فى منتدى خالد محيى الدين.. أحمد الجمال: تحصين الأمة من هذه الاقتتالات والانقسامات لمواجهة المؤامرات الخارجية..حازم أبو شنب: «سايكس بيكو».. واتفاقات جديدة لخلق فوضى تطيح بالنظم

647

كتب: أحمد مجدي

قال الكاتب الصحفي أحمد الجمال، إن مخططات تقسيم منطقة الشرق الأوسط قديمة، واذا جلسنا لنحلل ماذا أرادوا أن يفعلوا بنا كمفعول فينا، لن نتوقف عن الحصر، والعبرة ليست بتجويد وتكرار ما خطط له اعداؤنا وسميناه مؤامرة التقسيم، فالمؤامرة عندي هي تخطيط يقوم على أسس متعددة الجوانب ضمن صراع معين، يستهدف به الطرف الذي يفعله، أن يقع الطرف الآخر في هذا الصراع، ولأنه لا يتحلى بالشرف فيأخذ المخطط صفة السرية والتآمر، وهنا ندرك أن العيب ليس فيمن خطط بشكل غير أخلاقي فقط وإنما العيب فيمن قبل أن يخطط له وان يودى به، فمخططات بنرمان، وسايكس بيكو، ووعد بلفور، لن تنفصل عن حروب 48، و56، و67، وغيرها من أمور إلى هذه اللحظة التي مازال التخطيط قائمًا فيها على الأسس نفسها باستخدام الثغرات نفسها، وبالتالي فالتفتيت يستهدف أمرين، الأول هو تفتيت أي فكرة للوحدة سواء كانت عربية أو إسلامية، والحيلولة أن تلتقي هذه المنطقة على اي فكرة لتوحيد أهدافها، سواء من منظور اسلامي، أو منظور قومي، لتلك المؤامرات التي تستهدف تقسيم المنطقة سوابق تاريخية، فقبل مؤتمر بنرمان (هو مؤتمر انعقد في لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين بهدف إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن)، وقبل سايكس بيكو، عشنا التفتيت منذ القدم وشاهدنا نهايات الأمويين والموقف من الهاشميين، وسقوط الدولة العباسية التي توزعت الى ممالك صغيرة طولونية واخشيدية، والمرحلة المملوكية، ولذلك فتاريخنا فى هذه المنطقة يقول إننا قابلون للتقسيم.
جاء ذلك خلال الندوة الثالثة من منتدى خالد محيي الدين السياسي بحزب التجمع، الاسبوع الماضي بمقر الحزب، والتي كانت تناقش سيناريوهات التقسيم للمنطقة من سايكس بيكو مرورًا بالفوضى الخلاقة والوطن البديل، والتي أدارها المنسق العام للمنتدى الكاتب الصحفي خالد الكيلاني، بحضور الكاتب الصحفي أحمد الجمال، والسفير الفلسطيني الأسبق، حازم أبو شنب.
قيادة موحدة
وأكد “الجمال” أن الحل في هذه الفرقة والتقسيم هو ان تتوفر قيادة موحدة، لقيادة فكرة التوحد والدفاع عنها، وتضرب كل من يحاول أن يتآمر عليها، وعشنا هذه الفترات، وكانت مصر والشام والعراق، تستطيع تاريخيا أن تنشأ فيها القيادة وترث ما يسمى بالخلافة آنذاك، وكان الإعلان الشرعي عن ذلك هو من يستطيع أن يحمي الحرمين الشريفين، ويحمي الكتل في مصر والشام والعراق، ولا استطيع أن أحسم، هل استطاع المؤرخون العرب، والعقل الجمعي العربي، ان يقننوا حركة التاريخ العربي؟، الاجابة على السؤال متى يمكن أن يتواجد كيان قوي يعمل على الوحدة، وما هي ظروف تواجده، وما هي الظروف التي إذا انعدمت يسقط هذا الكيان، واريد ان يدلني احد على كلام موجز نظري لهذا الأمر كما مثلًا قالت النظرية الماركسية في حركة التاريخ، او كما قال أرنولد توينبي في التحدي والاستجابة أو أي نظرية، فلا يوجد لدينا قانون لحركة التاريخ العربي، وكانت هناك إرهاصات مثل كتابات عصمت سيف الدولة في نظرية الثورة العربية والتي لم تكن مركزة تماما على التاريخ.
تفتيت المنطقة
وعن كيفية حدوث التقسيم للمنطقة قال “الجمال”، يجب أن نلاحظ كيف تفتت الأقاليم في منطقتنا إلى عناصرنا الأولى، فاذا فككنا الماء إلى اكسجين وهيدروجين، يصبح ساما وقاتلا، وكذلك الأمر بالنسبة للبلاد، فإذا فككت دولة مثل مصر كمثال إلى عرقيات واديان وطوائف وايدلوجيات ونظريات وأقليات تصل فورًا الى ما عشناه من اقتتال أهلي، وشاهدت في اليمن الجنوبي بعد الحرب ذلك حيث انقسم الماركسيون هناك الى قبائل ابيم تضرب قبائل الضالع، وقبائل الضالع تضرب حضرموت، واندلعت الصواريخ لتضرب المستشفيات وكانت مأساة، وهذا يستدعي من العقل العربي أن يتأمله ليستخلص قوانين حركته، فكيف استطعنا ان نفسد التطبيق السياسي لنظرية مثل الماركسية، وكيف استطعنا إجهاض فكرة القومية بأبعادها الانسانية التي نجحت في اوطان اخرى، وهنا مربط الفرس في موضوع التفتيت والتفكيك، هو رصد المجالات التي يستطيع مخطط التفتيت والتفكيك النفاذ منها، وهنا استطيع القول إن الأمم والمجتمعات يجب أن يكون لديها جهاز مناعى وطني، ونرصد تفتت الأديان إلى مذاهب وطوائف تتقاتل، والثقافات الفرعية تنعزل مثل النوبة، وبحري، قبلي، وسيناء، ومطروح، ونجيب عن سؤال كيف يكون كل هؤلاء أعضاء في أمة واحدة متنوعة، فمن الغريب أن السني والشيعي مازالا في قتال منذ الفتنة الكبرى، كما يقتتل الناس عن التاريخ فهناك من يقتتلون على طبيعة العثمانيين هل كانوا فتح ام غزو، وهناك من يؤجرون أقلامهم للتمويل الخارجي للهجوم على عبد الناصر كتجربة وطنية، وهذه الأمور توصلنا للاقتتال السياسي، ولهذا قبل أن نتحدث عن المؤامرة دعونا نتحدث ولو مرة واحدة عن كيفية تحصين انفسنا من هذه الاقتتالات والانقسامات.
مؤامرة على العرب
وقال السفير الدكتور حازم أبو شنب، المتحدث الرسمي باسم حركة فتح وعضو المجلس الثوري الفلسطيني، إن التفتيت هي مرحلة من مراحل المؤامرة التي تحدث على المنطقة العربية، وعلينا أن ندرك أن الذي جرى في المنطقة في السنوات الأخيرة هي حراكات في شكل أهداف، وكانت قد بدأت في 2003 بسيناريو غزو العراق، ثم طبق 2005 في قطاع غزة بفلسطين، وقلت حينها إن ذلك نموذج يعد وسيتم نسخه ولصقه في عديد من الدول العربية، وقبل ذلك في 1998 كانت العولمة، والتي من أهدافها أن تقام نظم في دول لها قيادة مركزية ضعيفة، ولكن تستطيع السيطرة بقدر بسيط على قيادات محلية في بعض الأقاليم، اذن ليس هناك وحدة ولكن هناك دولة ضعيفة تتكون من أقاليم برئاسات محلية، وهذا دليل على الإعداد المسبق، وفي 2010 كنت في عمل باحدى الدول في آسيا وأصبحت مراقبا لما تقوم به دول عظمى في شرق آسيا، حيث كان الإعلام يتحدث عن تنظيم القاعدة، وكان لي ظهور على احدى القنوات التليفزيونية الاجنبية وقلت ان ما يعد بالمنطقة العربية سيؤدي الى تحطيم النظم السياسية، فجاء بعض الساسة وقالوا نعم سيكون هناك ربيع عربي ووصفوه بهذا المسمى حتى قبل أن يبدأ، وعندما بدأت الأحداث فقلت حراكات بدأت فأصروا على وصفها بالربيع العربي، وكان ردي أنها ستأخذ شكل الموجات التي تهدف إلى هدم النظم العربية واعادة تركيبها، وتحرك العالم في اتجاه انه ربيع عربي.
تقسيم الثروات
وأضاف “أبوشنب”، أنه بالعودة الى زمن قديم كان هناك من يمثلا القوة التي نشأت في العالم وهما سايكس، وبيكو، فعقدوا اتفاقا ملخصه تقسيم التنازع على الثروات في المنطقة العربية ثم تحول الكلام الى الشرق الأوسط، ثم تمت تسميته الشرق الاوسط الجديد، ، وأتساءل هل هي فوضى؟، أم أنها أكثر من ذلك، ومعلوماتي أنه كان هناك رصد بالأقمار الصناعية وبعثات جيولوجية بالمنطقة لاستكشاف الثروات، وكانت هذه ضمن خطة تقسيم سايكس بيكو التي تحتاج إلى التجديد بعد مائة عام أو خطة جديدة، والأمر الآخر أنه بدأت في حقبة أقدم، الثورة الصناعية والتي تريد طاقة ثم تريد أسواق لتصريف منتجاتها، فاجتمعت العوامل على منطقتنا بأن تكون منطقة النفط والطاقة، وايضًا منطقة الاستهلاك والأسواق، مما أدى إلى خلق اتفاق سايكس بيكو واتفاقات جديدة لخلق فوضى تطيح بالنظم، ثم يبدأ بالتقسيم واعادة تشكيل نظم جديدة لتحقيق أهدافها.
تفتيت سياسي
وأكد السفير الفلسطيني السابق، أن دور العرب هو ان نشتبك مع هذه المؤامرات والتعرف على ما سيحدث لمقاومته، واشكال التفتيت التي نتحدث عنه هو تفتيت سياسي، جغرافي، ديني، اجتماعي، ثقافي، حضاري، وتاريخي، وكل أشكال التفتيت الممكنة، والنتيجة التي وصلنا إليها هي حفاظ بعض الدول على الا تقسم جغرافيًا أو سياسيًا، ولكن كمثال أصبحت فلسطين الى 3 فلسطينات في الضفة، وغزة، والقدس، بالإضافة إلى الكيانات الانسانية لفلسطينيي الشتات، وعلينا ان نفكر هل مازلنا نمارس ما تربينا عليه من مفاهيم أمة واحدة ودين واحد؟، أم أن هناك حالة انكفاء على الذات من الجميع فالمصري أصبح يركز على حفظ مصر فقط، والفلسطيني، والعراقي، والسوداني وهكذا اذن قسمنا بالفعل، ونعم تفتتنا ايضًا، وأصبحت كل مجتمع ينغلق على نفسه ثم كل جماعة في الداخل تنغلق على نفسها وهكذا، ونحن في فلسطين ان تقدم لابنتي شاب علينا أن ننظر هل هو من فصيلنا أم من فصيل آخر وعلينا أن نعيد التفكير فيما وصلنا اليه.

التعليقات متوقفه