مع بداية الموجة الثانية لكورونا:الفيروس أكثر قوة مقارنة بالشهور السابقة و 600 مستشفى مستعدة لمواجهة الجائحة

491

ترتفع مخاوف الحكومة والمواطنين مؤخرا بشكل كبير، خاصة مع عودة الارتفاع فى أعداد المصابين بـ “كورونا” من جديد، بعد اشتداد موجة جديدة، اجتاحت دول العالم بأكمله فى الأسابيع الماضية، نتيجة لتخفيف الإجراءات الاحترازية، وفى ظل تخوف العالم بأكلمه من هذا الفيروس اللعين، إلا أن الخبراء أكدوا ورهنوا على وعى المواطنين، بتوقف حجم انتشار الفيروس، خاصة أن زيادة الإصابات، متوقف على مدى التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية والوقائية، والتى ستكون بمثابة خط الدفاع الأول ضد “كورونا”.

ومع بداية الموجة الثانية اتخذت الحكومة عدة إجراءات احترازية لمواجهة انتشار الفيروس، بالتزامن مع زيادة الأعداد خلال هذه الفترة، أولها تعديل بروتوكولات العلاج، ليتلاءم مع كل حالة ولتوفير الأدوية القادرة على مواجهة الفيروس، حيث تم تقسيم الحالات إلى بسيطة ومتوسطة وشديدة، وكانت الوزارة  قد لجأت فى الأشهر الماضية لوضع بروتوكول للعلاج المنزلى للحالات المصابة، التى لا تحتاج للعزل فى المستشفيات، وتوفيرها فى الأماكن التابعة لها مع الحرص على عزل الحالات الشديدة بالمستشفيات بعد أن تثبت إصابتهم بالتحاليل والأشعة .

ومن جهة أخرى ضاعفت الوزارة كمية أمصال الأنفلونزا 5 أضعاف، لتزيد من 500 ألف جرعة إلى 2.5 مليون جرعة، مع وضع خطة لوزارة التربية والتعليم للتعامل مع فيروس كورونا، وتوفير كل الأدوية والمستلزمات الطبية فى المستشفيات وبكميات كبيرة وفى الصيدليات، بالإضافة إلى فرض الحكومة غرامة 4 آلاف جنيه ضد كل مواطن، لم يلتزم بارتداء الكمامة فى الأماكن المغلقة.

فيروس أكثر قوة

أكد الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، أنه من المتوقع أن تحدث موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، وتكون أكثر قوة مقارنة بالشهور السابقة، مبينا أنه خلال فصل الشتاء وبسبب اختلاف درجات الحرارة، يتسبب ذلك فى إضعاف مناعة الجسم، لذلك يكون من الصعب على الجسم مقاومته فى الشتاء، خاصة أن موجات الانفلونزا ستكون منتشرة أيضا.

وأشار إلى وجود 320 مستشفى منها 58 مستشفى “حميات وصدر”، بالإضافة إلى 19 مستشفى عزل تتولى استقبال المصابين فى حال حدوث موجة ثانية، بجانب مستشفيات الصدر والحميات ، موضحة أن مصر بها 600 مستشفى مستعدة لمواجهة الجائحة.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد حسن خليل، رئيس لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة، إنه من المتوقع أن تكون هناك موجة ثانية من فيروس كورونا فى مصر، لكنها لن تكون أسوأ من الأولى، وهى متوقعة بحكم أن فترة الشتاء والبرد يصاحبهما التهابات بالجهاز التنفسى، وهذا الفيروس هو أيضا التهاب بالجهاز التنفسى، وقد بدأ مبكرا فى الدول الأوروبية، نتيجة لدخول فصل الشتاء فى تلك الدول، ويرجع سبب تلك الموجة لتخفيف الإجراءات الاحترازية والقيود التى فرضتها الدول لمواجهة الفيروس فى موجته الأولى، حتى تجاوزت أعداد الإصابات فى الموجة الثانية بالدول الاوروبية عدد 60 ألف شخص يوميا، مما أدى لعودة الإغلاق مرة ثانية كمحاولة للسيطرة على الموقف.

وأضاف أن هناك بعض الدول لجأت لوضع خرائط لكل بلد، وحددت اللون الأحمر للمناطق التى يوجد بها عدد كبير من الإصابات، حيث يتم تشديد الإجراءات الاحترازية فيها، واللون الأصفر للمناطق الأقل إصابة، والأخضر للمناطق الآمنة، وتلك الطريقة تساهم فى الحد من انتشار الفيروس، وتوعية المواطنين.

وأشار إلى أن وزارة الصحة حذرت من موجة ثانية، وهو ما تدل عليه الأرقام التى زادت معدلاتها فى الأيام الماضية، ومما ساعد على زيادتها أيضا فصل الشتاء، ودخول المدارس، وتخفيف القيود، مؤكدا على التشديد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، لأن تخفيفها سيساعد على انتشار الفيروس.

دراسة

كما كشفت دراسة حديثة عن وجود أعراض مخيفة وجديدة للفيروس، التى يمكن أن تكون أولى علامات الإصابة بفيروس كورونا المستجد فى موجته الثانية، واستعرض القائمون على الدراسة من جامعة برشلونة، مجموعة واسعة من الدراسات والتقارير حول كورونا وتأثيراته على المرضى والأعضاء الرئيسية فى الجسم، واكتشفوا أن أغلب الأبحاث ركزت على كيفية تأثير الفيروس على الرئتين والقلب والكليتين، فإن الأدلة الجديدة تظهر أن فيروس كورونا يسبب أيضا حالات عصبية مثل “ضباب الدماغ والهذيان” ، حتى فى مراحلة الأولى عندما يكون مصحوبا بحمى شديدة.

وقال الباحثون إن الهذيان هو حالة من الارتباك يشعر فيها الشخص بانفصال عن الواقع وكأنه يحلم، ونحن بحاجة إلى أن نكون فى حالة تأهب خاصة فى ظل حالة وبائية مثل هذه ، لأن الفرد الذى تظهر عليه علامات معينة من الارتباك قد يكون مؤشرا على الإصابة بالفيروس التاجى.

وتلقى الدراسة الضوء على الأسباب المؤدية إلى قدرة فيروس “كورونا” على إحداث مثل هذا التأثير العصبى القوى، وتشير الفرضيات الرئيسية إلى 3 أسباب محتملة، هى نقص الاكسجين العصبى، وإلتهاب أنسجة المخ بسبب السيتوكين، وحقيقة أن الفيروس لديه القدرة على عبور الحاجز الدموى الدماغى لكى يغزو الدماغ بشكل مباشر.

 

 

التعليقات متوقفه