خبراء : المعارك قادرة على توحيد صفوف المصريين

416

أكد عدد من خبراء الاقتصاد وعلم الاجتماع، أن وقوف المصريين بجانب بلدهم وتحملهم للأعباء الاقتصادية ساعد في نجاح حرب أكتوبر، وساعد أيضًا في تحقيق طفرة اقتصادية بعد ثورة 25 يناير وأزمة كورونا، وأوضحوا أن الفن يلعب دورًا كبيرًا في ترسيخ مفهوم الوطنية والشعور بالمخاطر والمسئولية، وهذا ما نفتقده في الوقت الراهن خاصة في ظل ظهور ما يسمي بـ”أغاني المهرجانات” وتشويه الهوية الفكرية للمصريين، وطالبوا الرئيس بضرورة الاهتمام بالخطاب الثقافي للارتقاء بالمستوى الفكري وبث روح الوطنية في الأجيال الناشئة.
وقال الخبير الاقتصادي خالد الشافعي، إن الوقت الراهن يتم استهداف الدولة بعدد من الشائعات شبه اليومية لتشويه الاقتصاد، أو نشر معلومات غير حقيقية عن القضايا الاقتصادية، تتعرض له مصر بقوة في الفترة الأخيرة، سواء بنشر أرقام عن معدلات التضخم أو مستويات الأسعار وصولا إلى الديون الخارجية، وأرقام وهمية عن تراجع إيرادات قناة السويس بهدف ضرب أساسيات الاقتصاد، وكلها تهدف في المقام الأول للتشكيك في قدرات الاقتصاد، رغم أن المؤسسات الدولية تشهد لنجاح برنامج الاقتصاد المصري، مؤكدًا أن الشائعات تعد حربًا على الدولة وليست حربًا بالسلاح، ولكن معادن المصريين تظهر في الأزمات والتحديات الخارجية بالرفض لتلك الشائعات والوقوف بجانب الدولة المصرية، مثلما حدث في حرب أكتوبر المجيد وتحمل المصريون الأعباء الاقتصادية، وهو ما ساعد في نهضة البلاد اقتصاديا وهذا ما شاهدناه بعد ثورة يناير وتفشي فيروس كورونا.
وأوضح أنه رغم هذه الشائعات وكثرتها إلا أنها غير مؤثرة على المستوى الاقتصادي لأنه يتم الرد عليها وتفنيدها بشكل مستمر من قبل مجلس الوزراء بشكل يومي عن طريف انفوجرافات وفيديوهات بصورة شبه يومية، لذلك لا تتأثر القطاعات الاقتصادية بمثل هذه الشائعات، وكذلك التقارير الدولية تشهد أن الوضع الاقتصادي أصبح أفضل وأكثر ملاءمة لمناخ الأعمال.
وقال: إن حرب مصر حاليا ليست حربا عسكرية، لكنها حرب للتنمية الاقتصادية، لإنقاذ الاقتصاد، حرب ضد البطالة، حرب للتحول من اقتصاد استهلاكي إلى اقتصاد إنتاجي، مؤكدًا أنها حرب الدخول ضمن أفضل 30 اقتصادا في العالم، لتحقيق اعلي معدلات للنمو في تاريخها، لدخول القاهرة ضمن أفضل 30 اقتصادا في العالم، ومن أجل عودة إيرادات السياحة، حرب للوصول إلى 55 مليار دولار صادرات ، حرب لارتفاع احتياطي النقد الأجنبي، كلها تحديات تقوم عليها مصر حاليا.
وأضاف أن تلك المشروعات أدت إلى نمو ملحوظ في الاستثمارات نتيجة الاستقرار في البلاد بعد انتهاء هذه الحرب وكذلك الاستثمارات الأجنبية لن تأتي إلي بلد غير مستقرة، مضيفًا أنه لابد من استمرار الدولة في المشروعات القومية وفعليا مصر أصبحت بيئة جيدة وجاذبة والإصلاحات انعكست بالطبع على معدلات النمو والبطالة وغيره من المؤشرات الاقتصادية.
وأشار إلى أن الدولة حققت أعلى معدلاتها للنمو في أكثر من 10 سنوات، بـ 5.6 % وهو ما يفوق معدلات النمو في الأسواق الناشئة والدول النامية، ويتميز معدل النمو التصاعدي المحقق أنه يتضمن لأول مرة تحقيق معدلات نمو موجبة في كل القطاعات الاقتصادية، كما يتضمن تغيرا جذريا في هيكل النمو الاقتصادي المتحقق الذي يقوده الاستثمار وصـافى الصــــادرات بدلاً من الاستهلاك، والمواطن يستفيد من توافر فرص عمل وشقق سكنية وقروض لمشروعاته الصغيرة وبنية تحتية للمدارس وتعليم شبه مجاني وغيرها، ولولا هذه الإجراءات لما وصلت مصر إلى هذه المراحل من المشروعات، ولن يحدث هذا الإنجاز إلا بعد انتهاء مصر من حربها وتحرير الأرض.
وقالت الدكتورة سامية خضر صالح أستاذ علم الاجتماع، إن في جميع الأزمات التي مرت على مصر والحروب خاصة حرب أكتوبر المجيدة، كان هناك دور قوي للفن من خلال عمل وإذاعة الأغاني الوطنية مثل “شد الحزام وعش عصفورة تكفينا، عدى النهار، صورة صورة” وهذا ما أعطى الناس قدرة على الاستمرارية والتحمل والصبر؛ عكس ما يحدث الآن من خلال الإعلانات الرفاهية مثل الكمبوندات، وهذا لم يشعر المواطن بأن هناك أزمة اقتصادية حقيقية تواجه البلاد.
وأوضحت أن هناك سلعا غذائية اختفت من الجمعيات التعاونية أثناء الحروب ولكن لم يفتعل المصريون أزمات ولكن كان هدفهم الآخذ بالثأر من العدو الإسرائيلي، وكان حلمهم تحرير الأرض وذلك لحث روح الوطنية من خلال الثقافة وبناء المجتمع المصري على القيم والأخلاق وحب الوطن، وأن الجميع يشعر بأن هناك مسئولية تجاه البلاد وتحمل ارتفاع الأسعار وأزمة السكن والتدهور الاقتصادي الذي وصلنا له أثناء الحرب، مؤكدة أن المصريين ساهموا في المجهود الحربي وكانوا يعرفون أن الجيوش تسير على بطونها ولم ييأس ولا يستسلم، مشيرة إلى أن للأمهات دورا كبيرا في عملية الاستهلاك والترشيد وتحمل الصعاب، وكان هناك مشاعر فياضة تشبه الفيضان.
وتابعت أن الفن في الوقت الراهن يسلط الضوء على السلبيات ويعظم كل ما هو سئ لجيل لم يعش مشاهد حرب أكتوبر الذي غيرت معالم وإستراتيجية الحروب، ويمحي من ذاكرة الأجيال الصاعدة حب الوطن والحماسة والتحديات الخارجية والمخاطر التي تواجه البلاد خاصة مع التطور التكنولوجي الهائل.
وطالبت خضر الرئيس السيسي بضرورة الاهتمام بالجانب الثقافي والفن لبناء الإنسان المعاصر الذي يستشعر بالمسئولية وحب الوطن وشحنهم بالوطنية، خاصة أن لدينا 60% شباب مشدودون للخارج من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

التعليقات متوقفه