“أقاوم مدناً محتلة بالغياب” لــ”منعم الفقير”
يسر جريدة الأهالي أن تقدم لقرائها صفحة إبداعات تواكب الحركة الأدبية المعاصرة في مصر و العالم العربي و الترجمات العالمية ..وترحب بأعمال المبدعين و المفكرين لإثراء المشهد الأدبي و الانفتاح على تجاربهم الابداعية..يشرف على الصفحة الكاتبة و الشاعرة/ أمل جمال . تستقبل الجريدة الأعمال الابداعية على الايميل التالي: Ahalylitrature@Gmail.Com
أقاوم مدناً محتلة بالغياب
منعم الفقير
لا مدينة تصنع من حلم
ولا حلم يقوم من مدينةأصنعُ مدناً
وأتوهم لها سكاناًأصنعُ شوارع
وأتصنعُ لها مارةأصنعُ زحاماً
وأتصنعُ التذمر منهاأصنعُ أرضاً
ثم
أسحبها في غفلة
من تحت من الأقدامأصنعُ كراهية
وأتصنعُ الحب
أصنعُ أحزاناً
ثم
أدعي الفرحأصنعُ موتاً
ثم
أتنكرُ له بالحياةأصنعُ روحاً
لأتمرد عليها بالجسدأصنعُ ذنوباً
ثم
أتصنعُ المغفرةأصنعُ شمساً
وأحتج عليها بالظلأمنيات أخيرة
سأصير هواءً كيلا يراني أحد
آه
لو كنتِ شجرة
كلماتكِ الأوراق
يداكِ الأغصان
مرفوعة أبداً
كم تمنيتُ أن أكون سماءً
كيلا تتشرد النجومالسماء ليست لنا
إنها للنجوموتمنيتُ أن أكون صخرة
ليتحطم عليها الهواءكم تمنيتُ أن يعثر عليّ الليل
وأنا متلبس بماء البحرحين أكون بحراً
سأحرق القفطان الأزرقكم تمنيتُ أن أكون محيطاً
لأطوق وإلى الأبد الأرض
بذراعيّكم تمنيتُ أن يكون للأرض قدمان
لأحثها على السير
وتمنيتُ للأرض فماً لتصرخأيتها الصرخة
أين فمككم تمنيتُ أن أكون فرحاً
كي يعرفني الجميع
لو كنتُ حزناً لانتحرتُكم تمنيتُ أن أكون أملاً
كي أسكن الجميع
لو كنتُ يأساً
لما عرفت أحداً سوايكم تمنيتُ أن أكون خوفاً
لأسكن الخونةوتمنيتُ أن أكون ضحي
لتسكع الكونلو كنتُ شمساً
لأمضيت الوقت في الزنازينكم تمنيتُ أن أرى الليل
يعانق النهاروتمنيتُ أن أكون مرآة
لأقول ما أراهلو كنتُ مرآة
لتشمتُ بوجه القتلةكم تمنيتُ أن أكون إلهاً
لأصنع منْ أحبكم تمنيتُ أن أوجدكِ
أنىّ أكون ومتى أشاءوتمنيتُ أن اسرق أثوابكِ
لأضعها على مشجبيتمنيتُ أن أراكِ كل صباح
لأقص عليكِ أطياف الليلوالآن ما من أحد
حتى هذا الكتاب
يا له من صديق
يصمتُ
كلما أشحت عنه بصري