في مناظرة هي الأولي من نوعها «مرشحا رئاسة التجمع» علي طاولة واحدة

55

حسين عبدالرازق: لا أعتبر الانتخابات منافسة لأن گلينا يقدم رؤية الحزب

السيد عبدالعال: التحدي الأول إعادة اعتبار إمكانية الانتقال الديمقراطي للسلطة وتكوين جبهة يسارية قوية

متابعة: نسمة تليمة

< < لأول مرة في تاريخ حزب التجمع انطلقت الأحد الماضي مناظرة بين مرشحي الحزب علي كرسي رئاسة الحزب وهما سيد عبد العال امين العام الحالي للحزب وحسين عبد الرازق عضو مجلس رئاسة الحزب وهي المناظرة التي قدمها ووضع برنامجها القائد التجمعي محمود حامد وأدارها د.جودة عبد الخالق عضو المكتب السياسي وحضرها عدد كبير من الصحفيين واعضاء الحزب.. وفي البداية طلب د.جودة من الحضور الوقوف دقيقة تحية وتكريما لأرواح شهداء مصر وبدأ بعدها كلمته مؤكدا أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي الحالي الذي تعيشه مصر يحتاج إلي وجود حزب قوي يرعي مصالح الوطن ويقدم بدائل جيدة للمواطن واشاد بفكرة المناظرة وطالب القوي السياسية بالتعلم من فكرتها < <

أكد د. جودة عبد الخالق عضو المكتب السياسي لحزب التجمع أن الايديولوجية التي يتبعها النظام الحالي وتندرج تحت اسم الدين لا تختلف كثيرا عن ايدلوجية الحزب الوطني المنحل وهو ما يؤكد أن الواقع الاجتماعي والاقتصادي الحالي يصرخ مناديا إلي حزب يرعي مصالح المواطنين، وقال جودة أنه من هذا المنطلق نستشعر أهمية اللحظة وأهمية أن يستمر الحزب وينطلق إلي الإمام بجانب القوي الفقيرة والمهمشة، وإن يخضع التجمع من حيث التنظيم والقيادة لمواجهة هذا التحدي، وانتقل جودة لأهمية المناظرة التي تعد الأولي في الحزب وأيضا الأولي علي مستوي الاحزاب المصرية وطالب هذه الاحزاب بالتعلم من هذه المبادرة المهمة.

وأشاد بالتنظيم والإعداد الجيد للمناظرة وإنه سعيد لوجوده بجوار اثنين من مرشحي التجمع، ووضع جودة خطة لإدارة المناظرة أفاض خلالها بمجموعة من التساؤلات فيما يخص نجاح أحد المرشحين وحالة فوزه بمنصب رئيس حزب التجمع وخطته القادمة، حيث اعتبر التجمع أسرة ممتدة لليسار المصري، أيضا تطرق إلي التحالفات مع القوي الليبرالية وتغيير الصورة الذهنية للتجمع في نظر الشارع والتي ساءت الفترة الماضية، أيضا كيف سيواجه أي من المرشحين الأزمة المالية التي يعاني منها الحزب.

ثم اعطي د.جودة في البداية دقائق لكل مرشح للتعريف بنفسه وببرنامجه المقدم للترشح علي رئاسة الحزب حيث قدم حسين عبد الرازق نفسه وسبق ذلك بتأكيده انه يعتبرها معركة تنافس بينه وبين سيد عبد العال وإنما هي اختيار بين رؤيتين ومنهجين لإدارة الحزب في السنوات الأربع القادمة، وتحدث عن بداية حياته الصحفية في أخبار اليوم عام 1961 محررا للشئون الافريقية وانتقل فيما بعد لجريدة الجمهورية وبجانب عمله الصحفي تحدث عن عمله السياسي كأحد مؤسسي حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي واختير عضوا في اول سكرتارية مؤقتة للحزب عام 1976 والتي ضمت 40 عضوا وعهد إليه بمسئولية تأسيس الحزب بالقاهرة بالمشاركة مع القائد العمالي عبد الصبور عبد المنعم، واصبح اول امينا للحزب في القاهرة عقب انعقاد هيئته التأسيسية أولي، وفي فبراير 1978 اصبح سكرتيرا لتحرير الأهالي “اصدار اول ” وكان خالد محيي الدين رئيسا للتحرير ومجلس ادارة وفي المؤتمر الثالث للحزب كان مقررا للجنة السياسية وفي المؤتمر الرابع 1998انتخب امينا مساعدا للشئون السياسية وانتخب امينا عاما للحزب في المؤتمر الخامس ديسمبر 2003 وخرج من التشكيلات القيادية للحزب في المؤتمر السادس مارس 2008

أما سيد عبد العال ففي البداية أشار إلي أنه بلغ من العمر 60 عاما وشهرين، قضي معظمها بداخل حزب ”التجمع”، وحينما تقدم هو وكثيرون لعضوية الحزب، لم يكونوا يعلمون حينها من هم قيادات الحزب سوي من خلال الجرائد ومقالاتهم بها، وعلي رأسهم خالد محيي الدين.

تجربة مزدوجة

وتابع: ”صارت الأمور داخل الحزب بالنسبة لي تجربة مزدوجة، فتعلمت بمدرسة كان طابعها وفديا، كيف تصبح مناضلا، وتحفظ صلتك مع الجمهور، الذي تدافع عنه، ومدرسة فكرية سياسية أخري، وهي حزب ”التجمع” ذات الطابع الاشتراكي الفكر، الذي يتمتع بمرونة التوافق مع الآخرين”.

وعن سيرته الشخصية قال إنه باحث اقتصادي في التجارة الخارجية، وأكد أن فكره اقتصادي من الدرجه الأولي أكثر من أن يكون سياسيا، وانه خرج من اتحاد الشباب التقدمي الجناح الشبابي للحزب الذي انشئ بعد انشاء الحزب بفترة بسيطة وانه يتذكر مواقف مهمة للاتحاد منها بعد اتفاقية كامب ديفيد اصدر الاتحاد بالتعاون مع شباب الحزب الناصري الذي كان يمثلهم وقتها د.فرج فودة وشباب احزاب وحركات اخري بيانا اتهم السادات بالعمالة وتم توزيعه في الجامعات المختلفة وقتها بعد طبعه في مطابع سرية لم يعلم بها احد بجانب مشاركة الاتحاد في معارك مختلفة للحزب.

مواجهة الكارثة

وبعد ان قدم كلا المرشحين نفسيهما بدأ إلقاء د.جودة للتساؤلات حول رؤيتهما للقضايا المختلفة الحالية علي الساحة والمطلوب من حزب التجمع في هذه الفترة العصيبة وبدأ الحديث حسين عبد الرازق مؤكدا ان المطلوب من كل القوي اليسارية والليبرالية والقومية الموجودة مواجهة الكارثة التي حاقت بالوطن نتيجة تولي جماعة الإخوان المسلمين السلطة واندفاعهم لأخونة المجتمع وعدد عبد الرازق عددا من التحديات خلال المرحلة اولها التحدي الأمني وإنه رغم عودة الشرطة بشكل او بآخر إلا إنها عادت بنفس العقيدة القديمة وهي حماية الحاكم وليس حماية الوطن او المواطن وبالتالي نواجه حاليا غيابا امنيا اما التحدي الثاني فهو ضرورة اسقاط الدستور الإخواني السلفي الصادر في 22ديسمبر 2012 والعمل علي تشكيل جمعية تأسيسية جديدة تضم كل القوي السياسية تتولي صياغة الدستور ايضا النضال من اجل اسقاط ترسانه القوانين المقيدة للحريات منها قانون التجمهر والمظاهرات والجمعيات والإرهاب ايضا ضرورة اصدار قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية كما توجد قضية اخري تتعلق بانسحاب الدولة من التنمية والاستثمار وتبني روشتة صندوق النقد والبنك الدوليين والاندفاع لبيع وتصفية القطاع العام تحت اسم الخصخصة والرهان علي القطاع الخاص المحلي والأجنبي وآليات السوق الرأسمالي، وهو ما أدي الي الفقر والبطالة ومازالت هذه السياسات مطبقة حتي الآن وأهمية عودة مصر لدورها القيادي في المنطقة والعالم.

اما التحديات من وجهة نظر المرشح الآخر سيد عبدالعال فجاءت باعادة اعتبار امكانية انتقال الديمقراطي للسلطة وهناك محاولات قوية ضد هذه الفكرة واصبحنا امام سلطة استبدادية اشبه بسلطة مبارك ايضا الحفاظ علي سلمية الثورة والضغط علي السلطة الحالية، أما التحدي الأخطر وأهم في تلك المرحلة الحرجة من وجهة نظر عبد العال فهو تكوين جبهة يسارية ديمقراطية لممارسة اوسع ضغط شعبي ممكن علي السلطة الحالية وانتقل عبد العال للاجابة علي السؤال التالي الذي طرحه د.جودة عبد الخالق عن اليسار المصري مكونا من التجمع وبعض القوي اليسارية اخري وكيف يمكن ان تقوم بدورها في الدفاع عن حقوق الشعب المصري في ضوء حالة التشرذم الحالية.

رد عبد العال علي السؤال مؤكدا ان اليسار المصري منذ بدية اربعينيات القرن الماضي حمل لواءي هموم واهتمامات المواطن المصري وكان لدية البرنامج ومازال ولكن اللغز في اجابة هل البرنامج كاف لجذب جماهير للحزب ام لا وقال انه في الفترة الماضية شهدت فجوة بين البرنامج والممارسات الحزبية في الشارع المصري والحل من وجهة نظره في تقديم رؤي مكملة يراها المواطن ويقرأها فقط في برنامج الحزب.

تراجع التنمية

اما عبد الرازق فرأي في رده علي السؤال ان ازمة ناتجة من تراجع التنمية والفقر وكل القوي الموجودة تطرح الحل في العدالة اجتماعية ولكنه يري مشهدا مختلفا للعدالة اجتماعية والتفسير يختلف من قوي إلي أخري ومن وجهة نظره الخاصة النابعة من وجهة نظر الحزب اكد عبد الرازق ان العدالة اجتماعية لن تتحقق بالمعني الصحيح أو من خلال مجتمع اشتراكي ولا يمكن تحقيقها بضربة واحدة ولكنها تحتاج الي فترة انتقالية والحزب يطرح فكرة التنمية المستقلة المعتمدة علي الذات وهذا لن يتم إلا بتغيير سياسي ووجود سلطة تحمل هذه الرؤية.

واضاف عبد الرازق ان حزب التجمع حزب عريق له تاريخ من العمل المشترك مع قوي اليسار وكل قوي المعارضة ولكنه يواجه لأول مرة منذ مارس 2011 انشقاق داخل الحزب وهذا ما أدي لتشكيل البعض حزب التحالف الشعبي مع اخرين ومن هنا دعا عبد الرزق لوحدة اليسار المصري وطالب الأحزاب والقوي اليسارية بالعمل المشترك والتنسيق واعطاء أولوية في العمل الجبهوي للتحالف الديمقراطي الثوري.

فيما اعتبر سيد عبد العال ان هناك تجارب متعددة للحزب مع اليسار المصري وصفها بالفاشلة وبرر ذلك بان هذه التحالفات كانت تتم تحت ضغط اهمية التوحد فقط وعول علي اهمية الشق السياسي في هذا التوحد واشار عبد العال الي اكتساح القوي الليبرالية للساحة السياسية الحالية بسبب لحقها بالسلطة وهذا يتطلب من قوي اليسار المصري النظر وتأمل المشهد خاصة وان حدها الأدني هو الحد الأقصي للقوي الليبرالية وهو اقتسام السلطة واشار الي جبهة انقاذ الوطني التي تاسست بمناسبة الإعلان الدستوري للرئاسة وهي حتي ان مازالت غير حريصة علي تجسيد برنامجها الليبرالي.. وهنا اشار عبد الرازق الي الحاجة الي برنامج عمل للمرحلة القادمة وعودة الحزب لقيادة الشارع المصري كما كان خاصة وان هناك احزابا لم تمارس العمل السياسي وقياداتها ايضا يتزعمون المشهد.

التجمع في الشارع

وهنا انتقل د.جودة لسؤال مهم عن الصورة العامة لحزب التجمع في الشارع المصري ان نتيجة لبعض الأخطاء خلال السنوات الماضية وكيف يمكن تحسين هذه الصورة.

ورد سيد عبد العال في البداية مؤكدا ان برنامج الحزب يحتاج إلي إعادة صياغة وتقديم حلول مباشرة للمواطن خاصة في ظل مايحدث من سياسات سيئة سواء كانت اقتصادية او اجتماعية من قبل السلطة كما طالب عبد العال بحماية المزارع الصغير وحقوقه والحاجة الي التفكير فيما يخص البحث العلمي كل ذلك يحتاجه برنامج الحزب اما عن الصورة الذهنية السيئة للحزب فقال عبد العال ان الحزب لم يتوقف عن الدفاع عن حقوق الوطن والمواطن سواء كانت المرأة او الرجل ولكن ربما صوتنا لم يصل بشكل كاف وتبقي في وجهة نظره اهمية الملكة الحزبية متمثلة في الهيئات القيادية للحزب والتي تعطلت خلال الدورة السابقة وطالب بتغيير الملكة التنظيمية التي عملت علي اختفاء الصورة الذهنية للحزب وهاجم عبد العال القيادة الحزبية التي تحولت كما يري لموقف نخبوي فوقي ونفي أن يكون الخط السياسي او الصورة الإعلامية هي السبب انما الملكية السياسية.

وفي اجابته رأي حسين عبد الرازق ان الحزب منذ تأسيسه تعرض لحملات ضارية وتشويه متعمد منذ ايام السادات واتهام قياداته بالكفر والإلحاد ورأي ان افضل رد علي هذه الحملات ليس تبني موقف الإسلام السياسي انما نهج المبدأ الوطني للتجمع “الدين لله والوطن للجميع ” وان التجربة العملية ترد علي هذا الكلام في كثير من المواقف منها موقف نجاح ابو العز الحريري في السابق في دائرة وزير الداخلية بعد اتهامات شبيهة بذلك قبلها بايام وقت وجوده بالتجمع.

الحزب والشباب

اما الحديث عن الشباب ودورهم في الحزب والقيادات الشبابية القادمة فاخذ وقتا كبيرا من المناظرة وقال حسين عبد الرازق ان التجمع اول حزب انشأ جناحا شبابيا في اتحاد الشباب التقدمي والذي خرج منه امين العام الحالي سيد عبد العال والمرشح علي منصب الرئاسة ولكن السنوات السابقة شهدت مشادات بين اتحاد والقيادة ولم يكونوا علي وفاق واكد ان هذا الوضع يجب ان ينتهي المرحلة القادمة والحزب يرحب باتحاد ويوفر له كل امكانيات كما اشاد عبد الرازق باعضاء اتحاد الشباب التقدمي وانهم كان اوفق من القيادة في تبني وجهة نظر مساندة لثورة 25يناير 2011 وكانوا احد الداعين لها واضاف انه اعلن ان موقفه الشخصي لم يكن داعما لها لكن راي الشباب كان اصح.. واكد ان معظم اسماء المرشحين في المناصب الاخري شباب.

بينما اكد سيد عبد العال انه خلال الفترة الماضية استطاع الحزب فتح مجال اكبر للشباب في العمل اما بشأن الترشيحات فاكد انه تقدم بطلب لوقف المادة 70 من اللائحة الخاصة بمنع ترشح الشباب لبعض المناصب القيادية وقال اننا نريد الفئة المميزة التي ظهرت بعد الثورة فهم امل الغد ولهم رؤية مختلفة تحترم وانه من الضروري المرحلة القادمة اعادة اهتمام بالشباب الجامعي والعمل الحزبي داخل الجامعة لفتح مجال اكبر للشباب.

بعد ذلك فتح باب التساؤلات للمرشحين الحزبيين والقي د.جودة بعض الاسئلة التي ارسلها الحضور منها مايتعلق بجريدة «الأهالي» وتطويرها ومنها ما يتعلق بموقف الحزب من الوضع السياسي الراهن ايضا ان المرشحين من الجيل الأول للتجمع في حين لم يترشح احد من الجيل الثاني او الثالث والسبب في ذلك ايضا وجود كيان شبابي اخر مواز لاتحاد الشباب التقدمي.

في البداية اكد حسين عبد الرازق ان المتوسط العمري للقيادة المركزية سيكون اقل من الدورة السابقة وان فرص نجاح المرشحين الشباب علي المناصب الأخري تعدو كبيرة وانه يقدر اتحاد الشباب التقدمي ويعتبره الجناح الشبابي الوحيد للحزب وهاجم عبد الرازق جناح اتحاد الشباب الاشتراكي الذي انشأه بعض شباب التجمع وقال انهم يصدرون بيانات مهاجمة لقيادات الحزب فيما نفي عبد العال في رده قراءته لاي بيانات من اشتراكي تهاجم قيادات الحزب وانه كان هناك شيء مماثل لكنه في سياق اخر واكد دعمه في تجمع شبابي تكون من اعضاء بالتجمع وقال انه ميزة للمسألة العمرية في القيادة ولكن الميزة هي للفاعلية فقط وطالب بتغيير لائحة اتحاد الشباب التقدمي جعله مستقلا وقال ان الاتحاد عجز عن القيام بمهمته خلال الفترة السابقة وكان دون رؤية واضحة.

وفيما يخص برنامج العمل للحزب قال عبد الرازق انه يحق له وضع البرنامج انما المؤتمر هو الذي سيقرر ذلك واتفق معه عبد العال اما عن جريدة «الأهالي» وكانت ختام المناظرة فرفض عبد الرازق مقولة انهيار «الأهالي» وقال ان الجريدة فقط تواجه مشكلة مادية منذ اكثر من 10سنوات وان هناك عوامل خارجية تسببت في ذلك وان هناك رؤية للتطوير ننتظر عودة رئيس مجلس ادارة الحزب لتطبيقها ولم تأت فرصة لمناقشتها وتنفيذها بعد. فيما هاجم عبد العال الجريدة واعتبر ان المشكلة ليست فقط مادية وان تطوير «الأهالي» يحتاج إلي اعادة هيكلة وجراة من مجلس التحرير وان احضار الاموال للانفاق علي الجريدة فقط هو بمثابة دخولها في نفق مظلم.

تابع ايضاً:

بالفيديو: مناظرة بين المرشحين لرئاسة حزب التجمع 

التعليقات متوقفه