مينا كرم يكتب:” عن عاقل كان أصلاً مجنون “..ثنائية الحب والحرية

317

بقلم : مينا كرم

في ظل حالة اللا منطق التي تحكم كثير من الاشياء في العالم حيث لا حقائق مطلقة , العبثية تسود والحب هو من ينقذنا منها ….وفي مواجهة عبثية هذه الحياة يبقي من واجبنا كبشر ان نبحث عن حريتنا أكثر للتمرد علي هذا الواقع المرير..
اذن نحن نحتاج لهذه الثنائية المتلازمة الحب والحرية معا للمواجهة , ومن سخرية الامر انه حتي الحرية – في بنيتها – ليست حرة بما يكفي فكل ما يقال عن ضوابط الحرية ومسئولياتها وسقف الحرية والحرية التي لا تؤذي الاخر وكون الانسان حر و محدود في نفس الوقت الي أخره من هذه التعبيرات هي في حقيقتها قيودا توضح كيف انها – اي الحرية – ليست حرة بما يكفي وانها تحمل في طياتها ما ينفيها فما بالنا اذا افتقرت للحب , ويبقي الحب طائرا حبيسا وجنينا مشوها غير مكتمل بدون حرية !! اذ كيف نحب ونحن مكبلين بأغلال العجز والاسئلة الحائرة التي تبقي بلا اجابة و لمن نعبر عنه وجدران أنانيتنا تعزلنا ومن يجرؤ علي البوح بأغنياته واللسان اختار – بحرية – الصمت منقذا !! فالحب بدون حرية يلغي اختيارنا الحر في البداية ويجعل الاستمرار معقدا في منتصف الرحلة .
وفي حياة الاوطان والافراد علي حد السواء اذا افتقروا الي الحرية نجد تراجعا حادا في معدلات الحب والانتماء لديهم وهو ما عبر عنه الشاعر عمر نجم بقوله :
“عن عاقل كان اصلا مجنون
بتقول الحب
الحب يا بني ازاي حيكون
في بلاد ما بيعرف ناسها غير
م الحب الجنس
م الصوت الهمس
والكلمة قبل ما تتخلق في الجوف يهزمها الخوف
فتموت في الحلق
ولا تقدر غير تبقي حروف
….
بتقول الحب
الحب يا بني ازاي حيكون
في بلاد ما بيعرف ناسها الطير الا لو كان بجناح مكسور
في بلاد اول ما اتخلقت
خلقوها جنة للحرية ملفوفة بسور “.

اذا لا تكتمل الحرية بدون حب يعطي الدوافع للانطلاق , للتمرد , للمجاهرة , الجنون للوجود وللثورة , ولا وجود للحب بدون حرية تبرز جماله ومفاتنه وتجعله اختيارا حقيقيا دائما , لتشكل هذه الثنائية المتلازمة طريقا للصمود , للمواجهة والخلاص .

التعليقات متوقفه