د. عادل وديع فلسطين يكتب :فهمي الخولي

311

شجون مصرية

د. عادل وديع فلسطين يكتب :فهمي الخولي

بعيدا عن الأضواء رجل عاشق الأضواء والمسرح الفنان المخرج الكبير فهمي الخولي. رحل مخرج مسرحي من الدرجة الأولي تتسم أعمال بالثورية والمعارضة الوطنية والقومية. لقد قدم الخولي حوالي 103 مسرحيات ما بين مسارح الدولة والقطاع الخاص وقصور الثقافة والتلفزيون, ولم ينس المسرح الجامعي والعمالي, مثل الرهائن، ولقاء واتنين تحت الأرض وشكسبير في العتبة وحمري جمري.

كان لا يحب تقديم عمل تقليدي بل أعمال تتسم بالجرأة والابهار, وهذا يتجلي في مسرحية “سالومي” حيث جسد أحداثها علي صفحة النيل ومثلت مصر في مهرجان جرش ونال عنها جائزة الدولة التشجيعية 1991, وفي هذه المسرحية خصصت تذكرة حضور بالعشاء بخمسين جنيها.

اما مسرحية (الوزير العاشق) فقد كانت ظاهرة مسرحية, يؤلفها فاروق جويدة يجسمها علي المسرح عمالقة ذلك الزمن الجميل سميحة ايوب وعبد الله غيث, وكانت المسرحية تدور حول حدث عربي فريد اثناء وجود المسلمين في الأندلس وهي قصة حب تاريخية من اشهر قصص الحب في تاريخ الشعر العربي.. غنت فيها عزة بلبع اجمل أغانيها من تلحين منير الوسيمي ورغم ان المسرحية باللغة العربية الفصيحة فقد نجحت نجاحا عظيما.

وكان فهمي الخولي يختار نصوصا لا توافق عليها الرقابة مثل: باب الفتوح, المحروسة, السبع سواقي, تاجر البندقية. وكانت فترة ادارته للمسرح الحديث تجربة غير مسبوقة في الانتاج المسرحي.

ورغم معاناة الخولي من الفشل الكلوي بكل متاعبه ومشاكله إلا أن الأمل كان يشع دائما من عينيه. .. الأمل في مشوار طويل ينتظره. ولم يعتذر عن قبول الحضور والمناقشات الفنية في الندوات وغالبا ما تكون هذه الندوات بعد جلسة غسيل كلوي.

تجربتي مع فهمي الخولي تجربة فريدة.. فرغم قصر مدتها الا انها حافلة بالابداع ولا يهم انها لم تر النور, لكن الاهم اشتراكي تأليفا معه في عمل كبير عن حرب اكتوبر, وقصة قصيرة كانت علي وشك التنفيذ.

كان قلبي معه وعليه في كل تحركاته التي كانت تهدده خلالها عدوي الكورونا مع ضعف مناعته.

التعليقات متوقفه