“يجدد شباب النهر”.. خبراء يؤكدون لـ ” الفيضان فوائد أخرى”:معالجة التربة المالحة وغسل مياه النيل وتقليل نفوق الأسماك

848

على مدار شهرين دمرت الفيضانات قرابة 3 آلاف منزل في الخرطوم ومنطقة الجزيرة بالسودان، حيث وصل منسوب المياه في النيل الأزرق الرافد الرئيسي والأكثر ضخامة للنهر الذي ينبع من إثيوبيا، إلى أعلى مستوياته في قرابة مائة عام، الفيضان الذى جاء حاملا هواجس ومخاوف للمصريين من تكرار كارثة الخرطوم في بلادهم، لكن مصر استطاعت احتواء وترويض النهر عبر السد العالى فى الجنوب وبحيرة ناصر، فهما قادران على استيعاب كل المياه، وصرف الزيادات من خلال مفيض توشكى الذي يعتبر ضمن أدوات صرف المياه إن تجاوزت حدودا معينة.
أوضح عدد من خبراء الموارد المائية أن الفيضانات التى تم وصفها بـ”المدمرة”، علينا النظر إلى إلى الجانب الإيجابى منها، حيث أن هناك فوائد لهذه الفيضانات لمصر، مجيبين على سؤال “هل يوجد للفيضان فوائد أخرى ؟!
من جانبه ، أكد دكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، أن كمية المياه السطحية التى يأتى بها الفيضان هى أول أوجه الاستفادة منه، حيث استخدامها فى الزراعة والصناعة، مضيفا أن الفيضان يأتى محملا بالطمى الذى يزيد من خصوبة التربة الزراعية مما ينعكس على تحسين الإنتاجية الزراعية وجودة المحصول، ومن الممكن أيضا أن يتم تغذية وشحن الخزانات الجوفية من هذه الفيضانات، مشيرا إلى أن أى فيضان يمر بأراض زراعية فى طريقه فيحمل منها ويقوم بعد ذلك بعملية غسيل للتربة، فإذا كانت تربة ملحية وتعرضت لكميات مياه غزيرة” فيضان”، ثم يتم تصريف المياه فى أماكن أخرى، هنا يقوم الفيضان بدوره فى عملية غسيل التربة الزراعية، علاوة على دوره فى التجديد لمياه الترع والمصارف الراكدة لفترات طويلة، ما يؤدى إلى تحسين نوعية هذه المياه.
بينما يرى دكتور نادر نور الدين، خبير الري وأستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الفيضان الذي تتعرض له بعض دلتا مصر ليس من حصة مصر المائية ولكنه فائض من مخزون السد العالي، موضحا أن الفيضان القادم ليس فيضانا بالمعنى المفهوم، ولكنه فيضان صناعي خارج من السد العالي، موضحا أن الفيضان سيكون لها فوائد كثيرة أهمها هو غسل فرع رشيد وهو الفرع الأكثر تلوثا في نهر النيل بالكامل، مشيرا إلى أن فرع رشيد هو المصرف الوحيد الذى تأتي إليه كل مخلفات الصعيد وتصب في الفرع، وهو أيضا الفرع الذي دائما ما يحدث فيه نفوق للأسماك خلال فصل الصيف نتيجة التلوث، ولذلك فهو يحتاج إلى غسيل أكثر من غيره من الفروع، مشددا على أن الفائدة عظيمة جدا، قائلا: “لأننا بنغسل التلوث الموجود في فرع رشيد ومش هنشوف نفوق أسماك في فصل الصيف الحالي لأننا هنغسل الفرع من التلوث وربنا أكرمنا بفضيان عالٍ، والغسيل ده بيشيل تلوث سنين وسيؤدي إلى محاصيل وغذاء نضيف وده هيجدد شباب النهر”.
فيما يرى دكتور أحمد فوزي دياب، خبير المياه بالأمم المتحدة، أن الفيضانات القادمة من السودان وإثيوبيا تزيد من منسوب نهر النيل، وبالتالي تستفيد منها مصر، موضحا أن مياه الفيضانات بالسودان تذهب في طرق عدة: أولها بعض الأودية، والخزانات الجوفية، والزراعات التي تعتمد على مياه الأمطار والفيضانات، والبعض الآخر يذهب ليتم تصريفه بالبحر الأحمر، والباقي يصب في مياه النيل، حيث يستقر أخيرًا في بحيرة ناصر، الامر الذى ينقذ السودان وإثيوبيا من كوارث محققة قد تصيبهم لولا تصريف تلك الفيضانات في مصر، وتخزينها خلف السد العالي.

التعليقات متوقفه