إقبال بركة تكتب:من هو فرعون موسى؟

600

شكشكة

من هو فرعون موسى؟

اقبال بركة

الإجازة الإجبارية التى فرضها علينا فيروس كورونا اللعين فرصة لاستعادة ذاكرتنا والتفرغ لقراءة ما لم تتح لنا قراءته من قبل وسط مشاغل الحياة. عدت إلى تاريخ بلادى، أعظم وأعرق بلد فى العالم، مصر الحبيبة، تراودني أسئلة عديدة. من بين الأسئلة التى قد تراود من يقرأ تاريخ مصر القديمة، سؤال من هو فرعون موسى؟ وأيضا أين ذهب الهكسوس؟.. الخ

لم يستطع المؤرخون أن يحددوا شخصية فرعون موسى، وفي كتابه «مصر فى القرآن الكريم»، يقول «د. صبحي منصور» إن فرعون موسى ليس رمسيس الثاني الذي دحر الحيثيين في مدينة قادش بالشام وأرغمهم على عقد أول معاهدة في التاريخ، ويقول إن فرعون الهكسوس كان آخر الفراعنة العظام، وإن القرآن الكريم يذكر أن بنى إسرائيل ورثوا الحكم بعد انهيار نظام الفرعون وغرقه هو وجنده وقومه «كانوا يعيشون فى زُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ 26 وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ». «سورة الدخان».

 هكذا وصف القرآن الكريم مصر، ولكنهم خسروها كلها استجابة لدعوة موسى وأخيه هارون عليهم، «وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ» (سورة يونس88 ).ثم «طمس الله على أموال الفراعنة وأذاقهم العذاب الأليم وأذهب ملكهم».

 وعندما أدرك فرعون الغرق حاول أن يصلح خطأه فأعلن توبته وإسلامه، ولكن الوقت كان قد فات، ويقول الله سبحانه وتعالى له «آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)  فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (يونس 92)

 وبعد غرق فرعون الهكسوس حكم آل إسرائيل مصر لفترة محدودة.

 وقد أجمع المؤرخون على اختفاء الهكسوس تماما من التاريخ، وأنهم لم يتركوا أى آثار تدل عليهم كأنما طالتهم لعنة المصريين .وبعد ان تخلص المصريون من الهكسوس توجس الفرعون المصرى من بنى يعقوب «إسرائيل» أن ينضموا إلى أعداء البلاد كما فعلوا من قبل، خاصة أنهم رفضوا أن يعبدوا الفرعون رغم أنهم أصبحوا مستضعفين ولم يعودوا يتمتعون بأي مزايا. لذلك أمر بقتل كل الذكور من بنى إسرائيل، ولكن الله نجا موسى عليه السلام، والتقطه خدم فرعون ثم تبنته امرأة العزيز «الحاكم».

 كان المصريون القدماء يتحلون بالذهب ويعتبرونه دليلا على علو المكانة، وحين طارد الفرعون بنى إسرائيل وغرق هو وأتباعه في البحر عثر بنو إسرائيل على ما كان المصريون يرتدونه من ذهب وجواهر وصنعوا بها تمثالا لعجل عبدوه بعد ذلك.

وفي كتابه “مصر فى القرآن الكريم” يقول د. منصور إن المصريين كانوا يستعملون السكاكين فى تناول الطعام، وإن مصر كانت جنة الرقيق والمماليك، وأصبحوا فيها ملوكا وسلاطين، وإن نساء مصر القديمة كن يعرفن الله.

و ينطقن باسمه… «اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيم»ٌ (يوسف31).

ولكن ضميرهن يستيقظ بعد أن رفض يوسف الغواية، وتعترف امرأة العزيز بذنبها «قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِين»َ (51).

اعترفت زوجة الحاكم بذنبها بشجاعة نادرة. لم تخش عقاب زوجها ولا تشويه سمعتها وأنها قد تخسر كل ما تمتعت به في حياتها كزوجة للحاكم.

خلاصة الأمر أن الدين هو حجر الزاوية فى الشخصية المصرية، وهو الفرق بين الملك الهكسوسي والملك الفرعونى المصري، كذلك كان الدين السبب فى عظمة المعمار المصري القديم معابد وبيوتا للآخرة يصفها القرآن الكريم بأنها مثل الجبال «وفرعون ذو الأوتاد».

ومازال الدين قوة حاكمة للشخصية المصرية إلى يومنا هذا لدرجة أن يستغله كل من يرغب في السيطرة على شعبنا الأصيل، والتحكم فى حياته كما فعل الإخوان المسلمون ومازالوا يحاولون. عمار يامصر

التعليقات متوقفه