ماجدة موريس تكتب:فتاة واعدة

546

فتاة واعدة

ماجدة موريس

حين قررت ان تغير حياتها، وتستقر، كان لابد وان تنهي مشكلة عذبتها لصديقة قتلت ذات يوم في حفل رجالي، وضاع دمها بفعل التواطؤ، وهكذا تبدأ«كاسي» أو كاسندراتومكس بطلة الفيلم الامريكي الجديد «فتاة واعدة» رحلتها المختلفة لتغيير حياة عاشتها بلا معني إلا رغبتها في عدم التدقيق والتركيز علي كل ما يعنيه الآخرين بالهيئة والمركز الاجتماعي وغيرها من الامور التي تدفع الاهل للفخر بأبنائهم، وأولهم أبوها وأمها المسنان، خاصة الام التي لم تريد تصديق أن «كاسي» تركت كلية الطب، ولم تذهب الي أي كلية أو دراسة أخري، وعملت جرسونة وصانعة قهوة في محل صغير ليس فيه غيرها ومالكته، «كاسي» التي أدت دورها ببراعة الممثلة «كاري مولينجان» في فيلم من تأليف وأخراج «أميرال فينيل» فتاة تجمع بين الذكاء والرغبة في المغامرة والولع بالسخرية من الرجال حين يقبلون عليها كصيد سهل، وهو ما ندركه سريعا بعد مغامرات متتالية لها تنتهي بها خارجة من ورطة صنعتها لنفسها وجذبت بها رجلا، ساخرة ممن اعتقد انه سيقضي ليلة ليلاء معها، بل وقد تكيل له كلمات موجعة يتركها ترحل بعدها وفي الصباح تعود للافطار مع الاب والام بأقل الكلمات، بينما تكرر الام دهشتها لعودتها المتأخرة دائما!. انها شخصية أشبه بشخصيات رأيناها في افلام سابقة لمن يحملون شخصيات عديدة متصارعة في كيان واحد،لكن البطلة هنا تدرك بوعي شديد ما تفعله.

ريان.. مفتاح اللغز

حين يدخل زبون المحل طالبا قهوة، وتكتشف انه «ريان» زميلها القديم في الكلية، تبدأ رياح التغيير في العمل بداخلها، وفي تذكر الماضي الملعون، وحين يبدي «ريان» دهشته من عملها هذا، ورغبته في التواصل معها تسعد، ولا نشعر بسعادتها، وتقدمه لوالديها، وتسعد الام اكثر وتبدأ رحلة «كاسي» الاهم مع ريان حين يعرض عليها العودة للدراسة فقد كانت متفوقة علي الجميع، ولكنها تطالبه بسرد علاقاته مع زملاء وزميلات الدفعة وتفاجئه في عمله بالمستشفي طالبة منه تذكيرها أكثر بدفعة الكلية، وتحاول استخراج صورهم، وتقرر ان تفرج عن الالم القديم بداخلها الذي اخفته طويلا وان تقتص ممن أضاعوا حق الفتاة المغدورة من نفس الدفعة، وحين تندهش كمشاهد من تحولات البطلة تأتيك لقطات قليلة، بل نادرة لها وهي تخرج كراسة تخصها تسجل فيها بالنقاط خطواتها، وهو ما يعني تخطيطها للقصاص حتي بدون خيط اول تستند اليه، ومن هنا لم تكن مفاجئة ان تتوالي خطواتها ناحية الذين ساهموا في اغتيال الفتاة «نينا بيتشر»، بداية من «ماديسون» الطبيبة ثم «والكر» القاضية، وبعدهما تذهب الي المحامي الذي جمع الادلة ضد المجني عليها لينصر الجاني، والوحيد الذي كان يشعر بفداحة ما ارتكبه، رحلة طويلة يقطعها الفيلم وراء بطلته للبحث عن الجناة حتي تصل البطلة الي منزل القتلة «آل كوبر» وسط المزارع والبراري، والتقابل الشاب الكسندر نفسه الذي تسبب في المأساة السابقة، ومعه اصدقائه يحتفلون معا بزواجه القادم، وبقلب ميت، تنجح كاسي في اغراء المقصود وتصعد لتقييده بالسلاسل وتخبره بهدفها بينما وضعت المخدر في شراب الآخرين حل امريكاني لكنه ينتهي بموتها في المعركة بينهما وبدفنها، وبحفل زفاف باذخ ينتهي بالبوليس يقبض هذه المرة علي نفس الرجل ولكن مع موت امرأة أخري، سوبر، وكأنها اي كاسي، دفعت حياتها ثمنا للقصاص من الجاني وتحقيق العدالة هل هو جنون؟ أم نبل وحرص علي القيم العليا بداخلها؟، الفيلم يمتاز الي جانب أداء البطلة بتصوير رائع، وإضاءة ومونتاچ ساهمت في تميزه فنيا وربما لهذه الاسباب رشح لعدد من جوائز الاوسكار القادمة سريعا.

التعليقات متوقفه