حسن عثمان يكتب:العبث المفضوح

201

في الساحة
العبث المفضوح

حسن عثمان

غداً آخر أيام عمل اللجنة الخماسية التي اختيرت من قبل الاتحاد الدولي “الفيفا” لإدارة شئون كرة القدم المصرية خلفاً لاتحاد فضيحة خروج المنتخب الوطني الأول من الدور الثاني في بطولة الأمم الإفريقية التي أحتضنتها مصر وحققت هذا النجاح التنظيمي والفني المبهر، الذي انتزع إعجاب وتقدير ” انفانتينو ” رئيس الاتحاد الدولي ورؤساء وفود الدول المشاركة وجميع ممثلي مختلف البعثات الإعلامية .
أكتب هذه السطور قبل أن يٌعلن بصفة رسمية تحديد موقف هذه اللجنة من الاستمرار أو إنهاء عملها لفتح صفحة جديدة لما هو قادم لتولي مهام تسيير شئون مختلف أقسام مبنى الجبلاية، وقد أدهشني أن تختتم هذه اللجنة الموقرة عملها، بهذه القرارات التي قد تثير الجدل “خصوصًا” أن اللجنة وبصراحة شديدة لم تنجح في الوفاء بأي من المهام التي جاءت من أجلها ، ومن بينها إعداد اللائحة وترتيب إجراءات انعقاد الجمعية العمومية غير العادية للتصويت على تلك التعديلات لاعتمادها وهذا من شأنه الكشف عن النوايات المبيتة للإبقاء على الاستمرار لفترة زمنية جديدة !!.
بصراحة شديدة يمكن القول إنه لا يوجد في أي بلد متحضر مثل هذا العبث المفضوح، في غياب النظم واللوائح التي تفرز المسابقات المنتظمة محددة المعالم والالتزام بالمواعيد، ولا يوجد في أي بلد متحضر صاحب تاريخ .. اتخاد كرة يصدر قرارات تحمل “شبهة المصالح” إياها على حساب النظم واللوائح المعترف بها، وتلتزم بها الاتحادات الأهلية في مختلف الدول ، المهم الآن .. والكلام هنا ينصب في اتجاه المصلحة العامة والسعي لإصلاح مسار كرة القدم في بلدنا، وعلينا ان ندرك أن ذلك لن يتحقق دون أن نلقي خلف ظهورنا كل مخلفات لعبة المصالح وشعار شيلني وأشيلك، وألا يظل أي اتحاد فاشل في مكانه ومحظور الاقتراب منه رغم تلك الإخفاقات والفضائح ، التي وقعت في بطولة كأس العالم بموسكو .. وامتدت إلى مالحق بالمنتخب الوطني أمام جماهيره العظيمة باستاد القاهرة ، ونقلته مختلف القنوات الفضائية ، يالا الفضيحة .
زاد على ذلك ما خسرته كرة القدم المصرية في “سمعتها” وهيبتها بين فرق ومنتخبات دول القارة بعد سنوات الازدهار والتألق والتربع على عرش بطولة الأمم الإفريقية 2006 ، 2008 ، 2010 تلك الانتصارات التي أسعدت جماهير الشعب المصري والتي اعتبرها نظام الرئيس “المخلوع” وحاشيته الوجه الحقيقي الذي تعيشه مصر من تقدم على حساب كل ما هو مرتبط بوجود مجتمع حضاري تتوافر فيه كل ما يشعر المواطن بآداميته من خدمات حيوية وتعليم ومواصلات وعدم انتشار العشوائيات ومظاهر الفقر والحرمان الذي يلقي بالمحتاجين في أحضان أصحاب الفكر الهدام وصفوف الإرهابيين المرتزقة.

التعليقات متوقفه