إقبال بركة تكتب:الزعيم ناصر ماله وما عليه

574

شكشكة
الزعيم ناصر ماله وما عليه

إقبال بركة
اشكاليات كثيرة في تاريخنا المعاصر توجب علي المتخصصين العكوف علي حلها والتوصل الي اتفاق حولها كى لا تصاب الاجيال الجديدة بالحيرة والاحباط، ومن ثم ينصرفون عن قراءة تاريخ بلادهم. من تلك الاشكاليات فترة حكم الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر،حيث نجد اسئلة كثيرة تعارضت وتناقضت الاجابات عليها في مذكرات من شاركوا وكتبوا عن تلك الفترة. فعلي سبيل المثال هل رفض ناصر اغتيال حسين سرى رئيس الوزراء قبيل الثورة رغم اجماع الثوار علي ضرورة اغتياله؟! ولماذا اختار مجلس الثورة اللواء محمد نجيب ليعلنوه قائدا للثورة، ثم غضبوا عليه وازاحوه وتجنبوه حتى وفاته؟!، وما حقيقة علاقة ناصر بالماركسيين وبالاخوان قبل الثورة وبعدها؟! وحقيقة خلافه مع المناضل الراحل يوسف صديق! ولماذا تعمد الرئيس الاسبق انور السادات الذهاب الي السينما ليلة ثورة 23 يوليو؟! وحقيقة علاقة الثوار بالسفارة الامريكية بعد قيامهم بحركتهم، وهل رفض جمال عبد الناصر اعدام الملك السابق فاروق رغم اجماع الثوار علي اعدامه وما كان تفسيره لذلك؟! واسئلة اخرى تجد لها اجابات مختلفة لدى كل من كتب عن تلك الفترة. وما ان حلت الذكرى المائة لميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حتى اندفعت موجة صاخبة من الهجوم عليه وادانته والحاق كل أخطاء المرحلة به. الامر الغريب ان معظم المهاجمين من الشيوخ الذين عاصروه، اما الشباب فلم يشاركوا في وليمة تجريحه. وشخصيا لم ابدأ مسيرتى الصحفية الا بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر عام 1970, ولكنى كنت من الرافضين لبعض سياساته اثناء دراستى بالجامعة مثل الاعتقالات والحراسات والتأميم الذى رأيت فيه ظلما فادحا لمن تعبوا واضافوا لاقتصاد البلد مشروعات كانت ناجحة. كما رأيت انه من الجائز تأميم شركات الاجانب خاصة الصهاينة امثال عدس وشيكوريل وجاتينيو ومزراحي وغيرهم، ولكنى لم استوعب الاستيلاء علي اراضي من ملاكها المصريين حتى وان كان بحجة توزيعها علي الفقراء. وقد وقع في يدى كتاب جمال عبد الناصر للكاتب الروسي اجاريشيف الذى ترجمه د. سامي عمارة عام 1983م. الكتاب يحكي قصة حياة ناصر من الميلاد عام 1918 حتى الوفاة في 28 سبتمبر 1970م. والكتاب يزيح الستار عن معلومات كثيرة حول حياة الزعيم ويرد علي الكثير مما اشاعه عنه اعداؤه بعد ان رحل الي دار البقاء. كذلك رأيت ان اعود الي كتاب الزميل العزيز محمد سلماوى «في الناصرية» الصادر عام 1984م عن دار «الف للنشر»، ويحتوى على عدة مقالات نشرها الكاتب في تواريخ واماكن متعددة خلال حقبة الثمانينات.
فإلي الأسبوع القادم بإذن الله تعالى لنستعرض بعض تلك الآراء..

التعليقات متوقفه