الأحزاب السياسية: ندعم تحركات الدولة للحفاظ على حقوق مصر فى مياه نهر النيل

سيد عبد العال: مصر والسودان يواجهان أمريكا وإسرائيل وليس أثيوبيا

746

يستمر التعنت الإثيوبي ازاء قضية سد النهضة، فيما فشلت المفاوضات الأخيرة في العاصمة الكونغولية كينشاسا بين كل من مصر والسودان كدولتي مصب، وإثيوبيا على الجانب الآخر كدولة المنبع، وشهد الملف في الأيام الأخيرة تصعيدًا كبيرًا من خلال التصريحات المتبادلة بين الدول الثلاث، وكان أبرز تلك التصريحات ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أكد انه لن يمس أحد نقطة مياه من حصة مصر في نهر النيل، وأنه في حال حدث ذلك ستشهد المنطقة حالة من عدم الاستقرار لا يتخيلها أحد، كما صرحت القيادة السودانية ان كل الخيارات مطروحة فيما يخص الأمر وهو ما يفتح الباب على احتمالية نشوب نزاع مسلح تضطر مصر والسودان فيه ان يدافعا عن أمنهما القومي على الرغم من استبعاد السيناريو الأخير من خلال كثير من المراقبين والمحللين ..

تتابع «الأهالي» ردود فعل الأحزاب المصرية على هذا الأمر ..

قال رئيس حزب التجمع نائب مجلس الشيوخ سيد عبد العال، إن المتحدث الرسمي باسم الولايات المتحدة، يقول بوضوح أن الولايات المتحدة لن تضغط على إثيوبيا لقبول وساطتها فى مفاوضات سد النهضة..وايضا يقول بحسم أنهم لا يرون ولا يدعمون حل خارج التفاوض وطبعا لا يرى سقفا زمنيا لهذا التفاوض، وتقديرى أن هذا الكلام هو تحريض مباشر وعلني للحكومة الإثيوبية فى اعلان الاستمرار في التفاوض وفقا لرؤيتها هى بلا سقف زمني.

وأضاف “عبدالعال” أنه مع الاستمرار في التحضير للمرحلة الثانية من ملء السد، وفى حالة رفض مصر او السودان أو كلاهما لذلك واصرارهما على ربط التفاوض بالوصول لاتفاق قبل المل الثانى، تكون الدولتان من وجهة النظر الأمريكية هما الذين أفشلوا الحل التفاوضي، الأمر واضح بدون لبس، مصر والسودان يواجهان الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وليس الحكومة الاثيوبية.

وفي بيان مشترك أعرب المجلس الرئاسي لتحالف الأحزاب المصرية، الذي يضم 35 حزباً سياسياً، برئاسة عضو مجلس الشيوخ تيسير مطر، رئيس حزب ارادة جيل، وأمين عام التحالف، عن ثقته ودعمه الكامل للقيادة السياسية في التعامل مع كل الملفات وأولها ملف مياه النيل.

ودعا التحالف خلال اجتماع لرؤساء الأحزاب، إلى  ضرورة الاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية والحكومة المصرية في كل القرارات التي تتخذها بشأن أزمة سد النهضة والتأكيد على عدم المساس بالحقوق التاريخية لحصة مصر في مياه النيل والوصول إلى حلول عادلة تضمن تحقيق التنمية المستدامة فى إثيوبيا وتراعى عدم الإضرار بدول المصب وحقوقها فى المياه والحياة.

وأكد  تحالف الأحزاب المصرية أن أحاديث الرئيس السيسي وكلماته إزاء قضية سد النهضة بمثابة رسائل طمأنة واضحة

وأبدى التحالف في بيانه المشترك اندهاشه من رفض إثيوبيا كل المقترحات والبدائل، التي طرحتها مصر وحازت على موافقة السودان من خلال تطوير العملية التفاوضية بمشاركة وسطاء دوليين وإصرارها على وساطة الاتحاد الأفريقي فقط.

ودعا التحالف كل فئات الشعب المصري على تجاهل ما تبثه مواقع التواصل الإجتماعي عن الموضوعات المرتبطة بسد النهضة، وعدم الإلتفات إلا لما تعلنه المؤسسات الرسمية للدولة المصرية بشأن هذا الموضوع، مؤكدًا وقوفه خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة، فى مواجهة أى مخاطر قد تهدد الأمن القومى للبلاد، واتخاذ ما تراه من خطوات مناسبة وحاسمة تضمن عدم المساس بحصة مصر فيما مياه النيل وبما يؤكد على عدالة قضيتها.

ومن جانبه أكد رؤوف السيد على رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، إن الدولة حالياً تواجه ازمة حيال سد النهضة، بما يستدعي توحيد الجهود وتوضيح المفاهيم حول طبيعة ما تواجهه الدولة من تحد مصيري ووجودي يؤثر في ملفات كثيرة بالشأن الداخلي بما يحتاج معه ايضاً إلى مزيد من اللحمة والترابط بين كل أفراد الشعب خلف القيادة السياسية ودعمها في أي قرار يتم اتخاذه من أجل حماية مياه النيل.

وقال “السيد”، إننا اليوم أمام أزمة حقيقية، تهدد شعب بأكمله ازمة لا تستهدف افرادا بل تستهدف شعبا لذا فإن 100 مليون نسمة على المحك الآن يواجهون مصيرا صعبا يقتضي ضرورة للتضافر والتكاتف وتهيئة الجبهة الداخلية لامكانية مواجهتها معركة على جبهات متعددة.

وقال الربان عمر صميدة، رئيس حزب المؤتمر، إن الحزب، وباجماع قياداته وأعضائه، يجدد ثقته ودعمه الكامل في كل ما يتخذه الرئيس السيسي من قرارات يرى أنها تحقق مصالح الوطن، مضيفًا أن كوادره تعلن تأييدها الكامل لكل ما تتخذه الدولة المصرية من إجراءات تحفظ به مقدرات البلاد، وتردع كل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء مع مصر.

وتابع :«ظهر واتضح جليّاً فيما أتبعه الجانب الإثيوبي في المفاوضات المصيرية لمصر والسودان، على مدى السنوات الماضية من تسويف ومماطلة وعدم الجدية، مع شركاء النهر، ومن خلال متابعة الحزب لتحركات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لرأب صدع أزمة سد النهضة بالطرق السلمية، وما أنفقته الدولة المصرية من جهد وصبر، لإنفاذ قواعد القانون الدولي بالطرق السلمية، لضمان رخاء الشعوب المعنية، دون الوصول إلى النتائج المرجوة حتى الآن.»

وقال هاني درويش، الأمين المساعد لحزب مستقبل وطن بالجيزة، إن حالة التصعيد التي يتبعها الجانب الإثيوبي لن تخضع القيادة السياسية المصرية لها، والتي تدرك تماما كيفية استخدام أدواتها وفي التوقيت المناسب بما يضمن حقوقها وحقوق الشعب المصري في حصته من مياه النيل.

وأكد “درويش”، أن حزب مستقبل وطن بكل قياداته وكوادره وقواعده الشعبية، تقف خلف الرئيس في كل الإجراءات التي يراها مناسبة للحفاظ على حقوق الشعب المصري.

وأعرب حزب “المصريين الأحرار” عن ثقته ودعمه الكامل للقيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي في التعامل مع كل الملفات وأولها ملف مياه النيل.

وقال الحزب، في بيان، إن حديث الرئيس السيسي رسالة واضحة وصريحة “لا مساس بنقطة واحدة من حقوق مصر المائية”، وقوله الكاشف “لن يجرؤ أحد أن يأخذ نقطة مياه واحدة واللي عايز يجرب يشوف”.

وأضاف “المصريين الأحرار”، أن مياه النيل حياة المصريين وحق أصيل لا مجال إلى الاقتراب منها، ويعلم الجميع أن مصر لم تكن يوما معتدية أو طامعة ولكنها دوما قادرة على صون حقوقها بكل السبُل والأشكال.

وأكد الحزب ، أن ١٠٠ مليون مواطن مصري يدّعم ويُساند قيادته السياسية وجيشه الباسل والجميع ساهرون مع حورس على المياه والحياة، مشددًا على أن مصر دولة سلام لمن يريد وقوة رد وردع لمن يطمع.

وأشار إلى أن ما زال باب التفاوض للوصول إلى حل عادل يحفظ الحقوق الأصيلة دون انتقاص، وعلى كل طرف تحمل نتيجة قراره أو يحسن استغلال فرصة التفاوض.

فيما أطلق المهندس حازم الجندى، عضو لجنة الصناعة والتجارة بمجلس الشيوخ، ومساعد رئيس حزب الوفد للتخطيط الإستراتيجي، هاشتاج بعنوان «#ادعموا_حقوق_مصر_المائية» وذلك لمواجهة التعنت الإثيوبي بشأن مفاوضات ملف سد النهضة.

وقال الجندى، إن الهاشتاج عالمي وتم ترجمته بـ 6 لغات أجنبية، وهو بمثابة دعوة لجموع المصريين في الداخل والخارج للتفاعل مع قضية سد النهضة ومساندة وطنهم في توضيح مخاطر السد الإثيوبي على الدولة المصرية، وكشف التعنت الاثيوبي أمام الرأي العام العالمي، وتابع، أن المصريين في الخارج بمثابة سفراء للدفاع عن بلدهم .

كما دعا “الجندي”، لتشكيل لجنة شعبية لمواجهة التعنت الإثيوبي في مفاوضات ملف سد النهضة، مقترحاً بأن تضم تلك اللجنة جميع وزراء الخارجية والري السابقين المصريين وعدد من رؤساء الأحزاب وخبراء القانون الدولي والعلاقات الأفريقية لبدء مرحلة تحرك دولي واسع لحشد الرأي العام العربي والأفريقي والدولي للضغط على إثيوبيا حتى لا تنفجر الأوضاع بسبب تعنتها في المفاوضات وحتى لا تتسبب في جر المنطقة لحالة من عدم الاستقرار .

وقال الجندي، إن إثيوبيا تواصل تعنتها في استمرار الإجراءات الأحادية من جانبها وصولا إلى اقتراب بدء المرحلة الثانية من ملء سد النهضة دون أي مراعاة للمصالح المائية لدولتي المصب«مصر والسودان» منتهكة كل الاتفاقيات والأعراف القانونية.

 

تعليق 1
  1. الديوانى يقول

    تصريحات الأحزاب السياسية بتاييد سياسة الدولة الخارجية !
    من الواضح ان هذه التصريحات جاءت بنية مخلصة ولكنه ليس من الاعراف ان تصدر احزاب الاغلبية تصريحات عن مواقفها تجاه السياسة الخارجية لحكومتهم (خاصة بالتأييد فى قضايا مصيرية). الافتراض ان الاحزاب السياسية الكبري تؤيد سياسات الدولة الخارجية. ربما يحق لاحزاب المعارضة او الاحزاب التى تعترض سياسات الدولة بصفة عامة اصدار تصريحات بتاييد سياسات الحكومة الخارجية والتى تفسر على انها استثناء. اي معارضة داخلية ربما تكون حول التفاصيل والاستراتيجية والتكتيكات ويحق لتلك الاحزاب والقوي السياسية ان تعطي رايها للحكومة ولكن وراء ابواب مغلقة. القراءة العادية لتلك التصريحات ؛ اولا ان احزاب الاغلبية تحتفظ بحق معارضة سياسات الحكومة الخارجية. ثانيا ، ان الحكومة تحتاج الى تأكيدات داخلية لسياساتها وتظهرها فى موقف ضعيف. ثالثا وهو الاخطر ان الاحزاب السياسية تعطي “شيك على بياض” للحكومة لشن اعمال عسكرية ضد اثيوبيا والتى قد لا تكون افضل الحلول للمشكلة. بالطبع يحق للاحزاب والقوي السياسية ابداء آراؤها فى المشكلة وتحليل مواقف الحكومة الاثيوبية واسباب التعنت (على سبيل راي رييس حزب التجمع ان مصر فى مشكلة سد النهضة تواجه اسراييل والولايات المتحدة). ولكن فى النهاية ستكون هناك قرارات تنفيذية ليست فى جوهر اختصاص المجلس النيابى. ربما افضل مثال كان موقف اوباما عندما كان نائبا فى الكونجرس ضد حرب العراق على الرغم من تصويت الاغلبية لمنح بوش الابن السلطة لشن تلك الحرب.

التعليقات متوقفه