” المواطن” عزت العلايلي 

524

لم يكن من السهل على ممثل فى بداياته ان يدقق فى اختيار أدواره على الرغم أنه فى حاجة الى الانتشار، الطبيب الشاب الذى طل على جمهور شاشة السينما فى فيلم ” رسالة من امراة مجهولة” امام لبني عبد العزيز وفريد الأطرش محاولا انقاذ ابنهما، هو نفسه الوجه الذى اعتمد عليه يوسف شاهين فى احد أصعب أفلامه ” الاختيار ” امام سعاد حسني، رغم انه كان مرشحا لاخراج الفيلم لا بطولته، الرجل الساكن فى وقت ما بحي ” بركة الفيل” قرب السيدة زينب، حتى كان عام 1969 نقلة فى حياته.

عزت العلايلي الوجه المصري الأصيل، وجها غير عابر فى السينما المصرية، رغم الكثير من الكتابات التى أكدت أهميته كفنان، لكنه الى جانب ذلك مثل فترة فنية مهمة فى تاريخ السينما المصرية، كما انه عبر عن جيل كامل أخلص للشاشة الفضية وأخلص لما آمن به، خلال مسيرة فنية طويلة بدأت منذ ستينيات القرن الماضي.

رصيد عزت العلايلي الفني يصل الى 200 عمل فني ما بين فيلم ومسلسل ومسرح، وتم اختيار 10 من أفلامه ضمن قائمة افضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، منها ” بين القصرين، قنديل أم هاشم، الارض، الاختيار، زائر الفجر، على من نطلق الرصاص، السقا مات، اسكندرية ليه، أهل القمة، الطوق والاسورة” .

كتب سمير الجميل فى كتابه ” المواطن” عن الفنان الراحل عزت العلايلي والذى صدر خلال مهرجان الاسكندرية السينمائى، وهو الكتاب الذى رصد بعض المواقف الانسانية فى حياة الفنان الراحل، معتمدا على اسم الفيلم الذى قدم خلاله أحد أهم أدواره ” عبد الموجود” الفلاح المنكسر المغلوب على أمره، وقال السيناريست سمير الجمل إن العلايلي كان فخورا بلقب المواطن، الذى اطلق عليه وأنه كان يري ارتباط اعماله الفنية بالوطن أمرا رائعا، وانه اعتمد خلال مشواره الفني الكبير على ادائه لا شكله أو علاقاته، وانه قدم ادوارا مهمة فى السينما منها التوت والنبوت والمجهول والاختيار والسقا مات وكلها من علامات السينما، وانه كان متسقا مع مبادئه ولم يقدم ما هو دون المستوي لأي سبب من الأسباب.

فيما اعتبر الفنان سامح الصريطي أن افتقاد عزت العلايلي خسارة كبيرة للفن وللفنانين، وأنه كان شخصا عزيزا وفنانا كبيرا.فيما نعاه الفنان نبيل الحلفاوي والذى شاركه عملا سينمائيا مهما هو ” الطريق الى ايلات”  قال :”غيابه صادما وله تاريخ حافل بدأ بالكفاح وتكلل بالنجاح”

عزت العلايلي خلال مشاهده فى فيلم ” المواطن مصري” خاصة مشهد النهاية الذى قال عنه الناقد الفني محمود عبد الشكور إنه كان من ابدع المشاهد واصفا الدور ” احد افضل ادواره” وأنه قد يكون أصعب من دور عبد الهادي فى رائعة ” شاهين ” الأرض، فشخصية عبد الموجود فى ” المواطن مصري” هى نقيض لشخصية عبد الهادي،  عنوان التمرد، والذى كان يري أبو سويلم فى شبابه، وأضاف” عبد الشكور” لا مثيل لمشاعر الضعف والانسحاق والهوان التي جسدها عزت العلايلي من خلال مأساة عبد الموجود فى ” المواطن مصري” .

يذكر ان علاقة عزت العلايلي بالمخرج يوسف شاهين بدات خلال أول مقابلة كما روي هو سابقا وكان بسبب فيلم ” الأرض” حين قال ” فيه واحد جه قالي يوسف شاهين عاوزك، وانا فكرتي عنه انه تنك”، وذهب اليه بعدها بيوم شقته مؤكدا” حضر نفسك للتصوير معايا واتفقت معه دون قراءة السيناريو.”

بطل السطور السابقة عانى فى وقت ما بسبب احد المسشاهد فى فيلم ” الأرض” بسبب مشهد سقوط ” الساقية وانقاذ الجاموسة من السقوط” وكان التصوير كما روي من قبل فى البرامج فى شهر طوبة والمكان ممتلىء بالديدان.

ولد عزت العلايلي 15 سبتمبر 1934 فى حى باب الشعرية احد احياء القاهرة القديمة، وقد تحمل مسئولية اخوته الصغار بعد وفاة والده بعد تخرجه من معهد الفنون المسرحية ووضع حلمه فى التمثيل على الشماعة مؤقتا حتى جاءته الفرص للنجومية ووضع اسمه فى صفوف  الفن الجميل

اختيارات عزت العلايلي لأعماله التي عاشت وضعته فى مصاف الفنان الذى يحترم عقل المشاهد ويحترم نفسه، حتى استطاع بطل ” الأرض” أن يجعل المشاهد يألف ملامحه المصرية ويشعر بانتمائه لأي مواطن مصري فى الحارة أو الشارع أو القرية أو المدينة، كما أنه كان له تواجد عربي فى الافلام العربية وشارك فى أفلام مثل” بيروت ويا بيروت” و” طاجونة السيد فايبر”، ” ذئاب لا تأكل اللحم”.

رحل تلميذ مدرسة ” محرم بك الابتدائية” ومدرسة “قذلار الابتدائية ” بباب الشعرية،  رحل عبد الموجود المواطن وعبد الهادي المتمرد فى قرية ” رملة الأنجب” وذهب ليقابل نفسه فى نهاية الرحلة كما تنبأ فى فيلمه الرائع ” الاختيار”.

 

التعليقات متوقفه