إقبال بركة تكتب:محمد والمسيح معا على الطريق«2»- خالد محمد خالد

436

شكشكة
محمد والمسيح معا على الطريق«2»- خالد محمد خالد

إقبال بركة

في كتابه «محمد والمسيح معا على الطريق»، يقول خالد محمد خالد إن كلا من عيسى ومحمد قد وجه دعوته للإنسان «الإنسان الذى لا حول له من مال، او جاه او منصب، المستضعف، الذي يتخذ ظهره مرعى لسياط الطغاة». يقول محمد «صلى الله عليه وسلم »: «اللهم احينى مسكينا و أمتنى مسكينا و احشرنى فى زمرة المساكين»، ويرفض محمد «صلى الله عليه وسلم» أن يميز أشراف القوم بمجلس خاص بعيدا عن الفقراء، كذلك يهاجم المسيح عليه السلام الأغنياء الذين يستمرئون عرق الكادحين وحقوق العاملين، ويصفهم بـ«الذين يأكلون بيوت الأرامل، و لعلة يطيلون الصلاة»، و«الذين يظلمون الفعلية «العمال»، والحصادين، بينما صياحهم قد وصل إلى رب الجنود». ومن أقواله المشهورة «ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه».
كذلك يدعو الرسولان إلى التسامح والغفران، يسأل بطرس: كم مرة يخطىء إلى أخى وأسامحه؟، فيجيبه السيد المسيح «لا أقول لك الى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة». وينصح أتباعه: «اغفروا إن كان لكم على أحد شئ ، لكى يغفر لكم أبوكم الذى فى السموات».
كذلك عندما يستأذن صحابى سيدنا محمد فى طرد رجل منافق يتظاهر بالإسلام ويخفى فى نفسه شرا، يسأله الرسول «هل شققت عن قلبه؟». وعندما يرغب أتباع المسيح فى رجم غانية يقول لهم عيسي «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر»، ويقول محمد «كل بنى آدم خطاء”».
ويحتفي الإسلام بالنقد الذاتي في سورة «عبس»، عندما لم يلتفت الرسول بحسن نية، إلى الأعمى الذى جاءه يسعى، فنزلت الآية الكريمة «عبس وتولى…. الخ» ويقوم المسيح بغسل أقدام تلامذته ثم يجففها بالمنشفة.
ويتفق الرسولان انه لا وصاية على ضمير الإنسان. يقول عيسى ابحثوا عن الحق» و«اقرعوا يفتح لكم» وفى القرآن الكريم «سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق».
وتتكرر دعوة كل من عيسى ومحمد للحب، فيقول المسيح «الله محبة» ويقول محمد «افضل الأعمال، الحب فى الله». وينصح المسيح أتباعه: «أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، ويطردونكم»، ويقول بعد أن كاد له اعداؤه «اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ما يفعلون». كذلك عندما يقسو أهل الطائف على الرسول ويقذفوه بالحجارة يقول «اللهم اغفر لقومى فهم لا يعلمون».
وفي الدعوة للسلام يقول المسيح «طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض»، وفى القرآن الكريم «لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى».
كذلك يمتدح الرسولان العمل الجيد فيقول المسيح كل من أعطى كثيرا.. يطلب منه الكثير ويقول محمد صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا ان يتقنه».
والهدف الأساسى لكتاب خالد محمد خالد الذى سبق به الكثيرين يلخصه قول الرسول: «الأنبياء إخوة، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد». وتأكده الآية الكريمة: «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى اوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ان أقيموا الدين ولا تتفقوا فيه» وكلاهما يفصل بين الدين والسياسة، أي بين السلطة الزمنية والسلطة الدينية، فيقول عيسى لأتباعه «إعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله».
وكتاب “محمد والمسيح يذخر بعشرات الأمثلة التى يسوقها الكاتب ليثبت نظريته بأن الدين لله وانه نزل ليهدى البشر إلى سعادتهم، وإن الأنبياء إخوة أمهاتهم شتى ودينهم واحد.

التعليقات متوقفه