برتقالة مهروسة قصة لـ”سعيد عوض”

يسر جريدة الأهالي أن تقدم لقرائها صفحة إبداعات تواكب الحركة الأدبية المعاصرة في مصر و العالم العربي و الترجمات العالمية ..وترحب بأعمال المبدعين و المفكرين لإثراء المشهد الأدبي و الانفتاح على تجاربهم الابداعية..يشرف على الصفحة الكاتبة و الشاعرة/ أمل جمال . تستقبل الجريدة الأعمال الابداعية على الايميل التالي: Ahalylitrature@Gmail.Com

321

برتقالة مهروسة
سعيد عوض / المنيا
أيقظنى الشاويش بعصا غليظة كادت أن تفتك بى من دبر وسألني عن البطاقة وعرف منها أنني( صعيدى) زام بشفتيه الغليظتين وابتسمت له منهزما … زعق القطار المنتظر .. فسألته لماذا تقبل مزيدا؟ فضحك في صورة بوق طويل وإن كان عاجبك !ضحكت منهزما … حشرت جسمى بالكاد وصلت إلى الطرقة المحشوة لحما وخرقا أمواج من حركات لا إرادية دفعتني ناحية النافذة وركنت بجانبها. . نظرت لى (الحرمة) بنصف عينها اليقظة ثم أدارت بجسدها كله مستندة على رجل أشيب .. وضعت يدى على أنفى ولا فائدة أخرجت وجهى من النافذة .سقط من أعلى زجاج على رأسى. رفعته مرة أخرى وتحاشيت النظر إلى العيب .. وضعت يدى على محفظتى وأتأكد ان هدية خطيبتى بداخلها .. فهى الآن. تنتظرنى فى شرفة منزلهم بعد غياب طويل بيننا. أنظر فى ساعة يدى وأترقب المحطات لأنجو .. أخيرا وصلت محطتى .. لو سمحتم أنا نازل هنا ، لم يرد علي أحد .. من فوقى ذكر بط وأوزة دست على طرف رجل الأوزة فصاح الذكر واق .واق ..انتبه الجميع وردت أنا نازل هنا .ردوا على غور من هنا تسحبت بصعوبة وعند الباب ألقيت بنفسى على الرصيف ونسيت دفع التذكرة للكمساري الذى لم ياتى بعد .. خطيبتى الآن تنتظرنى عارية الذراعين تحمل على صدرها برتقالتين .. على ناصية شارعنا لمحتها بالفعل تنتظر .. وكما تصورتها .اقتربت أكثر وأشارت يدى لها ولكنها لم تهتم .. فى النافذة المقابلة . شاب يسوي شعره ويبتسم وهى مصمصت باقى البرتقالة وألقت بها على الأرض تعثرت قدمى فى البرتقالة تتطاير عصيرها وصارت مهروسة .. سمعت صوت القطار . وأجبته . وقلت له أتحداك وأقف أمامك بقوة .

التعليقات متوقفه