زمن السوشيال ميديا.. دعاية انتخابية وإعلام موازٍ

حسن مكاوي:  تأثير محدود للحملات الانتخابية

638

صفوت العالم: السوشيال ميديا لن تحل محل الإعلام

كتب: فادي حسين:

في مشاهد متكررة، تجد العديد من الأشخاص يمسكون بهواتفهم لساعات طويلة تبدأ من الاستيقاظ مرورا بفترة العمل وحتي بعد انتهائه، تاركين العائلة كأنهم يعيشون في عالم مواز للعالم الذي نعيش فيه, فأصبحت هوس عند الكثيرين فبدلا من أن تكون وسيلة للتواصل أصبحت وسيلة للعزلة نتيجة الاستخدام المفرط لها, فبالرغم من مميزاتها العديدة إلا أن الكثير يصرون علي استخدامها بشكل خاطئ.

وبمرور الوقت أصبحت تشكل جزءا رئيسيا في حياه الفرد بحيث لا يمر يوم بدون استخدامها لما يميزها من خصائص متمثلة في سهولة مشاركة المعلومات والتفاعلية التي تحدثها من خلال الإرسال والاستقبال وكذلك التفاعل مع الآخرين بجانب سهولة استخدامها وتوفيرها لمال والجهد حيث أغلب تطبيقاتها مجانية.

لتفرض “السوشيال ميديا” نفسها بصورة كبيرة  في حياه المواطن، حيث أصبح الجميع من مستخدمي تطبيقاتها الصغار والكبار علي حد السواء, ليتطور دورها من أداه للتواصل فقط إلي منصة تجذب العديد لاستخدامها والاستفادة منها في مختلف المجالات, ففي مجال الأعمال التجارية علي سبيل المثال  تجد أنها تعطي فرصة لأصحاب الأعمال في الحصول علي العملاء والترويج لمنتجاتهم بسهولة كبيرة, كما تمكن مستخدميها من البحث عن فرص عمل من خلال تطبيقاتها الجديدة أو حتي في الدعايا الانتخابية مثلما قام به عدد من مرشحو البرلمان عبر تطبيقات كثيرة مثل “فيسبوك” أو هاشتاجات “تويتر” التي تعكس حالة الشارع المصري.

يري الدكتور حسن مكاوي، العميد الاسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الحملات الانتخابية عبر تطبيقات التواصل الجتماعي تأثيرها محدود في نطاق المترشح فقط حيث أغلب المرشحين ليس لديهم برنامج انتخابي واضح ولكنها اقل تكلفة مادية من الدعاية التقليدية .

وأوضح الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، أن الدعاية الانتخابية عبر تطبيقات السوشيال ميديا في مصر تحقق فاعلية، ولكن في قطاع محدد من الجمهور يتمثل في الشباب والطبقات الوسطي وما فوقها التي تستخدم السوشيال ميديا بكثافة مثل الدوائر الموجودة في العجوزة والدقي ومصر الجديدة علي عكس الطبقات الأقل ثقافة وتعليما.

ونتيجة الاستخدام المتزايد والتطور الذي طرأ عليها تجد البعض يري أنها بديلة للإعلام  خاصة وأنها أصبحت أداه إعلامية مرئية وسمعية غير مقيدة بشروط النشر حيث الجميع فيها مرسل عكس الإعلام التقليدي الذي يقوم بإرسال الوسائط إلي الاستقبال الجماهيري.

إلا أن الدكتور حسن مكاوي، كان له رأيا آخر متمثلا في انه لم يثبت تاريخيا أن تحل وسيلة جديدة مثل السوشيال ميديا محل وسائل الإعلام التقليدية, ففي بداية ظهر الراديو اعتقد الكثيرون أنه سيقضي علي الصحافة وغيرها لكن ذلك لم يحدث وكذلك التليفزيون.

وأضاف الدكتور صفوت العالم، دكتور بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن السوشيال ميديا لن تحل محل الإعلام بدليل استمرار وجود موسسات إعلامية للنظم السياسية المختلفة وكذلك الشركات الكبري, إلا أنه يوجد اتجاه للمزج بين وسائل الإعلام والسوشيال ميديا رغبة في الوصول إلى قاعدة جماهيرية أكبر حيث يزداد تأثير السوشيال ميديا بمرور الوقت, كما أشار إلى وجود تبادل في الأخبار بين السوشيال ميديا والإعلام  بهدف التواجد في الاثنين.

ولكن هذا التطور وإن كان له العديد من الايجابيات إلا أنه يصاحبه العديد من المخاطر والسلبيات أيضا إذا ساء الاستخدام, فقد أصبحت وسيلة لبث الأفكار والمعتقدات الخاطئة دون رقابة تذكر عليها  فأغلب المحتوي إما هابط أو محتوي جنسي, كما يمكن استغلالها كسلاح لتجنيد بعض الشباب من قبل الجماعات المتطرفة الموجودة في العالم مثل داعش وغيرها, وكذلك الخطر الناتج علي الفرد من خلال الإفراط في ساعات استخدامها التي وصلت إلى حد الإدمان عند البعض.

وتعتبر مصداقية الأخبار والأحداث التي تتناولها من أهم سلبياتها، فتجد العديد من الأخبار المغلوطة تنتشر من خلال السوشيال ميديا اما لبث الفتنة او اثارة الشائعات في الشارع المصري نتيجة عدم الرقابة و الجهل بالمعاييرالمهنية في تناول الاخبار و التاكد من صحتها.

وفي هذا الإطار أشار الدكتور حسن مكاوي إلى أن مصداقية وسائل التواصل الاجتماعي تختلف بتفاوت حيث تكون أكثر دقة في المواقع الإخبارية المؤسسية عن الصفحات الشخصية المنتشرة في الوقت الحالي, وأرجع أسباب انتشار الاخبار المفبركة والكاذبة إلى أن أعلب الناشرين لهذه الأخبار غير دارسين للإعلام ودقة الإعلام في تقصي الحقائق وكذلك غير مدركين بأهمية المصادر الرسمية في تناقل الأخبار.

كما أوضح الدكتور صفوت العالم، أن المصداقية تتوقف علي عدة عوامل منها هل الخبر منشور لأول مرة أم سبق نشره ونوعية الخبر نفسه مثل انتشار خبر وجود قنبلة في محكمة الجيزة دون الوقوف علي حقائق من خلال أهالي المنطقة نفسها.

ففي ظل التطور التكنولوجي الذي نعيش فيه الآن الذي أدي إلي بروز “السوشيال ميديا” وتأثيرها في تشكيل وعي وثقافة الفرد, تجد الكثيرين يصرون علي سوء استخدامها تاركين الفوائد, لذلك فهي سلاح ذو حدين علي عقول مستخدميها, فقد اصبحت احد اهم المصادر المتحكمة في تشكيل ثقافة ووعي الشارع المصري نتيجة العديد من العوامل، لذلك يتطلب الامر البحث عن ضوابط يمكن من خلالها الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والحد من الظواهر السلبية المتمثلة في استخدامها.

فقد اوضح دكتور حسن مكاوي، أن السوشيال ميديا اصبحت مرجعا لثقافة الكثير من الشباب نتيجة سهولة الوصول والاستخدام الزائد بجانب عدم الاعتماد علي وسائل اعلامية اخري في غياب لدور التعليم و الاسرة في الوقت الحالي, كما أضاف أنه يمكن السيطرة علي المحتوي من خلال  وزارة الداخلية حيث جرائم العنف ونشر الأكاذيب جرائم يعاقب عليها الدستور والقانون المصري.

التعليقات متوقفه