“بكائية الطائر الجريح” شعر لـ”أشرف قاسم”

يسر جريدة الأهالي أن تقدم لقرائها صفحة إبداعات تواكب الحركة الأدبية المعاصرة في مصر و العالم العربي و الترجمات العالمية ..وترحب بأعمال المبدعين و المفكرين لإثراء المشهد الأدبي و الانفتاح على تجاربهم الابداعية..يشرف على الصفحة الكاتبة و الشاعرة/ أمل جمال . تستقبل الجريدة الأعمال الابداعية على الايميل التالي: Ahalylitrature@Gmail.Com

245

بكائية الطائر الجريح
أشرف قاسم / مصر

لأي شيء تغني
أيها البطـلُ؟
في عـالمِ لم يزل
يحيا به الدَّجَـلُ .
قد جئت
تنشر فينا ألف معجزةٍ
في عـالم تائهٍ
أذري به الوَجَـلُ .
صارت بضاعته كأساً وغـانيةً
لم يعترفْ بالهُدى،
بل هُوِّدَ الرُّسُلُ .
لا تعطني أملا،
خارت عزائمـنا
واستبعدت سفني
أن يأتي الأمـلُ .
ما بين أحزاننا
شاهت معالمـنا
للزيف ُ في عصرنا ندعو
ونبتهلُ .
عشنا يلملمنا جرحٌ،
وخارطـةٌ ضاعت ملامُحها،
للبغـي تمتـثلُ .
لا تعبث الآن بالأدراج،
خاويةٌ،
ما عاد شيءٌ يُخَـبَّا
أيها الطَّـفَـلُ .
إن كنت تبحث عن مَحْظِيَّةٍ فُقِدَتْ
فابحثْ بعيـدا،ً
فأدراجي بها العِِـلَلُ .
لا تعطني أملاً،
واقرأ حـكايتنا في عُرْى قومي،
وغيثُ الموت ينهَمِلُ .
لا تعطني أملاً،
هذي حـكايتنا،
حلمٌ تـوارى
وخـلف اللـيل يرتـحلُ .
لا تعطني أملا،ً
فالحـزن علمني أن الصباح
على الشرفات مُعْـتَـقَلُ .
تمضي الليالي،
وأمضي مثلها عبثاً
في كـل وجه أرى الأحـلام تشتعلُ .
قل لي بربك
عمَّ جئت تسألني؟
عن عالمٍ من غبـار الإفـكِ
يكتحلُ؟
كل العنـاوين صارت
لا تُوَصِّلُنا إلا إلى عـالمٍ
ضـاقت به السُّـبُلُ .
زرعي تلظَّى سعـيراً
في أَكِمَّتِهِ
والحلم في عـالمي
ما عاد يحتـملُ .
ما زلتُ أضحك
من أطفال قريتنا ضحـكاً مريراً
إذا ما غـشَّهم أملُ .
هم يسألون إذا ما الصبح جَمَّـعَنا
هل بـدْرُ أحلامنا –يوماً-
سيكتملُ؟
أصغي إليهم
وفي عينيَّ أسئلةٌ أخشى إذا قـلتها
يغـتالهم ملَـلُ .
براءة الصبح
باتت في ملامحهم نـدىً تَنَزَّىَ
رحيقـاً ضمَّهُ طَـلَـلُ .
هل فوق سفح اللظى
يبنون مملكةً في ساحة الحق
ترسو عندها المُقَلُ؟
ويـنسجـون من الآلام
أغـنيـةً تُضَمِّدُ الجـرحَ؟
ليت الجرحَ يندملُ!!

التعليقات متوقفه