إقبال بركة تكتب:مأساة د. ليلى سويف

837

شكشكة

مأساة د. ليلى سويف

إقبال بركة

تألمت كثيرا حين رأيت منذ أيام صورة انتشرت في المواقع الإلكترونية ازعجتني، وأزعجت الكثيرين غيري. صورة الدكتورة ليلى سويف وقد رقدت على الأرض أمام سجن طرة المعتقل فيه ابنها، بعد أن رفض مسئولو السجن زيارتها له أو توصيل محلول جفاف و دواء لابنها المضرب عن الطعام.
والدكتورة ليلى سويف بنت ابن عمتي الراحل د. مصطفى سويف أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة وواحد من أعلام علم النفس الإجتماعى المشهورين، والدكتورة فاطمة موسى أستاذة اللغة الانجليزية وآدابها وهي شقيقة الأديبة العالمية أهداف سويف وزوجة المناضل الراحل احمد سيف الإسلام . (ولدت في لندن في 1 مايو 1956) وهي أستاذة بكلية العلوم جامعة القاهرة حاصلة على دكتوراه في فلسفة الرياضيات، وناشطة سياسية في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني، كما أنها عضو مؤسس في جماعة (حركة 9 مارس)، وجمعيات أخرى.
لم التق والدكتورة ليلى سويف ولا بابنها الناشط السياسي علاء عبدالفتاح، ولا بأي من ابنتيها سناء و مني، ولكني أتابع أخبار هذه العائلة المتمردة من منطلق إيماني الذي لا يتزعزع بحرية الرأي، خاصة بين المثقفين، شعاري كما قال فولتير، اني اختلف معك ولكني مستعد للدفاع عن حقك في إبداء رأيك الى آخر حياتي. و هو ما ينطبق تماما على هذه الحالة فأنا اختلف مع الدكتورة ليلى ومع أبنائها في الكثير من آرائهم ومواقفهم. كذلك لم أقتنع برأي ابنها فيما قاله عن ثورة يونيو، ولا موقفهم من بعض الجماعات الإرهابية وتفاصيل أخرى، ليس مجالها هنا، و لكن الخلاف في الرأي يجب ألا يفسد للود قضية، وألا يلون مواقفنا مع من نختلف معهم. و لكل ذلك لا أشعر بارتياح عندما تتدخل وزارة الداخلية أو أي جهة سيادية أخرى، في الحوارات الثقافية التى ليست الا آراء يتبادلها المثقفون، قد ينتج عنها أو لا ينتج مواقف سياسية، تتدخل لتلدع بعصاها الغليظة أفراد هذه العائلة أو أي مواطنين آخرين، اذا ما أعلنوا عن آراء تخالف ما يراه، أحد المسئولين فيها أو تعترض على تصرفه. و ينتابني قلق شديد عندما تتحول الدولة الى مدرس يلوح بالخيزرانة لكل من يبدي تململا، كأننا تلاميذ في مدرسة وعلينا أن نخشى العقاب. مافعلته د. ليلى سويف،
تصرف يائس من أم تألم لما حدث لفلذة كبدها وهو ما تشعر به كل الأمهات الا الشواذ والمرضى نفسيا. ومن الطبيعي أن يلفت تصرفها هذا نظر الإعلام العربي والأجنبي. وأن تسرع مواقع التواصل الاجتماعي إلى إبداء تعاطفها مع الدكتورة المرموقة واعتراضها على الموقف المتعسف للمسئولين. والذنب هنا ليس ذنب الدكتورة فقد تصرفت بوازع من أمومتها و لكنه ذنب من يتحكم ويتعنت.

التعليقات متوقفه