في جيدها طوق من القرنفل لـ”د.محمد ربيع هاشم”

يسر جريدة الأهالي أن تقدم لقرائها صفحة إبداعات تواكب الحركة الأدبية المعاصرة في مصر و العالم العربي و الترجمات العالمية ..وترحب بأعمال المبدعين و المفكرين لإثراء المشهد الأدبي و الانفتاح على تجاربهم الابداعية..يشرف على الصفحة الكاتبة و الشاعرة/ أمل جمال . تستقبل الجريدة الأعمال الابداعية على الايميل التالي: Ahalylitrature@Gmail.Com

225

في جيدها طوق من القرنفل
د.محمد ربيع هاشم

في جيدِها طوقٌ
من القرنفلِ
أنغامٌ تنبعثُ من شفتيها
حين يُدغدغها نسيمُ البحيرةِ
ويتناثرُ الرذاذُ الباردُ
فيوقِظُ كلَّ النوارسِ
ويضوعُ أكثرَ
فيموجُ صانعاً تَختاً شرقياً
ثم يصّاعدُ فوق المياهِ
متشبعاً برائحةِ اللهفةِ
وظلالِ الألوانِ
ويسّاقطُ غيثاً حولنا
يُنبتُ الزرعَ والوردَ
والاخضرارُ ينبسطُ كسجادةِ مُريدٍ
تنكفيءُ تحت مسبحتهِ القرمزيةِ
وقتَ فورانِ الدهشةِ
والذهولِ
لننطقَ جميعاً في صوتٍ واحدٍ :
— الله
*****
يا عيونَها
كيف أدورُ حول أنفاسِها
ولا أُصيبُ؟
يا قلبَها
كيف أسبحُ في فضائِها
ولا أغيبُ؟
يا رُوحَها طابَ جُرحي عندها
ولا طبيبُ
يا سماءَها
يا قمرَها
يا عُذوقَ نخيلِها
وشهدَ رضابِها
إني تاركٌ ما عداها
وملتفٌ بجدائِلها
أتعلقُ
ثم أسقطُ فوق أهدابِها
في المدى المتألقِ
حتى إذا سَقَطْتُ في بحرِها
لا أغرقُ
لا أغرقُ
لا
*****
هي المركزُ
والدائرةُ
وأنا فقط عابرُ سبيلٍ
خَطَفته بهمستِها
فاستدارَ يثملُ
إني أثملُ
ولا أرى ثَمةَ طريقاً سواها
فأعودُ إليها مكتفياً
ورافعاً لجمالها أسمى الجنونِ
تدورُ تدورُ العيونُ
وهذا مُقامُكَ بين تلالِ قصرِها
ومسافةٍ إلى شفتيها
فاحكمْ كلَّ العالمِ بشِعرِكَ
وعِشقِكَ
ولا تفارقِ العرشَ الوثيرَ

التعليقات متوقفه