ماجدة موريس تكتب:عيون بصيرة

837

عيون بصيرة

*بقلم ماجدة موريس

اقترب الصغير من قفص تعلو فيه اصوات زقزقة العصافير وضحك قائلا :صباح الخير يا عصافيري،،انا ضعيف البصر ممكن  تقربوا مني ،وقبل ان تتوقف انت -المشاهد-امام هذه البراءة المغلفة بصراحة موجعة،ينتقل بك الفيلم بسرعة الي شاب ،هو حسين محمد،  الاخ الاكبر لاخوته السبعة ،الذين ولدوا ضعاف البصر،باستثناء واحد،وعانوا كثيرا لكي يستمروا في حياة  تأخذ الكثير من أمثالهم بسبب (الامراض الوراثية ) كما حدث معهم،،(انا كنت من الساكتين في الفصل،مش شايف السبورة )وبعد ٢٤سنة عرفت لما الدكتور قال ده من زواج الاقارب عرفت ان اخواتي زييي )وفي دقائق قليلة ،يأخذك مخرج الفيلم (مهند دياب )الي هذا العالم بكل ما فيه من خلال أسرة حسين، وشقيقه عمر الذي قال عنه. أنه أسطورة ،،ولم لا وقد عافر عاهته منذ ذهب للمدرسة في القرية،وعرف وهو في ثانية اعدادي انه مريض وراثيا ،وتحمل شكوكا مدرسية في ادعائه العمي،،و قاوم ليصير مدرسا ،وليحمل امنياته بين ضلوعه في ان يحصل علي الماچستير والدكتوراه ويعمل في الجامعة،(من المؤكد ان سيرة العظيم طه حسين الهمته كثيرا)      اما الصغير معاذ الذي يحادث العصافير، فلديه ضمور في العصب يجعله لا يري،وانما يشعر بكل شئ،ويغرد مثل العصافير ضاحكا في وجه الام التي يملأ حياتها وتراه اجمل ما فيها،وينعطف بنا الفيلم الي مؤسسة اهلية هي (بصيرة) تعمل علي دعم مصابي البصر الذين ترفضهم اغلب مدارسنا،والتي تسعي من خلال مؤسسة هولندية للاستفادة من منتج علمي جديد لهذه الحالات ،(،عيون بصيرة )،هو الفيلم الذي حصل علي الجائزة الاولي لمهرجان يوسف شاهين للسينما التسجيلية والقصيرة مساء الخميس الماضي ،وفي الدورة الحادية عشرة للمهرجان الذي يقيمه حزب التجمع ،(وهو الحزب الوحيد بالمناسبة الذي يقدر اهمية دور الثقافة والفن منذ بدايته للان). ولهذا ساهم مهرجانه في دعم صناعة السينما التسجيلية والقصيرة في مصر والاجيال الجديدة التي تصنعها

الجمهور اتحد مع النقاد

في هذه الدورة التي رأس لجنة تحكيمها فنان التصوير السينمائي الكبير رمسيس مرزوق ،اعلن مدير المهرجان المخرج طوني نبيه ،ان نفس الفيلم حصل علي جائزة الجمهور ايضا،وهذا أمر شديد الاهمية في ان يتفق الجمهور مع لجنة التحكيم علي نفس العمل ، وان يكون العمل نفسه من الجاذبية والقدرة علي توصيل رسالته ببراعة وفن وهذا ما يحسب لمخرجه مهند دياب ولمنتجه ،وهو المفاجأة هنا،لانها وزارة التضامن الاجتماعي التي انتجت علي مدي اربعة سنوات خمسين فيلما تسجيليا وقصيرا حول احوال الناس في مصر ،وكيف من الممكن مساعدتهم ،او تقديم همومهم،او حتي الاشارة اليهم كبشر يسعون الي تحسين حياتهم برغم تواضع امكانياتهم الشديدة ،واتذكر من هذه الافلام فيلم (مستورة)، و(حياة كريمة )و(ست الحبايب )عن بعض الامهات اللواتي حصلن علي جوائز في عيد الام بناء علي ترشيحات ابنائهن ،ومن الجدير بالذكر هنا. ان  نفس الوزارة-المنتج حصلت في نفس الدورة  علي جائزة السيناريو ايضا عن فيلم ثاني بعنوان (ديارنا الفيوم )الذي يحكي قصة سيدتين من قرية تونس اصبحتا من علاماتها في مجال الصناعات والحرف اليدوية كالخزف والخوص ،اننا هنا امام تجربة حقيقية تعني امرين مهمين:الاول هو ايمان حقيقي بالفن ودوره وتأثيره الايجابي وهو مابدأته غادة والي،وزيرة التضامن السابقة التي تعمل الان مسئولة  بالامم المتحدة، ثم الوزيرة الحالية نيڤين القباج التي سارت علي نفس النهج في تبني لغة التعبير بالفن ودعم وحدة( التوثيق المرئي)التي يعمل من خلالها مهند دياب ومجموعته ،بدون اي تحكمات،مثل ان تظهر الوزيرة في الفيلم لتقول كلمة (علي طريقة نحن هنا )،،فالعمل وحده هو سيد الموقف،ولمحات الفرح والامل علي الوجوه المتعبة من. ابناء وبنات هذا الشعب اضافة الي معرفتنا نحن ابناء هذا الوطن بما يحدث فيه ،ولا تنشره بوسترات السوشيال ميديا هي الاهداف. المرجوة من هذه الافلام المهمة.

التعليقات متوقفه