المهندس سمير حباشنة يكتب لـ”الأهالي” :الأمن المائي لمصر والسودان … في صلب الأمن العربي

287

الأمن المائي لمصر والسودان … في صلب الأمن العربي
المهندس سمير حباشنة
حين يصل العنت وركوب الرأس بأثيوبيا الى هذا المستوى من الغطرسة والتحدي والإصرار على تعبئة سد النهضة، دونما اتفاق مع مصر والسودان ، فإنّ هذا يُصنّف كإعلان حرب و كجريمة إنسانية كبرى سوف تُؤدي الى تجويع ملايين العرب من المصريين والسودانيين، وتخريب مساحات ضخمة من الأرض الزراعية ، واحداث الفياضانات القاتلة في البلدين، وتخفيض إنتاج الكهرباء في السد العالي والسدود السودانية، أي بمعنى جريمة مع سبق الإصرار والترصّد .. وهو الأمر الذي لن يكون مقبولا البتّة .
وبالمقابل، فإنّ البلدين العربيين لم يتركا بابا للحوار والمفاوضات إلّا وطرقاه ، وقبلا بالوساطات سواء كانت أفريقية او أوروبية أو أمريكية بما فيها الهيئات الدولية المختصّة، والتي تشير جميعاً الى انّ الحق الى جانب مصر والسودان… مع ذلك فإنّ أثيوبيا سائرة بغيّها وترمي بعرض الحائط كل أشكال الوساطات وتُجانب المنطق، وتدّعي بأنّ النيل ملكية خاصةٌ بها، تعمل به ما تشاء، توهب أو تمنع المياه عن الآخرين دونما وازع أخلاقي، ودون الاعتراف بالحقوق التاريخية في مياه النيل للدول المتشاطئة، بل والتنكر لكل الاتفاقات المبرمة سابقا في هذا الشأن.
وهذا يعني كما يقول المثل العربي” دفع مصر والسودان على الحائط” بحيث لم يعد لهما من خيار إلاّ خيار الدفاع عن مصالحنا وحقوقهما المائية بشتّى السبل المتاحة … فأحيانٌ كثيرة فإنّ الخصم المتعنّت يحتاج الى أسلوب كفيل لتخليصه من عنجيته ويباس رأسه .
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي واضحاً يوم أمس الأول ، يوم قال أنّ أخذ نقطة ماء واحدة من حقوق مصر هو خط أحمر، وانّ أثيوبيا تدفع الأمور نحو الحل الأخير، وذلك ما أكّداه وزيرا الخارجية في البلدين العربيين.
وبتقديري، إنّ أثيوبيا، وإن ذهبت في غيّها، فإنّها تدفع مصر والسودان نحو الحل الجراحي … حيث يبقى هو الملاذ الأخير أمام دولتين عربيتين يأتي من يهدد شعبيهما بالتجويع وتدميرهناهما والإعتداء على حقوقهما المائية التاريخية
وأعتقد، أنّ على العرب جميعا أن يقفوا بقوة الى جانب مصر والسودان ذلك أنهما على حق، وهذا يتطّلب تخلّص العرب أو بعضهم من المواقف المائعة والوسطية في شأن يهدد مصير بلدين عربيين رئيسين كبيرين، وأنّ نفاذ أثيوبيا بخطّتها اللعينة الخبيثة سوف يشجّع الآخرون أن يحذوا حذوها بالاعتداء على الأرض العربية والثروة العربية في أماكن أخرى .. فنقول أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض.
وبعد، مصر والسودان عازمتان على حماية حقوقهما المائية ، وعلينا جميعا كعرب أن نقف الى جانبهما بكل ما هو متاح ومطلوب، فأمن مصر والسودان جزء أصيل من الأمن العربي
الله ومصلحة العرب من وراء القصد ،،،،

التعليقات متوقفه