين دعمهم ووقوفهم إلى جانب الشعب السوري في وجه العقوبات والحصار، الذي تفرضه عليه الدول المعادية لسوريا.وأعرب المشاركون عن ثقتهم بقدرة السوريين وفي مقدمتهم جماهير العمال على إعادة بناء بلدهم مجدداً لتعود أفضل مما كانت قبل الحرب، حسب تعبيرهم.

جانب من اللقاء

*الحصار:

سألته عن الحرب الإقتصادية المفروضة على سوريا وتأثيرها على العمال ..فأجاب :طبعا إلى جانب الحرب الإرهابية الدموية التي واجهها الشعب العربي السوري …فقد واجهت سورية حرباً اقتصادية شكلت إرهاباً بحد ذاته … وتمثل بالعقوبات الاقتصادية الظالمة والحصار الاقتصادي الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضت على بلدنا … في تناغم واضح مع ما قام به الإرهابيون في الداخل … من استهداف للمعامل والمواقع الإنتاجية … والخدمية … وسرقة موارد الاقتصاد السوري … بهدف تجويع أبناء شعبنا وكسر إرادة الصمود لديه …إلا أن عمالنا الذين أدركوا منذ البداية مرامي الهجمة الإرهابية الحاقدة وأهدافها … كانوا خلال هذه الحرب مقاتلين حقيقيين … حيث توجهوا إلى معاملهم وشركاتهم … ومواقع عملهم الخدمية … رغم كل ظروف الاستهداف والمخاطر التي كانت تنتظرهم … وأصروا بروحهم الوطنية العالية أن يديروا عجلات مصانعهم ومنشآتهم … لينتجوا لشعبنا الصامد أسباب الحياة … ومقومات الصمود … وساهموا الى جانب كل الشرفاء من أبناء الوطن في حالة الصمود المشرفة … التي تحققت خلال الحرب … لذلك كانوا هدفاً للإرهابيين القتله،فإستشهد أكثر من 4000 عامل في تلك الحرب … وكان حجم استهدافهم بحجم دورهم في تصليب صمود الوطن … فدفعنا كما دفع السوريين جميعاً فاتورة عالية من دماء عمالنا آلاف الشهداء وآلاف الجرحى الذين سببت لهم جراحهم إعاقات دائمة … ارتقوا … وأصيبوا جميعاً بعدما استهدف الإرهاب التكفيري الحاقد معاملهم وأماكن عملهم واقامتهم بقذائف الغدر والعدوان الاسود وستستمعون خلال جلسات الملتقى الى شهادات حية من أرباب عمل وعمال وأسر شهداء استهدفوا على يد هؤلاء الإرهابيين وزاد معاناتهم هذا الحصار الظالم والمستمر للاقتصاد السوري من دول العدوان..

** وقبل أن ينتهي الحوار تمنيت للحركة العمالية السورية المزيد من الإستقرار ،وأن تتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه قضاياها العربية والقومية ،وأن تحقق النجاح المتوقع في إنتخاباتها العمالية التي تبدأ أو أكتوبر 2019 ،وتستمرة لمدة 3 شهور في إطار قانون التنظيم النقابي واللوائح والنظم دون تدخلات من أي جهة داخلية أو خارجية ..حسب تصريحات “القادري” .

التعليقات متوقفه