«التقدم» مغامرة من نوع خاص

84

گانت تثير سخط السادات فيأتي أمن الدولة لمصادرة مطبعة الحزب

كتبت : نسمة تليمة

كسروا الأقلام هل تكسيرها يمنع الأيدي أن تنقش صخرا بهذا البيت نستعيد الحديث عن معركة جديدة للتجمع، أولا هذا البيت الشعري لجبران خليل جبران كتبه حامد العويضي فنان الخط العربي الذي كان متفرغا في المقر المركزي لحزب التجمع ومقيما فيه مع من اقاموا لحماية المقر من غزوات الأمن، وهي الأبيات التي اخذها رفعت السعيد وعلقها في أرجاء المقر لتأكيد الاصرار علي النضال وعدم الخوف ومواصلة المسيرة في الوقت الذي تم فيه ايقاف جريدة الأهالي كان التجمع وقتها يمتلك نشرة داخلية هي «التقدم» كانت مخصصة للتداول بين الأعضاء تنقل لهم أخبار الحزب ومواقفه وقتها قررت السكرتارية العامة في اجتماع خيم عليه حزن افتقاد الاهالي تعويض هذا الافتقاد قدر الامكان بنشرة تقدم ، وأن يتولي رئاسة تحريرها حسين فهمي «أمين الإعلام في الحزب» وتشكل مجلس تحريرها من حسين عبد الرازق «الذي كان يتولي الجزء الأكبر من إصدارها» ومحمود المراغي وسهام هاشم وجيه الشربتلي، أحمد سيد حسن يروي «السعيد» أن «التقدم» كانت تطبع طباعة بدائية وبالفعل استطعنا الحصول علي نسخ قديمة جدا في التقدم تمت طباعتها بالاستنسل، كان يتم طباعة ألف نسخة ثم زادت إلي ثلاثة وأربعة حتي عشرة احيانا، بدأت «التقدم» في إصدار جديد وتحولت إلي جريدة المعارضة الوحيدة ، وتم نشر فيها ما لم يمكن نشره في أي صحيفة أخري منها.. كما نشرت تقدم خبرا عن حملة تطهير ساداتية في إحدي الاجهزة الحساسة «المخابرات العامة» وخبر عن اسباب إلغاء الرقابة الإدارية «صفقة مالتي تريد «لحوم وجبن فاسدة، كانت «التقدم» المنبر الأساسي للتنفيس حتي أصبحت المصدر الوحيد لتلك الأخبار حتي تتلقفها وكالات الأنباء.

يروي محمود حامد كيف كانت مجلة «التقدم» تحمل في طياتها نبض الرفاق بصدق ويتذكر في مرة صادر الأمن أحد الاعداد التي شملت عدة مقالات لفريدة النقاش وحسين عبد الرازق ولطفي الخولي وغيرهم، فما كان من حسين فهمي إلا الذهاب إلي النيابة بنفسه والاعتراف بأنه كتب جميع المقالات ولكنه لم يكتب اسمه عليها كلها واضطر لكتابة الاسماء الأخري حتي لا يعاقب الجميع.

وكان كل عدد من التقدم يثير سخط السادات فيثير سخط الأمن فتتوالي عمليات الاقتحام للمقر ومصادرة كل شيء ابتداء من آلات الطباعة إلي الالات الكاتبة إلي الأوراق والاحبار وفي إحدي المرات صادروا خزينة التجمع وكل ما فيها فما كان من حلول إلا مطبعة «عم برق»، أو عم محمد حسن جاد ويحكي «السعيد» أيضا عنه وهو الرجل الذي تحول سطح المقر علي يديه إلي مصنع لأدوات خشبية يسهل تصنيعها وتتكلف قروشا ويمكنها إن اتقنت صنعها أن تطبع أوراقا علي الاستنسل كانوا يكتبون الاستنسل بالأيدي كما يقول حامد ولكن بعد الطبع كانت المشكلة في إخراج الأعداد خارج المقر لتوزيعها علي المحافظات، ولكن ما غلب «مناضل» كانوا يستطيعون إخراج كل الكميات من خلال شباب تحمل المسئولية ويستطيع الإفلات كما اخرجوا من قبل البيانات التي طبعوها وهربها في إحدي المرات رفعت السعيد في شنطة سفر ك بري تحمل حملها كما يروي محمود حامد لتصل إليه ويتم توزيعها فيما بعد.

هكذا كانت مجلة «التقدم» التي اصبحت اشارة علي الطريق كثيرا من الاوقات ويتحدث عنها اعضاء التجمع كثيرا حصلنا علي العدد المطبوع استنسل بتاريخ 7 اغسطس 1976 وكان عنوانها «الشعب هو صاحب الحساب» وكانت تحتفل بذكري ثورة يوليو 1952 بعنوان «يوليو والاحتفالات من القناة حتي أسوان» تؤكد المجلة أن التجمع احتفل بالثورة رغم الحصار المفروض عليه (نجحت احتفالات الثورة رغم الحصار) «ووثقت لبعض الاجراءات التي حدثت ضد التجمع منها امتناع الصحف اليومية الثلاثة عن نشر انباء احتفالات ثورة يوليو التي يقيمها الحزب وامتناع جريدة «الأهرام» عن نشر إعلان تقاضت أجره وكان موضوعه هذا الحفل.

أيضا عددا آخر من التقدم بتاريخ 8 ابريل 1979 حمل عنوان «ثلاثة أعوام من الصمود» ينوه فيه العدد عن احتفال التجمع بعيد الحزب في 12 ابريل بعد 3 أعوام علي تأسيسه، وفي إطار الصفحة الأولي تحت عنوان «مزيدا من ديمقراطية زوار الفجر» يوثق لاقتحام أمن الدولة لمقر الحزب واستيلائهم علي الالات الكاتبة لأنها تقوم بطبع مواد ضد الاتفاقية المصرية- الإسرائيلية وتؤكد أن الحزب سيظل معارضا وعلي موقفه.

التعليقات متوقفه