إقبال بركة تكتب:المعمورة و أبراجها  “1”

358

شكشكة

المعمورة و أبراجها  “1”

إقبال بركة

اذا كنت لا تزال تحتفظ فى ذاكرتك ببعض الذكريات الجميلة لمدينة المعمورة وشاطئها الرائع، الذى كان يتسم بالرحابة و النقاء و يفتح أبوابه فى أريحية لعشاقه، ويقدم لهم أغلى ما عنده مجانا.. شاطئ رملى نظيف وبحر هادئ يفوق حمام السباحة ووسط راق وبيوت جميلة و شوارع نظيفة.. الخ

اذا تاقت نفسك لاصطحاب أسرتك للاستمتاع ببحر وشاطئ المعمور، والسباحة بين أمواجه الجميلة.. فكر قبل أن تتهور، وتعملها، لأن هذه المغامرة قد تكلفك عدة مئات من الجنيهات..‍! لماذا..؟ لأن بحرالمعمورة ببساطة لم يعد ملك مصر، أقصد الشعب المصرى، وانما تم بيعه بطريقة مريبة..! وهذه ليست نكتة و انما هى حقيقة.. ولا تستبعد أن تصحو من نومك ذات صباح وتكتشف أن “س” من الناس قد باعك لـ”صاد” من الناس.. إن هذا بالضبط ما يشعر به قاطنو المعمورة.. لقد حدثت أكبر جريمة نصب فى تاريخ الاسكندرية.. باع من لايملك هواء و بحر و رمال المعمورة لمن لا يستحق..

والآن لكى تستمتع ببحر المعمورة، أجمل بحار الاسكندرية على الإطلاق، لابد أن تذعن للفرمانات التى أصدرها المسئولون عن هذا الشاطئ الرائع. فاذا تصورنا أنك رب أسرة مكونة من أربعة أبناء وأمهم و سيادتك: عليك أن تقيم جمعية مع أهلك وزملائك فى العمل لكى تدفع رسوم دخول المدينة لكل فرد + رسم دخول الشاطئ للفرد الواحد بما فى ذلك الأطفال + رسم تأجير شمسية+ رسم تأجير ترابيزة بلاستيك «و لسة..»..! و يجب ألا تحرج نفسك أمام شباب السيكيوريتى الأشداء الذين ينفذون أوامر «السلطان» بكل حزم: ممنوع استخدام شمسيتك الخاصة أو إحضار ساندوتشات للعيال ولا مشروبات لأن كل هذا متاح «بأسعار تخصيصية طبعا» على الشاطئ، وقد تحسد ملاك الشقق بالمعمورة متصورا أنهم لن يكلفوا بكل تلك النفقات الباهظة، وهذا أمر بديهى، ولكن ليس للسلطان صاحب الفرمان. فالمالك لكى يصل الى شقته عليه أن يشترى من الشركة كارنيه بـ 150 جنيها لكل فرد من أفراد أسرته + كارنيه آخر من “السلطان لكل فرد و طفل لدخول الشاطئ!!

كتبت كثيرا عن شاطئ ومدينة المعمورة السياحية ؛ العديد من المقالات والتحقيقات الصحفية التى أظهرت بوضوح استياء القاطنين والمصطافين مما جرى من تشويه متعمد لتلك الرقعة الساحرة من الاسكندرية فى عهد رؤساء الشركة السابقين. وقد استجابت الجهات المختصة وتم التحقيق فى المخالفات والتجاوزات التى أشرنا اليها. كما تم تبرئتنا من التهم الجائرة التى رمانا بها رئيس المجلس الأسبق، بعد أن رأى قضاء مصر الحر أن المصلحة العامة وحدها هى التى كانت تحركنا و تدفعنا للمواجهة.

وتوقعنا أن تتم حركة تطهير شاملة لكل العناصر الفاسدة التى سولت لرئيس الشركة الأسبق الاستهتار بمصالح ملاك العمارات و الفيلل و الشقق و المحلات، الشركاء الأصليين للشركة فى أرض وهواء وشاطئ وبحر المعمورة. لقد أحيل البعض الى المعاش ولكن أذنابهم وأقاربهم و أتباعهم مازالوا موجودين وفاعلين..! إن الأمر أخطر كثيرا مما يتصور البعض ونستكمل الأسبوع المقبل باذن الله تعالى.

التعليقات متوقفه