الامانة العامة لجامعة الدول العربية تحتفل باليوم العربي لمحو الامية

508

يحتفل العالم العربي في الثامن من يناير من كل عام باليوم العربي لمحو الامية، والذي يأتي فرصة للتذكير بهذا التحدي الذي يعيق الجهود العربية نحو التقدم والتنمية ، ويسلط الضوء على أهمية توحيد الجهود العربية بهدف القضاء على الامية والدعوة الى بذل المزيد من العمل الدؤوب وتضافر كافة الجهود الوطنية والاقليمية والدولية وابتكار اساليب غير تقليدية قادرة على المواجهة الشاملة للامية .
وتعمل جامعة الدول العربية بالتعاون مع الجهات المعنية بمحو الامية وتعليم الكبار في الوطن العربي على بذل كل جهد من اجل مواجهة أحد أهم التحديات التي تواجه الدول العربية وهو القضاء على الامية ولا يمثل التحدي العمل على محو الامية الابجدية والإلمام بمبادئ القراءة والكتابة فقط، ولكن يتضمن هذا التحدي العمل على محو الامية الرقمية والثقافية وصولا إلى مجتمع المعرفة، وفي هذا الاطار اعتمدت القمة العربية المبادرة التي اطلقتها جمهورية مصر العربية خلال الدورة 25 للقمة العربية التي انعقدت في الكويت عام 2014 إعلان العقد الحالي عقداً للقضاء على الامية في جميع انحاء الوطن العربي وذلك من خلال اعتماد برنامج عمل يهدف للتخلص من هذه الظاهرة خلال عشر سنوات (2015-2024)، وعقدت الامانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع شركاءها من الدول العربية والمنظمات الاقليمية والدولية وكذلك منظمات المجتمع المدني ستة اجتماعات للجنة التنسيق العليا للعقد العربي لمحو الامية ، للعمل على وضع اهداف العقد العربي لمحو الامية موضع التنفيذ ،
يأتي الاحتفال هذا العام في ظل ازمة صحية عالمية تمثل تحدي لكل عناصر العملية التعليمية بما فيها محو الامية وتعليم الكبار ، حيث يعاني العالم منذ ما يقرب من عام من ازمة كوفيد 19 ، وهي الازمة التي داهمت العالم بأثره فهددت حياة البشر، ودمرت الاقتصاد العالمي بوجه عام، وكان لتعليم وتعلم الكبار نصيب من الاثار السلبية التي طالت التعليم بشكل عام؛ مما هدد بفقدان المهارات التي اكتسبها المتعلمون الكبار داخل الفصول والارتداد للأمية .
وأصبح لزامًا علينا أن نجد حلولاً بديلة تضمن معها استمرارية تعليم وتعلم الكبار في ظل جائحة كورونا، وخاصة مع استمرار الجائحة لفترات طويلة، فكان اللجوء لتوظيف التكنولوجيا واستخدام التعليم عن بعد، لضمان استمرارية التعليم والتعلم، مع المحافظة على التباعد الاجتماعي،
وفي هذا الاطار، ترى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن دمج التكنولوجيا بالنظام التعليمي يوفر للمتعلمين المعارف المختلفة ويؤصل ويمكن للتعلم الذاتي والبحث عن مصار المعرفة بشكل عصري متطور ينأى عن التلقين، وتتلاشى معه الحدود المكانية والزمانية للمتعلم الكبير.
وقد كانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية سباقة في الدعوة لدمج التكنولوجيا بالنظام التعليمي في مجال تعليم وتعلم الكبار حين اطلقت خلال الاجتماع السادس للجنة التنسيق العليا للعقد العربي لمحو الامية وتعليم الكبار والذي انعقد بالرياض بالمملكة العربية السعودية ، الجزء الثاني من خطة جامعة الدول العربية لمحو أمية اللاجئين والنازحين ، والتي تهدف إلى تدريب المرشدات من الكشافة والمتطوعات في أماكن اللجوء والنزوح على منهج ومنهجية المرأة والحياة بالتعاون مع الشبكة العربية لمحو الامية وتعليم الكبار، عن طريق استخدام أجهزة التابلت الرقمية، لتدريب الميسرين للبرامج التدريبية التي تهدف الى النهوض بالمرأة في معسكرات اللجوء والنزوح عن طريق تمكينها ومحو أميتها لتكون شريكاً أساسياً فاعلاً في تنمية أسرتها ومجتمعها
وفي إطار متابعة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لجهود الدول العربية لتعليم الكبار اثناء جائحة كورونا ، نظمت إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بتاريخ 25/11/2020 ندوة حوارية عبر الانترنت بعنوان “جهود الدول العربية لتعليم وتعلم الكبار في ظل جائحة كورونا (تجارب ناجحة في ضوء العقد العربي لمحو الامية 2015-2024 “، وذلك بمشاركة أعضاء لجنة التنسيق العليا للعقد العربي لمحو الامية وتعليم الكبار 2015-2024 من الجهات المعنية بمحو الامية وتعليم الكبار بالدول العربية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات المعنية والمهتمة بمحو الامية وتعليم الكبار في الوطن العربي ، ناقشت الندوة مجموعة من المحاور حول عرض وتقييم أنشطة وانجازات الدول العربية التي تحققت عن الفترة 2015 – 2020 واستعراض التجارب الناجحة التي لجأت إليها الدول العربية لمحو الامية وتعليم الكبار في ظل أزمة كورونا (التحديات والحلول)، واستثمار التكنولوجيا (التعليم عن بعد) في مجال تعليم الكبار (الفرص والتحديات)، وناقشت الندوة الدروس المستفادة التي يمكن البناء عليها مستقبلاً لمواجهة حالات الطوارئ الازمات وكان من أهم التوصيات التي صدرت عن الندوة ، إعداد خطة حول تعليم وتعلم الكبار في ظل حالات الطوارئ والأزمات، ووضع معايير عربية لتعليم وتعلم الكبار تشمل الجزء التقني.
ورغم ما تبذله الدول العربية من جهود كبيرة وما نفذته من مشروعات وبرامج وحملات وطنية طوال الفترة الماضية ، فإن الامية مازالت تمثل أحد أهم التحديات التي تواجه الوطن العربي ،
وتعمل جامعة الدول العربية بالتعاون مع الجهات المعنية بمحو الامية وتعليم الكبار في الوطن العربي على بذل كل جهد من اجل مواجهة أحد أهم التحديات التي تواجه الدول العربية وهو القضاء على الامية بكل اشكالها الابجدية والرقمية والثقافية وصولا إلى مجتمع المعرفة،
وتجدد الامانة العامة لجامعة الدول العربية دعوتها الى كافة الدول العربية والمنظمات الاقليمية والدولية للتعاون المشترك لتعزيز الجهود الرامية لمكافحة ظاهرة الامية في الوطن العربي والتي تعد العائق الاكبر امام تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة .

التعليقات متوقفه