إقبال بركة تكتب:د. فؤاد زكريا.. المفكر الذى يدعو إلى الشك «1»

475

شكشكة

د. فؤاد زكريا.. المفكر الذى يدعو إلى الشك «1»

إقبال بركة

قليلون من يمكن إسباغ صفة المفكر أو الفيلسوف عليهم، أحدهم وواحد من أبرزهم الدكتور فؤاد زكريا تسلح بصفتين: الشجاعة في ابداء الرأي، والقدرة على الدفاع عن هذا الرأى مهما كانت ضراوة المعارضين له تصدى للمنهج السلفى، وسخر من الاتجاهات الإسلامية المعاصرة الملتزمة به، متهما إياها بالتركيز على الشكل دون المضمون . ورداً على دعوة تفشت وعلا ضجيجها بشعار «الإسلام هو الحل» رفع صوته معلنا: «العلمانية هي الحل» ولم يخش اعتبارات كثيرة يحسب لها البعض الف حساب . وفى المقابل رفض نظرية الغزو الثقافى الغربى واعتبره خرافة لا وجود لها.

معركة أخرى خاضها د. زكريا ردا على الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بعد صدور كتابه الأخير«خريف الغضب»، فأصدر كتاباً حمل عنوان «كم عمر الغضب»، يقوّم فيه الفترة الناصرية. كذلك لم تنج أفكار الشيخ الشعراوى ود. مصطفى محمود من انتقاداته. ومن أشهر مؤلفاته «الحقيقة والوهم في الحركة الإسلامية المعاصرة» «الصحوة الإسلامية في ميزان العقل»، و«معركتنا… والتفكير اللاعقلى».

ود. فؤاد ذ زكريا من مواليد بورسعيد فى ديسمبر 1927، وتخرج في قسم الفلسفة، بكلية الآداب جامعة القاهرة، عام 1949 ثم حصل على الماجستير عام 1952،  والدكتوراة عام 1956 في الفلسفة من جامعة عين شمس، وتقلد العديد من المناصب مثل رئيس قسم الفلسفة بجامعة عين شمس ثم أستاذاً للفلسفة ورئيساً لقسمها في جامعة الكويت كما ترأس تحرير مجلتى «الفكر المعاصر» و«تراث الإنسانية».

وفي مصر عمل د. زكريا مستشاراً لشئون الثقافة والعلوم الإنسانية في اللجنة الوطنية لليونسكو بالقاهرة وتولى منصب مستشار تحرير سلسلة «عالم المعرفة». بالإضافة إلى ذلك رفد د. زكريا المكتبة العربية بالعديد من الأعمال الفلسفية والفكرية المؤلفة والمترجمة والمقالات والدراسات في الصحف والمجلات.

لم تعق د. زكريا تلك المناصب عن الخوض في العديد من المعارك الفكرية بلغة فلسفية رصينة وقدرة فذة على التحليل والنقد وفهم دقيق للمصطلح الفلسفى.

في أكتوبر 1973 كتب: «إنه من الظلم البيّن أن ننسب الانتصار العسكرى الوحيد الذي أحرزناه في العصر الحديث على الأعداء إلى الملائكة، وننكر الجهد الذى بذلته القوات المسلحة في التدريب والإعداد والاستعداد الشاق».

وفى كتابه «الحقيقة والوهم في الحركة الإسلامية المعاصرة» كتب عن صيحة المطالبة بالشريعة الإسلامية أنها ظاهرة دخيلة على التدين المصرى: «ينبغى علينا أن نتعقب أسبابها إلى عوامل طارئة، كالقمع والتسلط الفكرى والسياسى و انعدام المعارضة والنقد.. الخ». فإلى الأسبوع القادم لنتعرف إلى رأى د زكريا في الجماعات الإسلامية.

التعليقات متوقفه