ضد التيار …أمينة النقاش تكتب:في الطريق لإصلاح الإعلام

485

ضد التيار

في الطريق لإصلاح الإعلام

إنتابني بعض القلق، مما ورد في حديث الرئيس السيسي في المؤتمر الأخير للشباب ، كنت أتمنى مع كثيرين غيري، أن يستجيب الرئيس لرجاء الجهات الأمنية بعدم الرد على افتراءات وأكاذيب الممثل المبتدئ والمقاول الثري الهارب، الذي فتحت أمامه الدوحة وأنقرة وغيرهما من العواصم المعادية أبواق إعلامها، وخزائنها، ليقدم فيديوهاته الباعثة على الريبة في توقيتها ومضمونها. كنت أتمنى أن تتولى الهيئة الهندسية، بما تملكه من وثائق ومعلومات الرد عليه، وهو الذي اعترف أنه كون ثروته من العمل معها ، لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، كما يعلمنا المتنبي ، ولأن المثل المصري الحكيم يقول أن البكا على الفايت قلة عقل، فقد قررت ترك القلق جانبا، والتوقف مليا أمام أوجه الخلل في المجال الإعلامي التي أشار إليها حديث الرئيس السيسي في رده على أسئلة الشباب.

وفي حديثه قال الرئيس إن الإعلام يكلف الدولة سنويا نحو 6 مليارات جنيه، معبرا عن عدم رضاه عن محتواه الفني، وكرر الرئيس السيسي فكرة باتت ثابتة لدى المؤسسات التي تدير المنظومة الإعلامية والفنية وهي المقارنة غير الواردة، بين العوائد وفوائد تلك المنظومة في الخمسينيات والستينيات التي ارتبطت بزمانها وقوانينه وقواعده وبين المنظومة الحالية، التي اعترف الرئيس بأن كثيرين غير راضين عنها، وأن تطورا كبيرا حدث بالدول العربية، فيما نحن ” فضلنا زي ما احنا “.

وفي هذا السياق وعد الرئيس أنه خلال سنوات قليلة سيتطور المحتوى الإعلامي إلى الأفضل وسيتم التحرك لتوصيل المعلومات للمواطنين بطرق تواكب العصر ، وتحقيق هذا الوعد الرئاسي الهام يتطلب عدة إجراءات :

¨ وقف التدهور في أوضاع الإعلام الورقي والمرئي، المتمثل في الاختيارات البائسة لمن يقومون على إدارته، مما تسبب في عزوف الناس عنه، ولجؤهم إلى منصات دعائية عدائية لمعرفة مابات يجري في بلادهم.

¨ إن الموعد الدستوري لإعادة تشكيل الهيئات الوطنية للصحافة والإعلام، قد انتهى خلال دور الانعقاد الماضي لمجلس النواب، ويفترض أن تقر الدورة الجديدة له إعادة التشكيل على أسس نتمنى أن تلزم صاحب القرار بمدها بكفاءات وخبرات مهنية وعلمية، ولا تكتفي فقط بالهواجس الأمنية.

¨ أنه بات من الضروري إتساقا مع ظروف العصر وضروراته أن يفصل صاحب القرار، بين الإدارة والملكية في مؤسسات الدولة الإعلامية ضمانا لتعددية الرؤى والأفكار والأصوات والمواهب التي تفسح المجال للتنافس على الإبداع والابتكار وتدع مائة زهرة تتفتح دون خشية من أشواكها، إذ أن البديل عن ذلك هو سهولة إثارة مناخ من السخط لدى المواطنين، في أجواء التعتيم وعدم القدرة على الاقناع، ليصبح المستفيد الأول والأخير من الاستهانة بنهضة حقيقية في وسائل الإعلام تكسبه المصداقية، وتلغي صوته الواحد، وتوقف إهداره للمال العام،  هم جماعة الإخوان وأنصارها في تيار الإسلام السياسي، وخارجه ،وهؤلاء لن تتوقف محاولاتهم البائسة لزعزعة ثقة ملايين المصريين في قائد دولتهم التي أقاموها في الثلاثين من يونيو، حين خرجوا دفاعا عن استقرارها واستقلالها ومدنيتها، وألحوا عليه لخوض انتخابات الرئاسة، ومنحوه محبتهم وثقتهم قبل أصواتهم .

¨حرية الإعلام، تدعم إستقرار الدول، لأنها تجعل المواطن طرفا في خوض معارك التنمية والتقدم والعدالة ودحر الإرهاب، ولأنها لا تترك فراغا يشغله الأعداء والخصوم.

 

التعليقات متوقفه