صلاح سليمان يكتب عن 5 يونيو 1967

248

عدى النهار وبلدنا على الترعة يتغسل شعرها جانا نهار ما قدرش يدفع مهرها وكان هذا النهار هو الاثنين 5 يونيو 1967 لقد كان هذا اليوم هو محصلة الصراع الضاري بين الجمهورية العربية المتحدة بزعامة ناصر والإمبريالية الأمريكية وحلفائها في المنطقة إسرائيل والرجعية العربية ـ لم يسقط المشروع الناصر كما يرى الكثيرون ـ لأنه لم يكن مشروع عمالة وتبعية بل مشروع نضالي من أجل حرية الأمة العربية وإرسال دعائم العدالة الاجتماعية لشعوبها .
يذكر الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه الوثائقى الانفجار ـ نقلاً عن تقرير لمجلس الأمن القومي الأمريكي بتاريخ 19 مايو 1966 بالنص في دلالة عن الاستعدادات الأمريكية للقضاء على عبد الناصر ونظامه أن معونة الولايات المتحدة لإسرائيل في السنة المالية 1966ستبلغ 1100 ( الفا ومائة ) مليون دولار وكانت في العام السابق 1965 ، 92 مليون منها 52 مليونا مساعدة اقتصادية و40 مليون دولار مبيعات أسلحة أي ارتفعت المساعدات الأمريكية إلى اسرائيل في عام واحد عشرة مرات!.
وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت توريد القمح إلى مصر والذي كان يتم بمقتضى القانون 480 ( قانون الفوائض الزراعية ) وذلك في العام 1966 وأعلن جمال عبدالناصر رفضه للضغوط الأمريكية على مصر بتوريدات القمح وأبلغ السفير لوسيوس باتل أن مصر لا تريد هذا القمح ـ لأنه لم يستخدم لتمرير أسلحة أمريكية ضخمة إلى إسرائيل ومصر ليست على استعداد لأن تشتري القمح بدم أبنائها وفي نفس العام 1966 وفي 21 يونيو 1966 ، ذهب الملك فيصل إلى الولايات المتحدة وقابل الرئيس الأمريكي جونسون في لقاء منفرد لم يحضره إلا مترجم واحد قدمته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليس وزارة الخارجية كما كانت العادة من قبل وأن الرئيس الأمريكي قدم للملك تعهد الولايات المتحدة بأن السعودية تستطيع الاعتماد على صداقة أمريكا مهما كانت تطورات الأمور في اليمن .
إن نظرة بانورامية إلى الوضع العربي عشية العدوان نجد الآتي:
السعودية بقيادة فيصل تساند هذا الترتيب سراً وكذلك المملكة الأردنية، والعراق يعيش حالة من القلق بعد اغتيال الرئيس عبد السلام عارف وتولى شقيقه عبد الرحمن الرئاسة وفي المغرب العربي ـ كان الملك الحسن ملك المغرب يساند السعودية في ترتيباتها، والحبيب بورقيبة ـ رئيس تونس يهاجم ناصر باستمرار ويدعو علنا للتفاوض والصلح مع إسرائيل. الجنوب العربي محتل من قبل اتجلترا .
ونعود لكتاب الانفجار ويذكر هيكل فيه أنه في أول ديسمبر 1966 كان المستر يوجين بلاك ( رئيس البنك الدولي إبان إزمة السويس سنة 1956) في زيارة للقاهرة وقابل عبد الناصر وفي حديث طويل معه أبلغه أن عددأ متزايداً من مستشاري ليندون جونسون ينصحوه بان يطلق سراح كلاب الصيد لكي تطارد الفريسة وكانوا يقصدون بطلب الصيد إسرائيل والفريسة هي مصر .
إن هذه المقالة ليست دراسة عن حرب 67 ولكنها تذكرة لمدى الصراع الضاري بين الامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة ونظام عبد الناصر التقدمي في مصر .
*صلاح سليمان

التعليقات متوقفه