إقبال بركة تكتب: حتشبسوت والتفوق النوعى

668

شكشكة

 حتشبسوت والتفوق النوعى

إقبال بركة

ما رأى مهاويس تفوق الذكر على الأنثى بعد أن فازت العالمتان الأمريكية جينيفر دودنا «1964» والفرنسية إيمانويل شاربنتييه «1968» بجائزة نوبل للكيمياء لتطويرهما وسيلة لتعديل الجينوم؟ وكذلك فازت الشاعرة الأمريكية لويز جلوك بجائزة نوبل للأدب 2019..! .

هل سيتجاهلون الأمر كعادتهم ويستمرون فى التعامى عن الحقائق الدامغة التى تؤكد أن لا فضل لإنسان على إنسان إلا بالتقوى، حيث يقول خالق الكون فى كتابه الكريم «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».

الجائزة التى يحلم بها كل علماء العالم وقيمتها عشرة ملايين كورونا سويدية «1,1مليون دولار» فازت بها ثلاث عالمات وسوف تساهم فى إيجاد علاجات جديدة للسرطان وقد تحقق حلم علاج الأمراض الوراثية وتنقذ الملايين من المرضى وذويهم من عذابات لا حد لها.

نحن المصريون أحق الناس باحترام الأنثى فقد حكمتنا العديد من الملكات أشهرهن حتشبسوت التى حققت الكثير من الإنجازات فى عهدها، ومهدت الطريق لغيرها من الملكات مثل كليوباترا ونفرتيتي وتاوسرت.. الخ، لاستكمال مشوارها. وتولى حتشبسوت الحكم قصة طريفة تدل على ميلها للعمل السياسى. وقد تميزت الملكة «حتشبسوت» بدرجة عالية من الذكاء، الذي مكنها من اختراع، قصة أسطورية، لتأمين وصولها للعرش وإضفاء الشرعية على حكمها.

كان من الصعوبة توليها الحكم عقب وفاة والدها، في ظل وجود ابن من زوجة أخرى، الذى بحكم التقاليد يعد الحاكم الشرعي بعد وفاة والده. لذلك اخترعت حتشبسوت أسطورة انتمائها للمواليد الإلهية، نتاج اتحاد والدتها مع الإله آمون والدها الذي أمرها بتولي الحكم، وحرصت على اعتماد القصة بتسجيلها داخل المجمع الجنائزي بمعبدها في الدير البحري بالأقصر جنوب مصر، عبر رسم نقوش تظهر لحظة تتويج الإله آمون ابنته حتشبسوت العرش. تولت الحكم وتدريجيا تمكنت من الانفراد بالعرش وحدها. وحكمت مصر خلال الفترة من 1473 وحتى 1458 قبل الميلاد. وخلال حكمها اقامت إمبراطورية قوية مليئة بالإنجازات. ركزت حتشبسوت في الشأن الداخلي، وخصصت دور الجيش للرحلات التجارية لبلاد بونت شمال شرق إفريقيا، ودونت تلك الرحلات الاستكشافية على معابدها، والتي كانت نقلة نوعية للعلاقات الخارجية مع مناطق جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا. ونجح الجنود المصريون في عهدها بإنهاء البعثة والعودة بالعاج والذهب وأشجار المر الحية وأعداد من الحيوانات، مثل الفهود والقرود والزرافات، لتسجل حتشبسوت انتصارًا جديدًا في التاريخ باسمها.

ويرى المؤرخون أن فترة حكم الملكة الفرعونية «حتشبسوت» هي الأكثر سطوعا في تاريخ مصر القديمة، فالعبرة بمواهب وقدرات الشخص وليس لكونه ذكرا أو أنثى.

التعليقات متوقفه