“سلخانة ” مستشفيات جامعة الزقازيق

932

انتباه
“سلخانة ” مستشفيات جامعة الزقازيق
منصور عبد الغني

مساء الأربعاء الماضي تعرض محمود لحادثة خطيرة تسببت في كسور متعددة بالوجه والفكين تم تحويله على أثرها من مستشفى كفر صقر المركزي إلى مستشفيات جامعة الزقازيق .
وصلت الحالة إلى استقبال مستشفى الجامعة في الثامنة مساءً، بعد محاولات وإستغاثات وبكاء نجح الأهل في تحويل محمود لعمل أشعة، وبعد دفع 150 جنيهاً طلب مسئول الأشعة تنظيف وجه محمود من الدماء، وهو ما رفضته الممرضة في قسم المخ والأعصاب، وبعد فشل الطبيب الموجود في إقناعها بتنظيف الوجه من الدماء قبل مسئول الأشعة بالتعامل مع الحالة، كما هي دون إزالة الدماء المخلوطة بالتراب التي تغطي كامل الوجه .
كانت المفاجأة عندما ذهبت في التاسعة من صباح الخميس لأجد محمود دون وجه بعد أن تحول إلى كتلة من الورم مغطاة بالدماء والتراب دون تدخل من أحد، وبالسؤال ماذا حدث أخبرني الأهل لا شيء ولم يأت إليه أحد، ولم يتناول دواء أي دواء، ذهبت للطبيب المسئول والذي أخبرني بأنه لا توجد امكانات، ذهبت للممرضة أخبرتني بأن أعداد العاملين لا تسمح بتنظيف وجه محمود من الدماء، كما أن هناك نقصا في المطهرات والقطن وغيرها .
وسط الذهول والألم الممزوج بالحسرة أرسلت لشراء قطن ومطهرات ومحلول ملح إلا أن أحداً لم يأت لتطهير وجه الشاب ذي العشرين عاماً ، إتصلت بطبيبة من خارج المستشفى لاستنجد بها، وكل ما فعلته إنها قامت بتطهير الوجه وإزالة الدماء، وقمت بطلب إجراء أشعة ثانية لمتابعة تجمع دموي كان في المخ، وبعد سداد قيمة الآشعة حاولت أن يأتي أحد للكشف على الحالة لنرى ماذا نفعل إلا أنني لم أنجح .
في الرابعة من عصر يوم الخميس أخبرني أحد العاملين في قسم المخ والأعصاب هل لديك واسطة أو معرفة في المستشفى قلت لا، فأشار على بضرورة البحث عن مكان أخر لإنقاذ الشاب ذي الوجه المهشم، حصلت على تليفون أحد الأساتذة في الجامعة والذي نزل وفتح عيادته في يوم الإجازة كما أخبرني، وقام الأهل بإخراج محمود وذهبنا إلى الطبيب، وبعد سداد قيمة الكشف 320 جنيهاً قام الطبيب بعمل إسعافات أولية للوجه وأوصى بمجموعة من المضادات الحيوية والتورم والالتهابات وطالب بسرعة التعامل مع الحالة جراحياً .
كانت الصدمة بإن الطبيب طلب 25 الف جنيه لنفسه مقابل إجراء الجراحة، بالإضافة إلى 100 ألف جنيه تكاليف الشرائح والمسامير والمستشفى الخاص، كما أخبرنا ورغم فشلي حتى الآن في إيجاد مكان لإنقاذ وجه محمود إلا أن فاجعة سلخانة مستشفيات جامعة الزقازيق لم تفارق ذهني وتعامل الطبيب والممرضة داخل قسم المخ والأعصاب لا أجد ما يبرره . وأيقنت أن الحياة لا تتسع لفقير إذا ما تعرض لمرض أو حادثة، والسؤال من المسئول عن هؤلاء ؟
رحم الله الشهداء وتحيا مصر .

التعليقات متوقفه