“الحصاة” كتاب جديد للدكتور حمد القحطاني

يسر جريدة الأهالي أن تقدم لقرائها صفحة إبداعات تواكب الحركة الأدبية المعاصرة في مصر و العالم العربي و الترجمات العالمية ..وترحب بأعمال المبدعين و المفكرين لإثراء المشهد الأدبي و الانفتاح على تجاربهم الابداعية..يشرف على الصفحة الكاتبة و الشاعرة/ أمل جمال . تستقبل الجريدة الأعمال الابداعية على الايميل التالي: Ahalylitrature@Gmail.Com

1٬762

“الحصاة” كتاب جديد للدكتور حمد القحطاني

صدر مؤخرا  الجزء الأول من كتاب الحصاة في الأدب العربي عماية قديما للدكتور حمد فهد جنبان القحطاني عضو هيئة تدريس بجامعة الطائف، تناول فيه الباحث تأصيل أدبي عن الحصاة منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحديث، وما قاله شعراء الفصحى عنها من شعراء المعلقات وغيرهم.

​ وتنبع هذه الدراسة في العمق الأدبي شعرًا كان أم نثرًا، وأيضًا الجانب التاريخي والجغرافي، والجوانب الاجتماعية والاقتصادية والنباتية والحيوانية.

وتقوم هذه الدراسة على موسوعة علمية أدبية معجمية وثائقية، لكشف ما في بواطن هذا المكان، مما يُظهر لنا العمق التاريخي لأصالة الشعر العربي الذي تناوله الشعراء منذُ العصر الجاهلي عن هذه الأماكن والمواضع، بالإضافة إلى الموروث الحضاري من نقوش وتعدين وغيره؛ كالفلكلور الشعبي والأساطير وغيرها. فيقوم الجزء الأول على تأصيل (الحصاة) عماية قديمًا في كتب الأدب من الشعر والنثر وكتب التاريخ وغيرها، حيث تناولها الباحث بصورة علمية نقدية أدبية جغرافية تاريخية.

​ويتشكل الجزء الأول من أربعة فصول:

الفصل الأول: تناول فيه الباحث صورة عماية في الأدب العربي والمراحل التي مرت بها، حيث تعد “عماية” من أكبر جبال العرب وأشهرها، وتتألف من جبلين عظيمين، فيهما كهوف كثيرة يتحصن فيها الهاربون، وتعد من أعظم جبال نجد.

وقد سمي الجبل “عماية”، ثم “الحصاء” الذي تحول إلى “الحصاة” مع مرور الزمن، فهو “عماية” قديمًا، و”الحصاة” حديثًا.

وكان لـ “عماية” حضور كثيف في الإبداع العربي، تجلّى ذلك في قصص العرب التي سردت سيرة الجناة الذين هربوا فاحتموا بـ “عماية”، من أمثال “القتَّال الكلابي” وغيره، حيث علّق الشعر على النثر القصصي، بالإضافة إلى تناول النثر لها في موضعين آخرين مثل: الحكم والرسائل، ثم حضرت “عماية” في الشعر العربي عند كبار الشعراء عبر العصور، من أمثال امرؤ القيس، ولبيد بن ربيعة، وجرير، وابن الرومي، وأبي العلاء المعري، وابن هانئ الأندلسي، وغيرهم، حيث تناولوا جبل “عماية” من جوانب وصفه وطبيعته وجغرافيته ونباته وحيوانه، كما ربطوا بينه وبين أغراض الشعر المختلفة من مديح وفخر وهجاء ورثاء ووصف، وعرّجوا على ربط فلسفة الموت بـ “عماية”، وتشبيه الجيوش به.

وقد اتبع الباحث في هذا الفصل المنهج الوصفي التحليلي؛ حيث يجمع النماذج الأدبية التي تناولت جبل “عماية”، ويحللها سعيًا إلى كشف حضور هذا الجبل في الإبداع العربي لدى الكتاب والشعراء، ودوره في تأكيد المعاني التي تناولوها، والتشبيهات التي استخدموها.

​وتناول الباحث في الفصل الثاني: خيم في الشعر العربي بين الأمان والخلود، حيث أفرد لها بحثًا مستقلًّا ، وثبات اسمها وعدم تغييره منذُ العصر الجاهلي حتى هذا اليوم.

​وتشكل هذا المكان في وصفه للطبيعة بجمالها وقبحها، والحيوان برحلته وصيده، والمطر بسحابه ووصفه، والمحبوبة، بالإضافة إلى المعاناة الفردية التي تختلف من شاعرٍ لآخر، حيث كان لذلك دلالات خصْبة في التَّعبير عن القضايا النفسية تجاه الطبيعة وحالتها المتفردة.

​أما الفصل الثالث فتناول في الباحث: وادي الركاء في الشعر العربي القديم، تحدثت فيه عن مكانة هذا الوادي بالحصاة، وما تناوله الشعراء في تحديد مواضع الوادي ومجاريه وحيويته.

حيث كشفت أهداف الدراسة؛ بيان جماليات المكان الذي ورد ذكره في الشعر العربي القديم وعلاقته بوادي الركاء، وتأثيره في شاعرية الشعراء وعلاقتهم بهذا المكان من حيث الارتباط والتأمل.

وقد اهتم هذا البحث بالكشف عن أبعاد المكان في ذهنية الشعراء ودلالاته وأبعاده التصويرية في محاولة جادة لإلقاء الضوء على هذا الوادي.

وفي الفصل الرابع تناول الباحث: الحصاة بين تحول الزمان ودلالة المكان دراسة وصفية دلالية، تناول فيها الأماكن والمواضع التي وردت في كتب التراث من المعاجم والدواوين الشعرية..

التعليقات متوقفه