فرحة العيد تتغلب على كورونا وغلاء الأسعار:استبدال الإضحية بالصكوك.. والفقراء يشترون اللحوم المجمدة والوقيع

انتعاش سوق بيع الملابس الجاهزة.. والتخفيضات تصل الى 50%..*العيدية والهدوم الجديدة.. فرحة الصغار بالعيد

561

أيام ويهل علينا عيد الأضحى المبارك، ليمنحنا فرصة للفرح, وفرحة “العيد الكبير” او” عيد اللحمة” كما يطلق عليه المصريون ارتبطت لدينا بطقوس خاصة اهمها الاضاحى والملابس الجديدة والحلوى, والزيارات العائلية.. طقوس تنتظر “تكبيرات صلاة العيد ” لتنطلق.. وقبلها يعيش تجار المواشى والجزارين أزهى أيامهم, رواج يفتقدونه طوال العام.. ولكن للعيد هذا العام وجها آخر يفقده بهجته, فانتشار فيروس كورونا وتداعياته أدت الى انخفاض دخول الكثير من المواطنين, وسط موجة تسريح للعمالة، أو تخفيض المرتبات، مما أثر على القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة الى قلق البعض من شراء الأضاحى وذبحها كما اعتادوا خوفا من العدوى بالفيروس.. كل هذه الامور وغيرها الكثير أفقدت العيد بهجته, فالرواتب قليلة لم تعد تكفى ضرورات الحياة .. والاسعار فى ارتفاع مستمر والضائقة الاقتصادية تضاعف من متاعب الحياة وتقلل فرص إثارة البهجة فى نفوس المواطنين ,والاضاحى اسعارها تفوق الامكانيات البسيطة, وبالكاد تستطيع الاسرة شراء كيلو او اثنين من اللحوم حتى لا تحرم ابناءها من افراح بسيطة.. ففى ظل هذه الظروف يا ترى الناس ها تعمل ايه؟, وكيف سيدبرون أمورهم؟.
دخلت أغلب الاسر المصرية فى حيرة لتدبير ثمن لحوم العيد خاصة بعد ارتفاع اسعارها بنسبة20% مقارنة بالعام الماضى فارتفعت اسعار اللحوم البلدية حيث يتراوح سعر الكيلو العجالى بين 120و170 حسب المنطقة والقطعية، والبتلو يتراوح سعره بين 160 و200 جنيه والضانى بين 140و170 جنيها, واللحم الجاموسى يتراوح بين 100و120 جنيها, والجملى يتراوح سعر الكيلو بين 120و140جنيها, اما اسعار اللحوم المستوردة فوصل سعر كيلو اللحوم السودنى 90 جنيها, والضانى100 جنيه.
وارتفعت اسعار لحوم الاضاحى فيتراوح سعر كيلو اللحوم الحية من الخراف بين 67و75 جنيها و80 للماعز وكيلو العجالى الفاخر يتراوح بين 57 و65 جنيها فى بعض المحافظات بدلا من 50 و45 جنيها ووصل الكيلو البقرى متوسط الجودة الى 50جنيها , ولحم جاموس بلدي 48 جنيها، والجملي 55 جنيها للكيلو القائم.. ورغم كورونا وغلاء اسعار السلع والخدمات إلا أن الكل حريص على شراء لحوم العيد حتى وان لم يتمكنوا من ذبح الاضحية..
الشوادر
رغم اننا اعتادنا كل عام مع اقتراب قدوم عيد الاضحى المبارك أن تتحول شوارع القاهرة والمحافظات الى شوادر مفتوحة لبيع الخراف واضاحى العيد.. وأن تتنافس الشوادر فيما بينها على تقديم أفضل الاسعار, إلا أن العيد هذا العام مختلف تماما عن الاعوام السابقة نظرا لصدور قرار بحظر اقامة شوادر الاضاحى لبيع الماشية بالشوارع الرئيسية والميادين وفى حاله الموافقة على إقامتها يكون ذلك داخل الأراضي الفضاء بعد الحصول على التصريح من الجهات المختصة, ويأتى القرار ضمن الاجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا منعا للتجمعات وانتقال العدوى,وسيتم البيع فى الأماكن المخصصة لذلك أو فى منافذ وزارة الزراعة,كما أن حركة البيع هذا الموسم اصيبت بالركود الشديد بسبب فيروس كورونا.
اكد الحاج “احمد الشناوى” تاجر مواشى وجزار بمنطقة الظاهر , أن سعر الخروف يتراوح بين 3800 جنيها الى 5000جنيه حسب وزنه ويتراوح الوزن من 60 الى 75كيلو, اما سعر العجل فيتراوح بين 25و48 الف جنيه حسب وزن العجل, واوضح ان الاقبال على حجز الاضاحى محدود حتى الان , ويتوقع ان يزيد الاقبال خلال الايام القادمة, واشار الى أن اغلب المواطنين يقللون من كميات شرائهم فبدلا من شراء شخص واحد للخروف يشترك فيه شخصان , وبدلا من اشتراك اربعة اشخاص فى شراء عجل اصبحوا 10 اشخاص, وحول اسباب هذا الركود قال: “الناس مش خايفة من كورونا ولا حاجة احنا الحمد الله بنتبع كل الاجراءات الوقائية بس المشكلة أن الناس حالها وقف من ساعة كورونا اللى مشى من شغله ,واللى مرتبه قل ,علشان كده اللى كان بيدبح خروف مش هيدبح السنة دى, وهيجيب كيلو ولا اتنين لحمة وخلاص”.
نفس الاسباب يؤكدها “حسين عبدالرحمن أبو صدام” نقيب عام الفلاحين، موضحا أن ضعف الاقبال على شراء الأضاحى هذا العام سببه انخفاض القوة الشرائية للمواطنين لتدنى الأحوال الاقتصادية لهم وقلة الدخول بعد توقف معظم الأعمال جراء الإجراءات الاحترازية التى اتخذت لمنع انتشار وباء كورونا، وارتباك حركة البيع والشراء.
وأضاف أبو صدام، أن غلق اسواق بيع الماشية بالمحافظات لفترة كبيرة وزيادة عدد المربين الراغبين فى التخلص من مواشيهم بالبيع مع قرب قدوم عيد الأضحى المبارك لارتفاع تكلفة التربية وارتفاع أسعار الأعلاف، مع حرص الحكومة على توفير اللحوم الحية بكميات كبيره لمنع ارتفاع الأسعار أدى لكثرة المعروض من اللحوم الحية والمذبوحة، مع قلة الطلب على شرائها انخفضت أسعار اللحوم الحية واستقرت نسبيا أسعار اللحوم المذبوحة.
المواطنون

وانقسم المواطنون فى ارائهم حول شراء لاضاحى هذا العام وذبحها فى ظل انتشار وباء كورونا, فرأى بعضهم أن شراء الاضحية وذبحها فيه مخاطرة كبيرة وممكن ان تنتقل اليهم عدوى فيروس كورونا عند الذهاب لحجز الاضحية أو ذبحها, بالاضافة الى ارتفاع اسعار الاضاحى, وارتفاع اجرة الجزار عند الذبيح, ولذلك قرروا الابتعاد عن شرائها واكتفوا بشراء اللحوم بكميات قليلة, البعض الاخر فكر فى استبدال الاضحية بالصكوك, اى دفع قيمة صك الاضحية لإحدى المؤسسات الخيرية, حيث تسابقت بعض المؤسسات للاعلان عن صكوك الأضحية بأسعار تتراوح بين 2200جنيه الى 4200جنيه, وبعض المؤسسات قامت بتقسيط قيمة الصك على ستة أشهر, وآخرون سلَموا أمرهم لله, وقرروا الاشتراك مع غيرهم لشراء خروف أو سهم فى عجل على أن يتم الذبح فى المجزر أو عند الجزار, اما البسطاء وهم كثيرون فاتجهوا الى شراء اللحوم المجمدة أو اللحوم الوقيع التى اعتبروها الملاذ الوحيد فى ظل ارتفاع اسعار اللحوم البلدية.
فيقول “حسام مصطفى” موظف بمعرض بيع سيارات: اسعار الاضاحى غالية جدا هذا العام, فالخروف كان سعره السنة اللى فاتت بالنقل ومصاريف الذبح 4500جنيه, ولكن السنة دى سألت على الكيلو بـ67 جنيها يعنى الخروف الواحد سعره بين 4700 و5000 جنيه وحوالى 300 جنيه مصاريف نقل من مكانة لغاية الجزار, وثمن الذبح 300 او 400 يعنى حوالى 6000 جنيه ولذلك قررت ان اشترى هذا العام 10 كيلو لحمة ضانى من الجمعية الكيلو بـ100 ونوزع على الاقارب بدلا من الاضحية.
محمد عبد اللطيف “حداد مسلح” السنة دى كانت الدنيا واقفه, فانا قعدت حوالى 3 شهور من غير شغل حتى الـ500 جنيه اللى قالوا هندفهم للناس اللى قعدت من شغلها معرفتش اخدهم, كان نفسى ادبح السنة دى علشان افرح العيال ونفرق على الاهل والناس الغلابة بس الواحد ماشى بالعافية, كفاية 3 كيلو لحمة علشان ناكلهم فى العيد وخلاص, وربنا عالم بحالنا.
“محمد ابراهيم” مدير محل ملابس فى حلوانيقول: فعلا أزمة كورونا كانت وقف حال للجميع فانا مثلا كان عندى محل ايجار قفلت ايام الحظر علشان مكنش معايا ادفع الايجار ولا مرتبات البنات واشتغلت موظف فى محل تانى, ولكن العيد بيجى من السنة للسنة, والاضحية دى فرحة وحاجة متعودين عليها من سنينن علشان كده قررت ان اشترك فى عجل مع اقاربى كل واحد هايدفع 5 الاف جنيه.. هذا اوفر كتير من ذبح خروف.
“عبير محمد” ربة منزل تقول بصراحة زوجى راجل على باب الله واسعار اللحوم غالية اوى وعلشان كده هانجيب كيلو او اتنين من الجمعية الكيلو بـ 90 جنيها وزى الفل وطبعا مش طول العيد هيبقى لحمة ممكن اشترى كيلو بانيه او فرخة وهانقضى الكام يوم بتوع العيد وخلاص.

واكدت “امل عبد الحميد” ربة منزل انهااعتادت أن تشترك مع اخوتها الاربعة فى شراء عجل, ولكن هذا العام سوف تشترى لحوم من الجزار حوالى 3 او 4 كيلو بـ 500 او 600 جنيه, وتابعت ان الاسعار غالية جدا وعندى ابنى عنده ثانوية عامة السنة اللى جاية ومحتاجة احجز له الدروس من اول شهر اغسطس علشان كده قررنا أن نستغنى عن الاضحية هذا العام.
“الحاجة حياة” على المعاش, فتقول “انا ست كبيرة وخايفة بصراحة من كورونا والعدوى, علشان كده هدفع صك الاضحية هيجوا ياخدوا الفلوس من البيت وهيدونى جزء من الاضحية وهذا اضمن, الاسعار معقولة يعنى انا هدفع صك بـ3200 جنيه, وممكن ادفع بالتقسيط”.
اللحوم المجمدة والوقيع
وادى ارتفاع اسعار اللحوم البلدية الى زيادة الطلب على اللحوم السودانية المستوردة التى تباع بمنافذ بيع اللحوم المنتشرة فى الشوارع سواء لجهاز الخدمة الوطنية أو منافذ أمان “وزارة الداخلية” وسيارات وزارة التموين وفروع المجمعات الاستهلاكية، حيث تباع اللحوم السوداني بـ90 جنيهًا، سواء المبردة أو المذبوحة محليًا، كما لجأ عدد كبير من المواطنين الى شراء اللحوم الجاموسى “الوقيع” أو الكبيرة كما يطلق عليها البعض, حيث يستغل بعض الجزرين معدومى الضمير معاناة المواطنين وموسم العيد لبيع هذه اللحوم, والتى تباع باسعار ارخص نسبيا من اسعار اللحوم البلدى نظرا كونها مريضة أو نافقة. ويتوقع المسئولون بشعبة القصابين بالغرفة التجارية ان يرتفع الطلب على اللحوم خلال الايام القادمة مؤكدين أن هناك حالة من الاستقرار تسيطر على أسعار كل أنواع اللحوم فى الأسواق، خاصة أسواق القاهرة الكبرى.
ملابس العيد
ومثلما حاول المواطنون التحايل على الاسعار المرتفعة لشراء الاضحية أو لحمة العيد قاموا ايضا بشراء ملابس جديدة لابنائهم خاصة وأن أغلبهم عزف عن الشراء فى عيد الفطر نظرا لمواعيد الحظر وتفشى فيروس كورونا, وبالفعل توجهت الكثيرات من الامهات الى الاسواق لشراء أهم الاحتياجات حتى لا تحرم أبناءها من أفراح بسيطة “العيال عايزة تفرح”, هكذا قالت بعض الأمهات, وأكدن أنهن يبحثن عن الارخص حتى لو كان أردأ.
فتقول “ولاء مصطفى” ربة منزل انا عندى بنت واحدة وبصراحة مشترتش حاجة فى العيد اللى فات كنت خايفة من كورونا وبعدين كان الموسم فى أوله والاسعار غالية جدا, لكن دلوقتى الاسعار بدأت تنزل شوية علشان لاوكازيون.
“مروة عباس ” العيال بتحب تلبس هدوم جديدة فى العيد بشترى لكل واحد تيشرت جديد مش لازم كله جديد بجيب اللى ناقص, وبعدين انا متعودة اشترى من الاسواق الشعبية الموسكى او سوق غزة بلاقى الحاجة سعرها معقول.

أما “آدم مصطفى” تانية ابتدائى فيقول: “فرحة العيد فى العيدية والهدوم الجديدة وننزل الصبح نروح عند جدى علشان ندبح الخروف, ماما قالتلى هنشترى تيشرت وبنطلون ومش مهم كوتشى هلبس بتاع العيد اللى فات”.
فيما أكد “عمرو حسن” رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، أن الاقبال على شراء الملابس زاد بنسبة 50% مقارنة بالشهور الماضية وذلك يرجع الى موسم عيد الاضحى ومد مواعيد الغلق حتى الساعة العاشرة مساء بدلا من الخامسة.
وأشار”حسن” إلى أن هناك عروضا وتخفيضات كبيرة من بعض محلات الملابس، حيث تتراوح نسبة الخصم بين 30و40%، كما أن هناك عروض قطعة هدية عند شراء قطعتين.
من ناحية اخرى أعلنت وزارة التموين عن موعد الاوكازيون الصيفى يوم الخميس القادم الموافق 23 يوليو ولمدة شهر، بدلا من موعده السنوي في نهاية أغسطس, ويقول “احمد جابر” صاحب محلات بيع ملابس اطفال بحلون, لدينا امل أنا واغلب التجار ان يحدث انتعاش فى السوق مع بداية الاوكازيون خاصة وان هناك محلات تعرض كل البضاعة فى الاوكازيون لجمع سيولة, واشار الى ان التخفيضات هذا العام تتراوح من 10% الى 50%, وأغلب البضائع التى تباع بنصف الثمن هى بواقى العام الماضى.

التعليقات متوقفه