ماجدة موريس تكتب:حاتم… فارس ماسبيرو

534

حاتم… فارس ماسبيرو

ماجدة موريس

«حاتم… فارس ماسبيرو» هو اسم الفيلم الذي أنتجه التليفزيون المصري، عن الدكتور عبد القادر حاتم، مؤسسه، وعرضه ولاول مرة، مساء الاحد الماضي 22 من نوڤمبر علي شاشة قناة «نايل سينما»، ربما بمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي للتليفزيون كما أقرت الأمم المتحدة وربما بمناسبة مرور 60 عاماعلي إنشاء التليفزيون، وربما بمناسبة انتهاء العمل في الفيلم علي يد مخرجته «أسماء إبراهيم» وفريق العمل معها، وأيضا الفريق الأسبق الذي اختار ضيوفا مرموقين للحديث عن الدكتور حاتم،  فالفيلم بدأ العمل به منذ احد عشر عاما، وتوقف، وفي اللقاء الذي سبق عرض الفيلم ضمن برنامج «سينما أخري» الذي تقدمه رباب الشريف تحدثت المخرجة عن الحجم الكبير للمادة التي تسلمتها لتصنع الفيلم، والتي كانت اكبر مما هو متوقع، والتي أخضعتها لرؤيتها والصورة التي رأتها لشخصية الدكتور حاتم، كما تحدث نجله د.طارق مؤكدا ان والده كان مازال علي قيد الحياة حين بدأ تصوير الفيلم عام 2009 وان التصوير توقف عام 2010 لظروف كثيرة، كما ان الفكرة وتنفيذها بدأت بعد ترك د. حاتم للوزارة وكل المناصب بسنين طويلة.

وهنا يمكننا ان نضع إيدينا علي نوع من الخلاف والتردد الذي جعل الفترة تطول لمدة١١عاما حتي يظهر الفيلم للنور، ومع هذا كله فإننا امام فيلم مهم عن شخصية شديدة الاهمية في حياتنا شئنا أم أبينا، شخصية ضابط كان شديد الظمأ للمعرفة والدراسة، فأخذ يدرس علوما عديدة، بالعربية والإنجليزية والتي أجادها، ويدرك اهمية التعامل مع العالم القريب والبعيد، وهو ما جعله يقود «مصلحة الاستعلامات» بعد ثورة يوليو1952، وبفكره تحولت وزارة «الإرشاد القومي» الي وزارة «الاعلام » بعد ان تولاها ورأي ان مهمتها الأساسية هي اعلام الشعب وليس إرشاده، ومن خلالها قدم «أستراتيچية اعلام الثورة» في مواجهة التربص بها، خاصة قبل وبعد العدوان الثلاثي علي مصر، فأنشأ «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، وفِي عمله بالوزارة اهتم بالإذاعات فأنشأ إذاعة الشرق الأوسط، وإذاعة القرآن الكريم، و33 إذاعة موجهة باللغات الافريقية والأوروبية ليسمع العالم صوت مصر، وأنشأ «مسرح التليفزيون» الذي كشف عن مواهب جديدة وكبيرة كان من بينها عادل امام وعبدالمنعم مدبولي والثلاثي الذين كانوا يطوفون محافظات مصر قبل تسجيل المسرحيات لعرضها تليفزيونيا، كما أسس لإنتاج التليفزيون لافلام السينما وأقام مهرجانا دوليا استمر حتي 1966، «كما ذكر ممدوح الليثي في الفيلم»، والحقيقة ان كل هذا هو جزء مما قدمه د. حاتم علي مدي أربعين عاما عمل فيها بالاعلام والثقافة وزيرا ومستشارا لثلاثة رؤساء :عبد الناصر بدءا من الإرشاد القومي، والسادات كنائب لرئيس الوزراء أثناء حرب اكتوبر، ثم مبارك وموقعه الاخير كرئيس للمجالس القومية المتخصصة.

ولان المخرجة كانت لديها قماشة عريضة لعالمه وانجازاته، فقد اختارت التعامل مع الوثيقة، اي الإنجاز المؤكد، من خلال احداث مهمة، اي صور وڤيديوهات قليلة، لا تعبر حقيقة عن كل ما قدمته عبر الفيلم في البداية عن اعماله وانجازاته، ومنها صورة له يضع طوبة في حجر أساس مبني ماسبيرو وتصريح في مانشيت صحفي بأن التليفزيون سيبدأ الإرسال بعد ثمانية ايّام «قال الاعلامي وجدي الحكيم في الفيلم انهم دخلوا المبني وبدأ العمل وهو مازال بالطوب الاحمر»، ومن الوثائق النادرة للفيلم ايضا صورة تجربة علمية لبث التليفزيون امام لجنة الامن القومي ثم خطاب الرئيس عبد الناصر في مجلس الأمة في اليوم الاول للبث «21 يوليو 1960»، وحيث اختارت المخرجة التركيز علي جانب واحد من إنجازات الرجل هو الاعلام، لتضعنا بين زمنين، زمن الابيض والأسود مع البداية «وكانت الوثائق في حالة غير جيدة» ثم الالوان من خلال زيارة بيت د. حاتم والحوار مع ابنه والكم الكبير من الأوسمة والنياشين التي منحت له، ثم كلمات قليلة له من مراحل مختلفة، ثم شهادات بعض من رجال وسيدات الاعلام مثل فضيلة توفيق «أبلة فضيلة» وجدي الحكيم وسلمي الشماع وطارق حبيب، ومثل الكاتبين الصحفيين صلاح منتصر ولويس جريس، الذي روي كيف وقف في ميدان التحرير في طابور امام مركز للبيع ليحجز جهاز تليفزيون ثمنه ستين جنيها ويدفع خمسة جنيهات هي قسطه الاول!»، أما السيدة چيهان السادات فقد تحدثت عن علاقته بالرئيس السادات، ومن الفنانين تحدث كل من عمر الحريري وسمير غانم، وعادل إمام الذي حكي قصة اول عمل له مع مسرح التليفزيون وانتهي الفيلم بقوله «لولا د. حاتم مكانش حيبقى فيه عادل امام» تعبيرا عن قصته مع مؤسس التليفزيون وفارسه. فيلم مهم لإدارة الانتاج المتميز ولكل من ساهم في إدراك أهميته كوثيقة علي الزمن والعمل معا.

التعليقات متوقفه