في الطريق شفاء

يسر جريدة الأهالي أن تقدم لقرائها صفحة إبداعات تواكب الحركة الأدبية المعاصرة في مصر و العالم العربي و الترجمات العالمية ..وترحب بأعمال المبدعين و المفكرين لإثراء المشهد الأدبي و الانفتاح على تجاربهم الابداعية..يشرف على الصفحة الكاتبة و الشاعرة/ أمل جمال . تستقبل الجريدة الأعمال الابداعية على الايميل التالي: Ahalylitrature@Gmail.Com

557

آيات عبد المنعم / مصر

عِندَمَا انتهت خطواتُ الطريقِ بالمزيدِ من الألمِ وذكرياتِ الحنينِ، كانَ على العابرينَ إدراكُ حتميةِ الهجرةِ ووجوبُ الاغترابِ

كانتْ كلُّ الطرقاتِ تُودِي إلَى القلب، وجميعُها تنبضُ بنزيفِهِ الدائمِ بينَ حنينٍ وفقد..اغترابٌ يُعلِّقُ أحزانَهُ الدمويةَ الحمراءَ على مصابيحِ السياراتِ المشوشةِ وشرفاتِ البيوتِ الهشةِ من رطوبةِ المطر -استهلالٌ قاتمٌ ورماديٌّ- يُغلِّفُ الحواسَ ببرودةٍ تجعلُكَ تدركُ أنَّ ما بُتِرَ منْكَ ليسَ بهينٍ، وأنَّهُ اقتطاعٌ من قلبٍ وعقلٍ.. واستئصالٌ دامٍ من الروحِ، يعجزُ معه النسيانُ عن تخفيفِ عَرَضِكَ المزمنِ من التيهِ واللامبالاةِ

لتَشرعَ فِي حصرِ معطياتِكَ من جديدٍ، وتقبلَ أنَّكَ الآنَ مُختَزَلٌ، بعيدٌ، ومغتربٌ في صدرِ الوطنِ، الأحداثِ، زفيرٌ لزفيرٍ.. شرذمة!

ومع آخرِ حبةٍ من الأرضِ قد تهديكَ طريقًا للعودةِ، وفي بعضِ الأحيانِ تكونُ الجسورُ صدفةً على غيرِ هُدًى، صدفةً تجعلُ الأمرَ مُربِكًا يُجبرُكَ على النهوضِ صامدًا صلدًا، وتُجبرُ الحياةَ على الوقوفِ في مُحاذاتِكَ ولو لنهارٍ.. تُثبِتُ معَهُ أنَّكَ جُبِلْتَ على البعثِ من جديدٍ فقط إنْ لم تعاودْ النظرَ للوراءِ

أنا يا صديقي لا أشعرُكَ، فما عاد أمرُكَ مؤلمًا.. وما تفعلُهُ بي الطريقُ محضَ شفاءٍ

تعليق 1
  1. Wizza Ahmad يقول

    الف مبرووووك حبيبتي الغالية ???????????? من نجاح لإنجاح اكبر ننتظر منك الكثير

التعليقات متوقفه