مينا كرم يكتب :أقر وأعترف

689

أقر وأعترف

بقلم : مينا كرم 

أقر وأعترف بأني لا أميل الي الاخوة المتدينين بزيادة ولا أحب التعامل مع رجال الدين ولم استمع الي أي عظة أو تأمل – منذ أن هداني الله !! – من ١١ عام و أري ان محبة الله لا تحتاج الي وسيط او وسائط روحية أو غير روحية بل أن عمقها يكمن في الدفاع عن البسطاء والفقراء أيا كان دينهم أو اعتقادهم حيث يصير الفقراء طريقاً مميزاً لنعمة الله ..

أقر وأعترف مع مفكري الاباء اليسوعيين الكبار – الذين لا أقرأ دينيا الا لهم حاليا – اني لا أستطيع  ان أكون مؤمنا حتي النهاية ولكني اجتهد ان أكون مخلصا للايمان العقلي بالبحث و التساؤل والاعتراض و التمرد ان لزم الامر حيث انه من الممكن أن يكون الالحاد هو العتبة قبل الاخيرة لايمان راسخ قوي لا يرتكز علي غيبيات..

أقر وأعترف أني لست مؤمناً سلفياً ولا ملحداً لا يبالي ولكني مخلصاً لرحلة بحث لم تنتهي بعد و ممتن لكل التجارب التي خضتها و للحماقات التي ارتكبتها ولازلت ارتكبها لعلي أتعلم يوماً..

أقر وأعترف أني أكره فكرة ان الاقباط أقلية عددية يتم منحها بعض مميزات المواطنة كمكافأة علي التبعية والطاعة للنظام الحاكم وأكره كوتة الاقباط وفكرة التمثيل النسبي للفئات المهمشة في الانتخابات المختلفة لانها كرست للعقدة أكثر و خلقت أجيال من الانتهازيين الذين قفزوا علي الفكرة حتي ولو بالرقص والتطبيل علي جثث القضايا الوطنية و قضايا الفئات الذين ينتموا اليهم أسماً.

أقر وأعترف أني رغم تحفظي علي انغماس البابا في سلطة ٣ يوليو حتي النخاع سياسيا رغم انه رجل دين وهذا لا يليق به اذ كيف يتم الخلط بين الدين والسياسة أي بين المطلق والثابت وبين المقدس والالاعيب السياسة الا ان كلمته الاخيرة التي قارن فيها بين ” خادم السبت المتزمت المظهري الحرفي وبين خادم الانسان الحقيقي ” جاءت تنويرية تحمل رسائل مباشرة وغير مباشرة لمجمع شاخ وتجمد معظم أعضاؤه فكراً وسناً بسبب تقديس الناس لهم خطأً و ضلالاً و يحتاج دعم واسع النطاق في حربه ضد الثوابت المتحجرة  لعله يسعي الي تجديد حقيقي يعيد للنصوص وللكيان حيويته ليعود خادما للانسان بعدما تم استعباد الانسان للنص علي مدار عقود برعاية عمم تاجرت واستغلت احتياجات اقتصادية واجتماعية و روحية ..

لعلها البداية ونتمناها كذلك .

التعليقات متوقفه