دكتور محمد عفيفي لـ”الأهالي”: شكرا لثقة الكبار.. ودعم الأصدقاء الأعزاء…المؤرخ لم يعد حالياً حبيس المقالة أو الكتاب

563

على غير عادة كل عام عندما يتم الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز الدولة مر الإعلان هذا العام دون إعتراض من المثقفين مثلما يحدث سنويَا في نفس التوقيت، وكأن هناك اجماع على الموافقة الضمنية على الأسماء المعلنة، وكان من أبرز هذه الأسماء دكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ وصاحب أكبر عدد من الجوائز حيث حصل علي جائزة أفضل رسالة ماجستير فى التاريخ لعام 1986م مقدمة من الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وجائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية لعام 2004م، وجائزة الدولة فى التفوق عام 2009م، وأخيرا جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية 2021م.
حوار أمل خليفة
كيف كان شعورك عندما تلقيت خبر فوزك بالجائزة
شعرت بسعادة غامرة. قد لا تكون القيمة المادية للجائزة كبيرة مثل غيرها من الجوائز في بعض الدول العربية أو بعض الجوائز المحلية لبعض رجال الأعمال ولكن لهذه الجائزة قيمة معنوية كبيرة جدًا جدًا. أولًا لأنها جائزة بلدي جائزة مصرية لها تاريخ ومكانة مهمة جدًا بالأضافة إلى أن تمتعي بثقة أعضاء المجلس بعدما غادرته، هذا شيء مهم جدًا بالنسبة لي في الحقيقة، لذلك هناك عدة عوامل جعلتني أفرح بالجائزة.
هل كنت تتوقع الفوز بهذه الجائزة؟
المؤرخ أو عقلية المؤرخ لا تجعله يرتكن إلي حكاية التوقع بالفوز أو عدم الفوز ولكن المؤرخ ينتظر الحدث أو النتيجة ولكن كان كلي ثقة في أن أحوز على ثقة أعضاء المجلس وأن يمنحوني أصواتهم بالطبع، وكان لدي أمل كبير في الفوز.
ماذا عن توقيت الفوز ؟
أنا لا أفكر في مسألة التوقيت، لأن وفق عقلية المؤرخ أيضًا فالحدث حصل الآن، وفكرة تمني أن يحدث من قبل فهذه ليست عقلية المؤرخ المهم إنه حصل وأنا فرحان ومبسوط إنه حصل وخلاص! ليس لدي مفهوم البكاء على الأطلال فأنا سعيد بالحدث.
هل سيضع فوزك بالجائزة علي عاتقك مسئولية أم ستسير الحياة كما كانت قبل الفوز؟
الجائزة دائمًا تُعطي دفعة إلى الأمام في الحقيقة وتجعل الشخص يفكر في إنه قد حصل على تكريم من الدولة ومن مثقفي مصر فما الجديد الذي يستطيع أن يفعله؟ وإلا يصبح هو الإنسان الذي تجمد وتوقف عند لحظة الجائزة وخلاص، فالإنسان يقوم بعملية مراجعة مع النفس ويفكر في الجديد الذي يستطيع أن يقدمه والذي يستطيع أن يستمر فيه من أجل الا يفقد ثقة الناس في الثقافة والمثقفين في المستقبل.
وفق كلامك ما الجديد الذي تعتزم تقديمه؟
قريبًا سوف تصدر لي أول رواية تاريخية، بهدف توسيع هامش القراءة التاريخية، الكتاب التاريخي يمكن أن يقرأءه عدد قد يصل إلي ثلاثة آلاف لكن الرواية مجالها أكبر، وكتابة الرواية التاريخية تساعد علي توسيع هامش القراءة التاريخية، وأيضًا السرد الأدبي بيعطي المؤرخ مساحات واسعة للحديث عن ما سكت عنه التاريخ أو ما أغفله التاريخ “المسكوت عنه وما تم أغفاله” وأيضًا يعطي المؤرخ حرية التخييل التاريخي والأدبي معًا.
من هم الكبار الذين أختصتهم بالشكر وكيف كان دعم الأصدقاء؟
الكبار هم بالطبع أعضاء المجلس الأعلي للثقافة الذين صوتوا لصالحي من سيدات ورجال الثقافة المصرية، وبالنسبة لدعم الأصدقاء هناك كثير من الأصدقاء في حياتي قاموا بتدعيمي طوال فترة حياتي وطوال فترة إنجازي العلمي، وحتي إنجازي الإداري في مناصب سواء في وزارة الثقافة أو في الجامعة، وهذا ما كنت أقصده في شكري لثقة الكبار ودعم الأصدقاء.
ماهي أحدث اساليب ووسائط التأريخ غير الرواية ؟
المؤرخون حتي بالخارج كثير منهم لم يكتفي بكتابة الكتب أو المقالات التاريخية، انما كثير منهم أتجه إلى كتابة الروايات التاريخية من ناحية وبعضهم انتج أفلام تاريخية وثائقية وبعضهم عمل برامج إذاعية “راديو- تلفزيونية” عن التاريخ ويقوم بتقديمها بنفسه فالفكرة كلها إن المؤرخ لم يعد حالياً حبيس المقالة أو الكتاب، وانما الثقافة التاريخية لابد أن تنزل وتصل إلى الناس.
ما رأيك في اللجان التي تم أستحداثها في اطار الهيكلة الجديدة للمجلس؟
أضافة لجان جديدة للمجلس شيء جميل جدًا لكن في الحقيقة أنا لست مرحب بشدة بسياسة دمج لجان مع بعضها لإن هذا في الحقيقة يأتي على حساب تخصصات محددة ومعينة، وفي نفس الوقت دمج لجان مع بعضها لم يساعد علي زيادة وتفعيل دور اللجان، فكنت أفضل ابقاء اللجان على وضعها القديم بالتخصصات القديمة وأضافة لجان ذات تخصصات جديدة تناسب المستقبل، وهذا ما حدث، لكن ما كنا نحتاج إليه أكثر هو التنسيق والعمل المشترك بين اللجان وليس الدمج بينها، فمثلا لجنة التاريخ تعمل مع لجنة العلوم السياسية شغل أو لجنة التاريخ والجغرافيا والعلوم السياسية يقوموا بعمل مشترك، إنما أنا لا أحبذ دمج اللجان مع بعضها وأنما كنت أفضل بقاء اللجان القديمة والتنسيق فيما بينها لأعمال مشتركة.
هل اللجان المستحدثة ألغت اللجان القديمة ؟
لم تلغيها وانما تم ضم لجان معينة مع بعضها،علي سبيل المثال ضموا لجنة التاريخ والآثار مع بعض، وهناك لجان أخري تم ضمها مع بعض، فلا يجب أن المسألة تكون هكذا فسياسة دمج اللجان ليست في صالح العمل الثقافي.
نريد أن نفسر للقاريء كيفية حل مشكلة سنة الفراغ؟
الجوائز من قبل كانت هي التقديرية والتشجيعية فقط، وفي عصر مبارك تم استحداث جائزتين جدد وهما التفوق ومبارك التي أصبحت النيل فيما بعد، كجوائز إضافية عندما نشبت حرب 67 لم يتم فحص الجوائز أو بمعني آخر لم يجتمع المجلس الأعلي للثقافة لكي يصوت علي الجوائز سواء التشجيعية أو التقديرية، فترحلت الجوائز لمدة عام، وهذا أصبح أمر متكرر بمعني فمثلا جائزة 20 يتم التصويث عليها في 21 وهكذا نتيجة إن هناك سنة ناقصة، هذا العام تم دمج سنتين معًا أي 20،و 21 بحيث أن يكون هناك جائزة واحدة للعامين وفي السنة المقبلة يرجعوا للقاعدة المعتادة التي هي جائزة كل عام.
متي تحجب الجائزة ولماذا؟
تحجب الجائزة التشجيعية عندما تري اللجنة عدم وجود أعمال مقدمة تستحق حيث أن التشجيعية تكون عن عمل واحد كتاب قصيدة أو مشروع فني فالجان المتخصصة أحيانًا تري إن هذا العمل أو الأعمال المقدمة لا ترقي وتحجب الجائزة لكن أيضا هناك امكانية في القانون وفي اللائحة تنص على أن إذا رأت اللجنة إن الاعمال المقدمة لا ترقي من حقها إن تختار عمل لم يتقدم به صاحبه إذا رأت إن هذا العمل يستحق.ويجب تفعيل هذه الأمكانية من أجل توسيع الجوائز وخاصة في التشجيعية لإنها تعطي دافعة كبيرة جدًا للشباب وللأعمال الأولي.
وفي التقديرية تحجب إذا رأي أعضاء اللجنة إن بعض المرشحين لا يرقوا فالتصويت النهائي لا يصل إلي 50% من الأصوات وبالتالي بتحجب.
وفي النهاية أكد دكتور محمد عفيفي على سعادته بإن الذين حصلوا على الجوائز في هذه الدورة أغلبهم فعلًا يستحقونها وعن جدارة وهذه أكبر سنة أجمع كثير جدا من النقاد والمثقفين علي إن من حصلوا على الجوائز أو أغلب من حصلوا على الجوائز يستحقونها عن جدارة، وهناك حالة من الرضا فلم أرى أعتراضات مثلما يحدث كل عام بالعكس كان هناك ترحيب بمن حصلوا على جوائز في الأغلب الأعم، وهذا بالنسبة لي أن أنجح في وسط نجاحات أخري كبيرة مع مثقفين ومبدعين حصلوا على جوائز معي فهذا شيء مهم فالإنسان يكون كبير وسط الكبار، فنظرية أنا الكبير والباقي أقزام في الحقيقة هي نظرية مهلكة للثقافة والفن وانما عندما يحصل الإنسان على جائزة وسط كبار فهو يصبح كبير وسط الكبار في الحقيقة.

 

التعليقات متوقفه