مهمة صعبة للمنتخبات العربية في الأمم الإفريقية

36

كتب: عادل عطية

مع اقتراب موعد انطلاق نهائيات كأس أمم افريقيا، التي ستحتضنها جنوب افريقيا ما بين 19 يناير و10 فبراير، تعيش الكثير من الأندية في أوروبا هذه الأيام، حالة استنفار حقيقية بسبب الهجرة الجماعية للاعبين الأفارقة نحو منتخبات بلدانهم للمشاركة في هذه المنافسة، التي أصبحت تعتبر واحدة من أهم منافسات كرة القدم في العالم.

وتواجه معظم الأندية الأوروبية، سيما الكبيرة منها التي تملك لاعبين أفارقة، مشكلة كبيرة لتعويض لاعبيها خلال هذه الفترة التي قد تمتد لأكثر من شهر والتي غالبا ما تكون مهمة، حيث ترفض معظم الأندية غياب لاعبيها لفترة زمنية طويلة، وهذا سواء بالنسبة للأندية التي تتنافس علي البقاء أو علي قمة و صدارة المسابقات . علي غرار نادي فالنسيا الاسباني الذي يبحث عن مهاجم لتعويض الجزائري سفيان فيجولي الذي سيغيب عن الفريق قرابة الشهر، بسبب مشاركته مع المنتخب الوطني في كأس افريقيا. ونفس الوضعية سيعيشها نادي مانشستر سيتي الانجليزي، الذي سيتأثر لغياب النجم الايفواري يايا توري

ويتصدر اللاعبون النيجيريون صدارة اللاعبين الأفارقة الذين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، حيث يفوق عددهم المائة لاعب موزعين علي جميع البلدان الأوروبية، خاصة ألمانيا، انجلترا وهولندا، مدعمين باللاعبين الكاميرونيين والسينغاليين والغانيين.

ولا تختلف وضعية المنتخبات العربية المشاركة في كأس افريقيا، تونس والجزائر والمغرب عن بقية منتخبات القارة السمراء، بعدما أصبحت منتخباتها تتشكل معظمها من اللاعبين المغتربين المحترفين في أوروبا. ويأتي في مقدمة المنتخبات المغربية المنتخب الوطني الجزائري الذي يضم في صفوفه أكثر من 20 لاعبا محترفا إلي جانب المنتخب المغربي الذي يملك التعداد نفسه تقريبا.

هذا كما تحتل البطولة الفرنسية الصدارة في عدد اللاعبين الأفارقة الذين ينشطون ضمنها، ما يجعل تأثير غيابهم كبيرا جدا مقارنة مع باقي الأندية الأوربية، حيث لا يوجد فريق فرنسي من الدرجة المحترفة الأولي والثانية لا يضم في صفوفه لاعبين افريقيين علي الأقل، ومن بينهم عشرات اللاعبين الجزائريين .

ستكون المنتخبات العربية ــ المغرب ، الجزائر ، تونس ــ المشاركة في كأس الأمم الإفريقية ، أمام اختبار صعب للغاية و أمام تحدي كبير لاثبات الذات ، و أمام أيضا محاولة لمحو الصورة السيئة التي خلفتها المشاركة العربية الباهتة في آخر نسخة من الكان والتي أقيمت في كل من غينيا الاستوائية و الجابون حيث عجزت عن الوصول إلي أبعد من الدور الثاني .

اختبار لن يكون سهلا أبدا لأن القرعة لم ترحم المنتخبات الثلاثة اذ وضعته في مجموعات صعبة و قوية ، و سأبدأ بالمنتخب المغربي الذي فرضت عليه القرعة مواجهة منتخب البلد المنظم جنوب افريقيا و أنجولا القوية و التي تمتلك مجموعة متماسكة و متكاملة ، و الرأس الأخضر الذي يشارك لأول مرّة في المونديال الافريقي بعد أن تمكن من الاطاحة بأحد القوي الكروية العظمي في القارة السمراء و هنا أقصد منتخب الأسود الغير مروضة المنتخب الكاميروني .

أما تونس و الجزائر فقد وضعتهما القرعة في المجموعة الرابعة جنبا إلي جنب مع كل من ساحل العاج و التوجو لتستحق هذه المجموعة لقب مجموعة الموت الحديدية .مما يجعل صعوبة أمام مهمة هذه المنتخبات العربية ، فأكثر خبراء اللعبة يتوقعون اخفاق ذريع للمنتخبات الثلاثة التي لا أري أنها تمتلك المقومات و الامكانيات التي تتيح لها المنافسة علي اللقب ، أو علي أقل تقدير الوصول للأدوار المتقدمة .

>> مجموعات أمم أفريقيا رقم 29

> المجموعة الاولي: جنوب افريقيا وانجولا والمغرب والرأس الاخضر

> المجموعة الثانية: غانا ومالي والنيجر والكونغو الديمقراطية

> المجموعة الثالثة: زامبيا حاملة اللقب ونيجيريا وبوركينا فاسو واثيوبيا

> المجموعة الرابعة: ساحل العاج وتونس والجزائر وتوجو 

التعليقات متوقفه