ذاكرة الشعر قصيدة للشاعر الكبير الراحل عبد الله السيد شرف

يسر جريدة الأهالي أن تقدم لقرائها صفحة إبداعات تواكب الحركة الأدبية المعاصرة في مصر و العالم العربي و الترجمات العالمية ..وترحب بأعمال المبدعين و المفكرين لإثراء المشهد الأدبي و الانفتاح على تجاربهم الابداعية..يشرف على الصفحة الكاتبة و الشاعرة/ أمل جمال . تستقبل الجريدة الأعمال الابداعية على الايميل التالي: Ahalylitrature@Gmail.Com

522

ذاكرة الشعر قصيدة للشاعر الكبير الراحل عبد الله السيد شرف

قِيامَةٌ صغيرةٌ للحرفِ المَيِّت

بينَ صفيحِ اللَّوحِ

وبين اللَّوحِ تسير،

تَنوءُ بأحلامِكَ..

لَوّحَكَ الحَرفُ،

فَمَا تَذكُرُ؟

-لا شيءَ سِوى كَفَّيْهــا

إذْ تَضَعُ المِخلاةَ على الكَتِفِ الخَشَبِيِّ

مِنَ الأَسمالِ،

ومِن أَقْمِشَةِ الكَنَبَةِ حِيكَتْ…

وغَدًا تَخلَعُ هذا الجِلبابَ،

وتَلبَسُ جُبَّتَه،

يَسأَلُكَ النَّاسُ الفَتوى…

لَكِنِّي أَطمَعُ في العَوْمِ،

وتَعرِفُني أَغصانُ التُّوتِ،

وأشجارُ الجُمَّيزِ

جناحًا أَخضَرَ..

-رائِحَةُ الوَشْمِ بِكَفَّيْها تَخْتَصِرُكَ–

لا تَنْسَ الطَّاقِيَّةَ…

-بيضاءً كانَت مِنْ ثَوبِ الشَّيْخِ–

ويَهتِفُ:

-إنَّا أَعطَيْناكَ…

………

ويَمتَدُّ الحَرفُ أَمامَكَ

يَنتَزِعُكَ من بَين الصَّفـْوِ،

ويَقتُلُ حُلمَكَ،

لامٌ… أَلِفٌ…

قال الشَّيخُ:

– ولا نَجعَلُ لِلنَّكِراتِ الصَّدرَ…

وغُصْ بالمَتْن،

وبالحاشِيَةِ؛

فَأَدْخُلُ بَيْنَهُما…

يَمضِي:

أَينَ الشَّاهِدُ؟

قُلتُ لَهُ:

قِيلَ اذْهَبْ لِلمَلَأِ..

ولِلقَـوٍمِ،

وللنَّــاسِ،

لِماذا للفِـــرعَونِ؟

فَهَـرْوَلَ نَحــوي..

فلِماذا؟

والحرَفُ طَعامِي وشَرابي،

والحَرفُ ثِيابي وعَذابِي،

والحَرْفُ حُطامِي

أَسْلَمَكَ الخَوفُ إلى الحَـرفِ،

وأَسْلَمَكَ الحَــرفُ إلى الكَشْفِ…

و…

لا تَسْتَطْرِدْ؛

حتَّى لا يُسْلِمَكَ الكَشْفُ إلى الحَتْفِ،

تَمَهَّلْ؛

فالنَّكِراتُ تَجــولُ

وأَنتَ فَقَدتَ بَكارَةَ عُمرِكَ،

لا العِنَبَ الشَّامــي أَكَلتَ…

ولا البَلَحَ اليَمنيَّ،

وعَيناكَ تَغَشَّاها ما غَشّاها،

فَتَرَفَّقْ…

أَمْسِكْ خَطوَكْ… لامٌ… أَلِفٌ…

وتَحَسَّسْ حَرْفَكْ…

تحَسَّسْ حَرْفَكْ!

التعليقات متوقفه