مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ41

153 فيلما متنوعا بين القصير والطويل والتسجيلي من 63 دولة مشاركة

364

تقرير: محمد فوزي ضيف

ينطلق اليوم إنطلاق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يويستمرحتى 29 نوفمبر الجاري،  وتحمل تلك الدورة اسم اسم مديره الفني الراحل يوسف شريف رزق الله، ويعرض خلاله 153 فيلما متنوعا بين القصير والطويل والتسجيلي، من 63 دولة مشاركة، من بينها 35 عملًا تعرض لأول مرة دوليًا، 84 تعرض لأول مرة في الشرق الأوسط، ويفتتح المهرجان بفيلم “The Irishman” -الأيرلندي- للمخرج العالمي مارتن سكورسيزي، وبطولة النجمين آل باتشينو وروبرت دينيرو في أول عروضه بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما أعلنت إدارة المهرجان عن منح المخرج  شريف عرفة، والممثل وكاتب السيناريو تيري جيليام، الذي حصل على جائزة البافتا وترشحت أفلامه وفازت بجوائز أوسكار وجولدن جلوب، جائزة فاتن حمامة التقديرية،  خلال حفل الإفتتاح.

“بوستر” رسمي غير تسويقي

خلال المؤتمر الصحفي كشفت إدارة المؤتمر عن البوستر الرسمي للمهرجان والذي جاء مصممًا على شكل الإلهة المصرية القديمة “إيزيس” معبودة القمر والأمومة والحب والجمال، بشكل ذهبي جذاب، إلا أن بعض الملاحظات التسويقية شابت “البوستر” وعقدت بعض المقارنات بينه وبين بوستر الدورة 40، وفي هذا الصدد تقول الباحثة في إقتصاديات السينما د.شروق الشناوي، البوستر جزء مهم من العملية التسويقية وتسويق العلامة التجارية للمهرجان التى تعبر عن هويته لأن المهرجان كأي منتج فى النهاية يحتاج إلى استراتيجية تسويق ويحتاج لبناء العلامة التجارية الخاصة به وهذا لا يحدث أبدًا فى مصر.

وتضيف “شروق” التسويق للمنتج السينمائي سواء الأفلام أو المهرجانات لا يجرى بالإهتمام الكافي في مصر، وهو ما ظهر فى بوستر هذا العام الذى جاء جيدًا من الناحية الفنية، ولكن دون وجود علاقة أو ترابط بكل ما سبق، أما “بوستر” العام الماضي فكان افضل إلى حد ما، فى تلك المحاور، ولكن الأمر لا يتوقف بوستر فقط، وإنما في ضرورة بناء المهرجان لاستراتيجيته وعلامته التجارية من جديد بشكل واضح واحترافي، ولكن للاسف هذه مشكلة عامة فى صناعة السينما المصرية، إذ لا نرى إهتماما بفكرة التسويق السينمائى والثقافى وبالتالي لا يوجد تطبيق واضح وسليم لهذه الموضوع.

مهرجان بنكهة مكسيكية

كشفت إدارة المهرجان عن اختيار السينما المكسيكية لتكون ضيف شرف الدورة 41، ويرى الناقد الفني محمد عدلي أن إختيار المكسيك موفق للغاية إذ تمتلك تاريخا فنيا يعود لقرن من الزمن، ومعظم أعمالها متسوحاة من الأدب المكسيكي المعروف بغزارته وإنتشارة وعمقه، كمان أن صناع الفن المكسيكي عمدوا لترجمة العديد من روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ وتحويلها لأفلام فاقت نظريتها المصرية، رغم أن الصبغة الأدبية لمحفوظ متشبعة من “الحارة” المصرية التي لا يمكن أن تجد مثلها في العالم، إلا أنهم تمكنوا من تقديمها وبأفضل صورة ممكن في عملين على الأقل هما بداية ونهاية واللص والكلاب وزقاق المدق والذي حمل في نسخته المكسيكية أسم “زقاق المعجزات” منتصف التسعينات وقامت ببطولة النجمة سلمى حايك.

إنطلاقة متفردة بفيلم عالمي

كشف اللجنة المنظمة عن المهرجان أن حفل إفتتاح المهرجان سيكون عبر الفيلم الأمريكي The Irishman الذي بلغت ميزانية إنتاجه نحو 140 مليون دولار، يشيد “عدلي” بنجاح رئيس المهرجان محمد حفظي في الحصول على حقوق عرض الفيلم الأمريكي في حفل الإفتتاح، قائلًا: كان من المهم والضروري عرض فيلم عالمي في إفتتاح المهرجان وذلك لعدة أسباب أهمها لفت أنظار العالم للمهرجان الدولي بكونه يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكونه لمخرج ونجوم لهم سابقة أعمال جعلتهم قادرين على تقديم أعمال مبهرة تبهر المتابعين، ما يمنح للدور 41 شعبية إضافية.

أفلام مهرجانات أم إيرادات

تظل المعضلة التي تؤرق معظم صناع السينما هو عمل توازن بين جودة العمل السينمائي الفنية وبين كونه فيلما يلاقى قبول الجمهور ما يمكنه من تحقيق إيرادات وإلى حد بعيد يصعب في مصر ضبط مكونات الخلطة المثالية لذلك، فهل تبقى أفلام المهرجانات بعيدة عن الجمهور تقول “شروق”، هناك العديد من الأعمال التي وصلت للمزيج الذي جعلها تحقق نجاحا جماهيريا كبيرا وفازت بجوائز فى مهرجانات كبيرة، أبرزها هذا العام فوز فيلم “الجوكر” بجائزة الأسد الذهبي فى  مهرجان فينيسيا، وهو مؤشر مهم جدًا لتغير شكل السينما فى المستقبل، وخاصة  فيما يخص مصطلح أفلام المهرجانات الذى بدأ في طريقه للتغيير، فلن تكون أفلام المهرجانات مستقبلًا مؤشرًا لعدم نجاح الفيلم جماهيريًا.

وتضيف الباحثة في إقتصاديات السينما، هناك أفلام أخرى عالمية نجحت منها ad Astra  و once upon a time in Hollywood  ، لكن في مصر لا أعتقد أننا حققنا نجاحات فنية وتجارية فى نفس الوقت هذا العام ربما بعض النجاحات التجارية الضئيلة فى ظل إنتاج قليل وفقر فى عدد الأفلام المنتجة، لكنها ليست ذات جودة فنية مبهرة ولكن يبقى الأمر نسبيا والرؤى الفنية تختلف من شخص لأخر، لكن فى الماضي كان دائما هناك من ينجح في صنع أفلام مصرية ناجحة فنيًا وتجاريًا أيضا.

ويشير “عدلي” لرفضه فكرة توقع نجاح أفلام معينة أو حصولها على جوائز قبل عرضها قائًلا، نضع أمالًا على الأعمال المعروضة إعتمادًا على تجارب صناعها السابقة، ولهذا فإننا يجب أن نشاهد أولًا ثم نحكم على جودة المعروض ونقيمه، إلا أنه شدد على إيجابية عرض تخصيص يوم للسينما السوادنية وعرض فيلم “ستموت في العشرين” الذي حصد عدة جوائز عربية وعالمية وتلقى إستحسان الجمهور.

نجاحات متوقعة

يرى الناقد الفني محمد عدلي أن فرص نجاح المهرجان في دورته الـ41 كبيرة للغاية في ظل البدايات المبشرة التي بدأت من المؤتمر الصحفي وإختيار الأعمال المعروضة والبوستر ورئاسة الدورة وأعضائها التنفيذين بجانب إختيار لجان تحكيم ذات ذوق رفيع ومميز، وهو ما تتفق فيه “شروق” التي تمنت نجاح المهرجان قائلة أرى تغييرات ايجابية كثيرة وجهدا ملحوظا وتطورا منذ العام الماضي فى ظل ادارة جديدة للمهرجان، وخاصة تطبيق افكار مميزة للاستفادة القصوى بتواجد الضيوف وتغيير المفهوم السائد أن المهرجان مجرد “سجادة حمراء”.

وتابعت المهرجان يسير فى بداية الطريق الصحيح لتغيير هذا المفهوم وايضا الفعاليات التي تقام على هامشه التى لم تكن تحدث من قبل، ولهذا فإن ما يقدم يؤكد أن المهرجان ليس حدثا فنيا فقط.

 

التعليقات متوقفه