تحذير ..الأسواق الشعبية… بيئة خصبة لانتشار فيروس كورونا

لا الإجراءات الوقائية.. وعدم ارتداء الكمامات وسط التزاحم.. أبرز مشاهد

625

بضائع تغطى الأرصفة والطرقات .. باعة جائلون وسيارات وأشخاص متلاصقون .. تزاحم شديد، لا التزام بالإجراءات الاحترازية ولا تباعد اجتماعي.. الموسكى ، أكبر أسواق القاهرة الكبرى.. بيئة خصبة لوجود فيروس كورونا وانتشاره .
هذا المشهد ليس في سوق الموسكى فقط، إنما يتكرر كثيرا في جميع الأسواق المنتشرة بالقاهرة والمحافظات أيضا، الأمر يزداد صعوبة مع اقتراب شهر رمضان، الذي يزيد معه الزحام داخل الأسواق، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا ونحن الآن في أعتاب الموجه الثالثة، لانتشار الوباء، والتي يحذر منها جميع الأطباء بسبب شراستها وشدتها عن الموجتين الأولى والثانية.
الموسكى، سوق التلات، الغورية، وكالة البلح، العتبة، شارع عبد العزيز، سوق الصاغة، خان الخليلي، سوق الجمعة، الإمام الشافعي، وغيرها الكثير، كلها أسواق شعبية يتجمع فيها يوميا آلاف البشر، من بائعين وزبائن ومارة، في بضع أمتار، ويتعامل الجميع مع بعضهم في مسافات قليلة للغاية، تكاد تكون منعدمة، فرصة الإصابة بالفيروس مؤكدة للجميع بسبب التقارب دون استثناء، بالإضافة إلى أن الأغلبية لا يلتزمون بارتداء الكمامات أثناء تواجدهم بالأسواق، وهذا يزيد من فرص الإصابة بالفيروس وانتشار الوباء.
«الأهالى» تجولت داخل بعض الأسواق بالقاهرة، لترصد الوضع على أرض الواقع، وتقدير حجم الكارثة والمأساة التي يمكن أن تنتج عن التزاحم خاصة في ظل تفشى الوباء وقرب شهر رمضان الذي يزيد معه الزحام داخل الكثير من الأسواق.
جولة
البداية من سوق الموسكى، حيث مئات البائعين وآلاف الأشخاص من زبائن ومارة، وعدد كبير من السيارات التي تمر بنفس الشارع، تكاد من شدة الزحام لا تستطيع التجول داخل السوق، أو على الأرجح لن تستطيع حتى المرور منه، بكيات البائعين والبضائع المتواجدة على الأرض وفوق الأرصفة وفى المحال أيضا التي تعرض بضائعها بالخارج تحاصرك من كل جانب، وكأن هذه المنطقة ملك لهم ولا يحق لأحد المرور من شارع أو السير فوق رصيف .
كورونا موجود وبقوة، في هذه المنطقة ، فلا أحد يلتزم بالتباعد أو الإجراءات الاحترازية، وكثير من الأشخاص لا يرتدون كمامات، ولا أحد يكترث بالوباء المنتشر، الكثير من السيدات يتجولون داخل السوق برفقة أطفالهم لشراء مستلزمات الشهر الكريم، فهذا موسم للبائعين ولكورونا معا .
الشوارع الرئيسية المحيطة بميدان الموسكى والشوارع الجانبية أيضا تمتلئ بالبضائع المتواجدة على الأرض وفوق الأرصفة والبائعين والزبائن والمارة، بالإضافة إلى سكان المنطقة، المشهد هناك مخيف، فهذه سيدة اصطحبت أولادها الصغار لشراء ملابس لهم من السوق، باعتبار أن الأسعار بسوق الموسكى أرخص من المحال الكائنة بمنطقة وسط البلد، وهذه السيدة يبدو عليها البساطة، فهي لن تقدر على شراء ملابس لأولادها بمئات الجنيهات، فلجأت لسوق الموسكى .
سوق الموسكى
السيدة وأطفالها الصغار لا يرتدون كمامات ولم يحافظوا على المسافات الآمنة والتباعد الاجتماعي كإجراء احترازي للوقاية من فيروس كورونا، مثلها مثل الكثيرين داخل السوق، فهناك تكدس كبير بالشوارع والطرقات. رجل كبير السن تخطى عمره الـ65 عاما، جاء بصحبة زوجته لشراء بعض المستلزمات المنزلية من السوق، يتحدث مع أحد البائعين الجائلين وبجواره الكثير من الأشخاص الذين تسببوا في تزاحم كبير حول البائع، دون أن يكترث أحدهم بالإصابة بفيروس كورونا .
البائعون في السوق عددهم كبير للغاية ومنتشرين في كل أرجائه، وهم المتسبب الأكبر في التزاحم، بسبب تجمع عدد كبير من الأشخاص حولهم لشراء بضائعهم المتواجدة في كل مكان، حيث أن البائعين يكادوا يكون متلاصقين فلا مسافة بين بائع وآخر إلا سنتيمترات .
العتبة
استكملنا جولتنا بالمنطقة وذهبنا إلى سوق العتبة، وهو قريب من الموسكى، نفس المشهد الذي رأيناه بالموسكى وربما أسوأ، فالزحام أكبر فلا مكان هناك لقدم، حتى المرور من الشارع فقط ، يكون بصعوبة بالغة، فتعد مهمة شبه مستحيلة، فكل ما تتقدم خطوة ستجد شخصا أمامك .
حركة السيارات المارة بالشارع الممتد أمام العتبة بطيئة للغاية من شدة الزحام الموجود، فالناس متواجدون أمام محال الأقمشة والعطارة والسجاد المنتشرة بالسوق، حتى أن الأرصفة أمام المحال مليئة بالبشر، والمحال من الداخل مكتظة بالمواطنين .
شارع عبد العزيز
من العتبة إلى شارع عبد العزيز، الشهير بتجارة الأجهزة الكهربائية والتليفونات المحمولة، أيضا يشهد تكدسا من قبل المواطنين الراغبين في شراء الأجهزة الكهربائية و الموبايلات، ويتكرر هذا المشهد يوميا، كما أن الشارع ملئ بالمحال التجارية والأكشاك والباعة المتجولين والتجار والمارة، وكغيره من الأسواق المعروفة به تكدس وزحام ونادرا تجد أحدا ملتزما بالإجراءات الاحترازية ويحافظ على التباعد الاجتماعي، خشية الإصابة بالفيروس اللعين.
يزداد الأمر سوءا مع قرب شهر رمضان ، حيث يذهب المواطنون لأسواق العتبة والموسكى والأزهر لشراء مستلزمات الشهر الكريم خاصة الياميش، وأيضا بأسواق الموسكى والأزهر هناك زحام بسبب محال الفوانيس المنتشرة بهما والتي تعرض بضاعتها في الشارع وعلى الأرصفة لجذب الزبائن، حيث يعتبر شهري شعبان ورمضان موسم بالنسبة لهم، ويزداد الزحام داخل هذه الأسواق مع حلول الليل، وبالقرب من سوق الموسكى يوجد سوق الغورية، المشهور ببيع مستلزمات شهر رمضان وخاصة المفارش القماش التي تتزين بهلال رمضان، وصور “بوجي وطمطم والمسحراتي وفوانيس رمضان ” وغيرها والتي تلقى رواجا وإقبالا كبيرا من قبل المواطنين .
الغوريه
تزدحم الغوريه بعد المغرب بالزبائن خاصة خلال هذه الأيام قبل بداية شهر رمضان، فمعروف أن الغورية هي أكبر الأسواق لشراء مستلزمات الشهر الكريم، وفى ظل انتشار فيروس كورونا والموجة الثالثة من الوباء، والتي تعتبر الأشد فتكا عما قبل، فالوضع صعب للغاية، وهناك الكثيرين معرضين للإصابة .
الإجراءات الاحترازية داخل سوق الغورية لا يلتزم بها إلا القليلون، وهناك العديد من الأشخاص لا يرتدون كمامات ولا يوجد تباعد بين الأشخاص، كما أن البائعين متراصون بجانب بعضهم بالطبع الزبائن أيضًا.
في الجهة المقابلة للغورية توجد الصاغة والتي تعتبر أشهر أسواق الذهب، والتي بها الكثير من المحال التي تعمل ببيع الذهب وصيانة المشغولات الذهبية وتلميعها وكذلك الفضة والحلى، يشهد أيضا السوق زحاما خاصة في الليل، حيث يقصده الكثيرون وخاصة النساء لشراء المشغولات الذهبية والفضة .
السوق كغيره الوضع داخله غير مطمئن فخطر الإصابة بالفيروس موجود واحتمالات الإصابة قائمة، فشوارع الصاغة ذات مساحة ضيقة ، فالمحال بالقرب من بعضها البعض وأمامها الزبائن، وهناك الكثير من المارة بالشوارع الجانبية بحارة الدرب الأصفر والجمالية وشارع المعز الذين يشهدون زحاما شديدا خاصة قبل شهر رمضان ، وفى الشهر نفسه يزداد الزحام الذي يزداد معه احتمال الإصابة بالفيروس وانتشار الوباء.
وكالة البلح
تركنا منطقة القاهرة الفاطمية وذهبنا بعيدا حيث سوق وكالة البلح ببولاق أبو العلا، أحد أشهر الأسواق لبيع الملابس المستعملة والبالة في مصر، ويتميز بأسعاره المنخفضة التي تعتبر في متناول الجميع، لذلك يعتبر مقصدا للكثيرين خاصة منخفضي ومحدودي الدخل .
في الحقيقة سوق وكالة البلح الذي يعمل منذ الصباح الباكر ليس في حاجة لقرب شهر رمضان لكي يشهد زحاما فهو تقريبا طوال أشهر السنة مزدحم، وهذا أمر معروف لدى الكثيرين ، لكن في هذه الفترة يزداد الزحام، حيث يأتي إلى السوق آلاف الزبائن من القاهرة والمحافظات والقرى البعيدة لشراء الملابس بأسعار زهيدة، تتناسب مع دخولهم .
على أرض الواقع أثناء جولتنا شاهدنا زحاما شديدا داخل سوق وكالة البلح وفى الشوارع الجانبية بالسوق، التي ينتشر فيها البائعون أيضا، ومعظم تجار السوق هم بائعون ليس لديهم محال، فكل بائع لديه ” استندات وكراتين ” ويتجمع الزبائن أمامه لمعاينة البضائع وشرائها.
أغلب الزبائن من السيدات والفتيات ، فهن الأكثر تواجدا داخل سوق وكالة البلح، ولاحظنا أن كل الأسواق السابقة مزدحمة للغاية لكن الأمر داخل وكالة البلح أصعب بكثير فهناك زحام شديد وتكدس من قبل البائعين والزبائن والمارة أيضا دون الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي .
يعتبر الباعة الذين يفترشون الأرصفة والشارع الرئيسي والشوارع الجانبية هم السبب الرئيسي في الزحام، فعددهم كبير وبضاعتهم منتشرة في كل مكان خاصة على الأرصفة وفى الشوارع المحيطة، فالمشهد هناك مخيف، وفرص انتشار الوباء كبيرة والوعي في حالة يرثى لها ” صفر”.
تحذيرات
ومن جانبها قالت الدكتورة سوزي محفوظ ، استشاري مكافحة العدوى بمستشفى الزاوية الحمراء، أنه يجب عدم التجمع بشكل كبير خاصة في ظل المناسبات المتعددة التي يشهدها المصريون خلال الفترة الحالية من عيد الأم وعيد الربيع شهر رمضان الكريم، مشددة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية لأن التجمعات تتسبب في زيادة إصابات فيروس كورونا
وأضافت أن هناك أساليب وإجراءات معينة للوقاية من فيروس كورونا المستجد ” كوفيد 19 ” الواجب إتباعها في الأسواق العامة أثناء شراء مستلزمات شهر رمضان الكريم، هي نفسها التي يتم التشديد عليها منذ بداية تفشي الوباء، وهي : تجنب لمس العين أو الفم أو الأنف ، والبقاء على بعد متر واحد من أي شخص تظهر عليه علامات مرض كورونا، وتقليل التواصل المباشر مع المحيطين، وأيضا أهمية ارتداء الكمامة الطبية بشكل صحيح أثناء دخول أسواق الحيوانات الحية، وعدم لمس اللحوم النيئة، واستخدام معقم اليدين باستمرار أثناء التسوق ، وأخيرا اختيار توقيت مناسب بعيدا عن ذروة الذهاب إلى الأسواق .

التعليقات متوقفه