منصور عبدالغني يكتب:السد الإثيوبي .. وساعة الصفر

347

انتباه

السد الإثيوبي .. وساعة الصفر

منصور عبدالغني

ما من شك في أن أزمة السد الاثيوبي ستنتهي إلي حيث تريد وتخطط وتعمل الدولة المصرية, فمن غير المعقول أن تفرط مصر في الحفاظ علي استمرار جريان نهر النيل من المنبع وحتي المصب وهي التي أخذت علي عاتقها منذ فجر التاريخ حراسة النهر العظيم والمراقبة علي طول رافديه النيل الشرقي والنيل الغربي.

اليقين هنا مرتبط بعدالة القضية وحق 100 مليون مصري في الحياة وحماية السودان من خطرالإزالة الكاملة إذا ما تعرض المشروع الإثيوبي للانهيار في ظل  عدم استكمال الدراسات الفنية الخاصة بالسد.

ساعة الصفر حددتها مصر، مطلع شهر يوليو المقبل، وهي مرتبطة بتجمع مياه الأمطار وسريانها نحو مجري النيل الشرقي لتبدأ رحلتها في اتجاه دولتي المصب, والتحديد كان علي لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما قال “لا ملء بدون اتفاق” وهو ما انطلقت من خلاله الأجهزة المصرية للاستعداد وتجهيز الجبهة الداخلية بالتوازن مع التحرك خارجيا لدي القوي الفاعلة علي المستوي الدولي خاصة أمريكا واوروبا وروسيا والصين وبعض المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وجهات تمويل دولية أخرى بهدف تحديد المسئوليات وتحمل النتائج المترتبة على استمرار التعنت الاثيوبي.

عدالة قضية مياه نهر النيل بالنسبة للدولة المصرية لا تحتاج الى دليل أو برهان, والتحرك لدي بعض الاطراف التي تستند عليها اثيوبيا في موقفها الرافض للاتفاق كان رسالة لتلك الدول بأن مواقفكم معلومة لدينا, ومنح تلك الأطراف الفرصة لشرح أهدافهم وطرح مطالبهم بصراحة وعلانية بعيدا عن الدوائر السرية والاستنتاجات والنظر في مدي قدرة مصر علي تحمل تلك المطالب قبل اللجوء الي القرار الصعب لحماية استمرار الحياة للمصريين وضمان جريان مياه النهر النيل إليهم.

يقيني في قوة وصلابة وقدرة دولة 30 يونيو علي حماية حقوقها وأمنها المائي يأتي من النجاح في التصدي لأزمات عايشناها خلال السنوات الأخيرة رغم صعوبة الوضع في ذلك الوقت والتي انتهت إلي حين أرادت مصر بداية من الرفض الدولي لثورة 30 يونيو 2013 والحرب علي الإرهاب التي خاضتها الدولة في كافة الاتجاهات الاستراتيجية في توقيت واحد ثم الازمة مع ايطاليا ومقتل “ريجيني” وصولا الي خط ليبيا الأحمر “سرت/الجفرة” والتصدي لتركيا في قضية الغاز والتي نجحت في جميعها الإرادة المصرية.

أزمة السد الإثيوبي في مرحلتها الأخيرة وفقا لما حددته مصر وتنتهي بما يحفظ الحقوق المصرية ويضمن الأمن والسلام للجميع.

رحم الله الشهداء وتحيا مصر

التعليقات متوقفه